عامل الناس بالاسلوب الذى تحب ان يعاملوك به

لماذا تسمح لاى شخص ان يعاملك بطريق مسيئه؟ "

سمعت امرأة تسأل امرأة أخرى على متن القطارـ وطبعا لم اعرف عمن "هو" التى تتكلم عنه، هل كان - رئيسها، أو زميلها في العمل او زوجها- لمست أن الشخص المعني يعاملها بطريقه غير مقبوله . كنت أسمع اندهاش صديقتها واحباطها من السلبية التى كانت صديقتها تواجه بها هذه المعاملة السيئة. ربما كان كثير منا قد شعر بهذه الطريقة في بعض الأحيان. ولكن دعونا نواجه الأمر - إذا كان من السهل الدفاع عن أنفسنا، كان قد فعلها الجميع ، فلا تقسوا على احد.

هناك أسباب جعلت الكثير من الناس تسمح للآخرين ان يهدروا كرامتهم ويعاملوهم بقله احترام واهتمام أو تعاطف. هذه الاسباب معقدة مثل الطبيعة البشرية نفسها. ولكن في جوهر ذلك يكمن خوفنا من ما قد يحدث إذا دافعنا عن أنفسنا. أننا سوف نذل أكثر من ذلك. أننا سوف ننبذ من الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل. أننا سوف نضطر إلى التعامل مع اهانات اكثر. ربما حتى نفقد وظيفتنا . أننا سوف نجعل من انفسنا امثوله امام الاخرين، و سوف ينتهي إلامر بشعور أسوأ مما نعانيه بالفعل.

ان الرغبة العميقة للانتماء إلى جانب خوفنا من الرفض يمكن أن تؤدي إلى ضعفنا و عدم قدرتنا على الحكم الصحيح. في بعض الأحيان قد يكون الأمر ببساطة أن ندع قضية تتفاقم مع زميل في العمل بدلا من التصدي لها. لكن كلما كانت العلاقة قريبه، كلما ارتفعت المخاطر و اصبحت أكثر حدة مما يؤثر سلبا على سعادتنا. نحن نعلم أن الكثير من الناس يشعرون بالعجز عندما يواجهوا العدوانيه في أماكن العمل. وبالمثل، فإن نظرة سريعة على إحصاءات العنف المنزلي تكشف كم من الناس - نساء ورجالا - يختارون البقاء في علاقات مسيئة لسنوات لأنهم يخشون الانفصال. هم يخشون من ما سيضطروا إلى التخلي عنه - الأمن أو الوضع الاجتماعي أو الراحة مع المألوف. يخافون من الوحده او الاعتقاد أنهم لا يستحقون الأفضل.

في حين انك قد لم تجد نفسك في موقف مهين ومزعج كهذا ، هناك درسا هنا بالنسبة لنا جميعا: اذا لم نحب ونحترم انفسنا ونثق فى ذاتنا سنحصل على الأقل بكثير مما كنا نريد، او نحتاج أو نستحقها. في المنزل. في العمل. او في الحياة. كما تؤكد الحقيقة في القول المأثور: ( يمكنك تعليم الناس كيفية التعامل معك.)

مهما كانت الحالة الراهنة للعلاقات الشخصية أو المهنية لك، توقف لحظة للنظر حيث انك في بعض الأحيان تظل صامتا بدلا من أن تتكلم وتتخذ موقف لنفسك. أو عندما تقبل ان تعامل بطريقه تؤذي، مشاعرك او تؤدى بك للإحباط، او الاستياء أو الشعور بأقل من قيمتك. قد لا تبدو هذه الامور كشىء كبير، ولكن مع مرور الوقت، نحن نعلم الناس كيف يعاملوننا. وهذا هو السبب الذى يجعل من يهينك يفعل ما يفعله معك لانه يعلم انه لن يجد من يوقفه عند حده وانه يمكن أن يفلت باسائته. في النهاية، نحن نحصل على ما نتحمله ولا نقاومه.

لذلك اشعر بقيمتك. عامل الآخرين باحترام و ارفض قبول معامله اقل مما تعامل الاخرين بها او تقلل من قيمتك.

لتشجيع المعامله الإيجابية و ايقاف السلوك العدواني:

• لا تتحمل السلوكيات من الآخرين التي ترغب في القضاء عليها.

  •  كن عادلا مع الآخرين، ولكن بعد ذلك طالبهم بان يحترموا حقوقك لان هذا هو العدل.
  •  تعلم كيفية التحدث بحزم مع من يتخطى الحدود.
  •  لا تكافئ السلوك القاسى او المسىء من الآخرين بصمتك مما يشجعهم على الاستمرار والتمادى فى ذلك.
  •  إذا كان شخص يعاملك بشكل سيء، قل له ذلك بحزم - لا تبتسم وكان ذلك شىء عادى.

تذكر: فكر جيدا، و تصرف بشكل جيد، و اشعر بشكل جيد، لتكون جيد!

مع أخذ ذلك في الاعتبار، دعونا نلقي نظرة على بعض النصائح العملية لتعيش دون ضغوط نفسيه فى حياتك اليومية و تجبر الاخرين على معاملتك كما تعاملهم:

<!--ممارسة التعاطف. اجعلها عادة في محاولة لوضع نفسك مكان شخص آخر. اي شخص. اصدقاء، زملاء العمل، والناس الذين تقابلهم في الشارع. حاول تفهمهم، إلى الحد الذي يمكنك ، ان تشعر تماما بما يشعرون به ، و ماذا يفعلون ما يفعلونه.

<!--ممارسة الرحمة. بمجرد ان فهمت شخص آخر، ورأيت ما يمرون به، تعلم أن تساعد في إنهاء معاناتهم. وعندما تستطيع، اتخذ حتى و لو إجراءات صغيره لتخفيف معاناتهم بطريقة أو بأخرى، بل حتى لو بكلمه.

<!--كيف تريد أن تعامل؟ لا يعني ذلك أنه يجب معامله شخص آخر تماما كما تريده أن يعاملك ... فهذا يعني أنك يجب أن تحاول أن نتخيل كيف يريد هو أن تعامله، و تفعل ذلك. حتى عندما تضع نفسك في مكانه، اسأل نفسك كيف تعتقد أنه يريد أن تعامله. اسأل نفسك كيف تريد أن تعامل لو كنت في وضعه.

<!--كن ودودا. عندما تكون في شك، اتبع هذه النصيحة. انها عادة ما تكون آمنة ان تكون ودودا تجاه الآخرين. بالطبع، هناك أوقات عندما تجد اشخاصا لا يريدون شخص يتصرف بمجامله تجاههم، يجب أن تكون حساسا لذلك. يجب عليك أيضا أن تكون ودودا فى حدود ملاءمة. ولكن من فى العالم لا يحب أن يشعر بالترحيب و انه مرغوب فى وجوده ؟

<!--كن مفيدا. هذا هو على الارجح واحدة من نقاط الضعف في مجتمعنا. بالتأكيد، هناك الكثير من الناس الذين يخرجون من طريقهم ليقدموا المساعده. وأنا أشيد بهم. ولكن بصفة عامة هناك اتجاها للحفاظ على مجهودك لنفسك، وتجاهل مشاكل الآخرين. لا تكن مع هذا الاتجاه، لا ترى احتياجات ومشاكل الآخرين. قدم المساعدة حتى قبل ان تطلب منك.

<!--كن مهذبا في قياده سيارتك. نقطة ضعف أخرى في مجتمعنا. هناك عدة مرات نكون أنانيون فى قياده السياره. نحن لا نريد ان نعطى حق الطريق لاحد، نقاطع الاخرين، ونستعمل الكلاكس بطريقه مزعجه ، ونسب الاخرين و نضيق عليهم. نحن بالتأكيد لا نتصرف بهذه الوقاحه عندما نسير على اقدامنا. لذلك حاول أن تكون مهذبا ايضا في سيارتك.

<!--الاستماع للآخرين. نقطة ضعف أخرى فى مجتمعنا: نحن جميعا نريد أن نتحدث، ولكن عدد قليل جدا من منا يريد أن يستمع. وحتى الآن، نحن جميعا نريد ان يستمع الينا. خذ الوقت للاستماع إلى من يتحدث، بدلا من مجرد انتظار دورك لتتكلم وتنشغل بذلك فلا تسمع شىء. اذا استمعت بتركيز سوف تقطع شوطا طويلا لمساعدتك في فهم الآخرين.اذا استمعت لحديث الآخرين سيستمعوا هم ايضا لك.

<!--التغلب على التحيز. جميعا نطلق أحكامنا المسبقة، سواء كان ذلك على أساس لون البشرة، الجاذبية، الطول، العمر، الجنس ، الثراء... انها الطبيعة البشرية أعتقد. ولكن حاول معرفة كل شخص على انه انسان و فرد له خلفيات و احتياجات مختلفة وأحلام. حاول أن ترى القواسم المشتركة بينك وبين هذا الشخص، على الرغم من اختلافاتكم.عندما تحترم الشخص كانسان ، سيحترمك هو ايضا بغض النظر عن اى شىء.

<!--توقف عن توجيه الانتقادات. جميعا لدينا الميل إلى انتقاد الآخرين، سواء كان ذلك اشخاص نعرفهم أو شخص نراه على شاشات التلفزيون. ومع ذلك، اسأل نفسك إذا كنت تقبل أن ينتقدك احد. الجواب هو دائما تقريبا "لا". لذلك احتفظ بنقدك، وبدلا منه تعلم التفاعل مع الآخرين بطريقة إيجابية.انت لست خالى من النقائص لتقيم و تنتقد البشر.الانتقاد يخلق روح عدائيه بينك وبين من تنتقده ، وانت فى غنى عن ذلك.

<!--[if !supportLists]-->10.   لا للسيطرة على الآخرين. من النادر ان يريد اى شخص أن يكون تحت سيطره احد. ثق بي. لذلك لا تفعل ذلك. هذا أمر صعب، خصوصا إذا كان مطلوب منك فى عملك السيطرة على مرؤسيك. ولكن عندما تكون لديك الرغبة في السيطرة، ضع نفسك في مكان هذا الشخص. هل تريد الحرية والاستقلالية والثقة، أليس كذلك؟ أذن اعطي ذلك للآخرين.واذا كنت فى العمل وجه وتابع ولا تفرض سيطرتك وتلغى الاخرين.

<!--[if !supportLists]-->11. الترفع عن الانتقام. لدينا ميل للرد عندما نقابل معاملة سيئة. وهذا أمر طبيعي. قاوم هذه الرغبة. حاول معاملة الآخرين بشكل جيد، رغما عن الطريقة التي يعاملوك بها. هل هذا يعني أن عليك أن تكون تحت الاقدام؟ لا عليك التأكيد على حقوقك، بالطبع، ولكن يمكنك القيام بذلك بطريقة حيث لا تزال تتعامل مع الآخرين بشكل جيد وليس للرد فقط لأنهم تعاملوا معك بشكل سيئ أولا. تذكر ان اليد العليا دائما خير من اليد السفلى.واجه بحزم دون الخروج عن حدود الادب او العمل على تدمير من اساء اليك.حتى الغضب له حدود يجب التوقف عندها.

<!--[if !supportLists]-->12.  كن التغيير نفسه. غاندي (المناضل الهندى الشهير ) قال جملته الشهيرة لنا أن نكون نحن التغيير الذي نريد أن نراه في العالم. حسنا، نحن في كثير من الأحيان نعتقد أن هذه المقوله تنطبق على التغيرات الكبرى، مثل الفقر والعنصرية والعنف. حسنا، بالتأكيد، إنه ينطبق على تلك الأشياء ... ولكنه ينطبق أيضا على نطاق أصغر بكثير: على جميع التفاعلات الصغيرة بين الناس. هل نريد من الناس أن يعاملوا بعضهم بعضا بمزيد من الرحمة والعطف؟ عليك ان تبدأ انت. حتى لو لم يتغير العالم، على الأقل انت اصبحت انسان افضل.

<!--[if !supportLists]-->13.  لاحظ كيف يجعلك هذا التغيير تشعر. لاحظ كيف تؤثر تصرفاتك على الآخرين، وخاصة عند البدء في تعاملهم بلطف و رحمة و احترام وثقة و حب. ولكن أيضا لاحظ التغيير في نفسك. هل تشعر بالرضا عن نفسك؟ انك اصبحت أكثر سعادة؟ أكثر أمنا؟ أكثر استعدادا للثقة فى الآخرين، الآن بعد أن اصبحت تثق بنفسك. هذه التغييرات تأتي ببطء وعلى دفعات صغيرة، ولكن إذا كنت مهتما، ستراها ويتاثر بها الاخرين ،و منهم من سيتغير ايضا مع رؤيه ما اصبحت عليه.

المصدر: د. نبيهه جابر

( يجب ذكر المصدر والرابط عند النقل أو الاقتباس)

المصدر: د. نبيهه جابر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1778 مشاهدة

ساحة النقاش

د. نبيهة جابر محمد

DrNabihaGaber
كبير مدرسى اللغة بالمعهد الفنى التجارى - الكلية التكنولوجية بالمطرية ( بالمعاش ). ومؤسسه شعبة ادارة وتشغيل المشروعات الصغيرة بالمعهد الفنى التجارى . مدرب فى تنميه مهارات العمل الحر وتنميه الشخصيه الإيجابيه. للإتصال : [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

7,243,855