معتقدات سامة يعتبرها معظمنا امر طبيعي
ليست ظروف حياتنا هى التي تشكل شخصيتنا، ولكن معتقداتنا حول ما تعنيه تلك الظروف هى التى تشكلها.
الاتى ثمانية معتقدات من أكثرها شيوعا عليك أن تكون على علم بها؛ وان تعترف بوجودها اذا وجدت لتحاول اصلاحها قبل ان تشكل شخصيتك.
<!--الحاضر هو مؤشر على المستقبل. –
عندما لا تسير الامور على ما يرام هناك ميل لاستقراء المستقبل على انه يحمل المزيد من الشيء نفسه. الغريب هذا لا يحدث عندما تكون الأمور على ما يرام. نضحك، ونبتسم و يغمرنا شعور غامض دافئ بالراحه ونحن نعرف ذلك. ونغتنم الأوقات الجيدة في ظاهرها فقط ونعطيها ما تستحق، ثم نسمح لها بالرحيل. ولكن عندما نكون فى حاله اكتئاب، ونكافح الخوف، فإنه من السهل أن نكوم المزيد من الألم عن طريق افتراض ان غدا سيكون تماما مثل اليوم. هذا نبوءة تحقق ذاتها. إذا لم تسمح لنفسك أن تتجاوز ما حدث، ما قيل، ما تشعر به من الم، سوف تنظر إلى المستقبل من خلال هذه العدسة المشوهه، لن تكون قادرا على تغيير حكمك الضبابى الذى اتخذته بشان المستقبل المحمل بالالم. سوف تستمر فى تبريرهذا الاعتقاد، وتأجيج صوره الحزن القادم فى مخيلتك، و الذى كان لا ينبغي أن تكون موجوده في المقام الأول.
<!--لقد فات الأوان لإجراء تغييرات:
الحياة ليست خط مستقيم. ليس هناك طريق صحيح واحد بالنسبة لك أو لأي شخص آخر. ليس هناك جدول زمني محدد المعالم. لكن في بعض الأحيان ياتى الضغط من الأصدقاء، اوالأسرة، اوالعمل، اوالمجتمع بشكل عام ما يكفي ليجعلنا نشعر اننا محطمين تماما من الداخل. إذا لم يكن لديك الوظيفه ، والعلاقة، ونمط الحياة، "الصحيحة" وغيرها، مع السن أو إطار زمني معين، نفترض أننا كسرنا بطريقة أو بأخرى. وهذا ليس صحيحا على الإطلاق. كان لديك الوقت الاضافي عندما كنت في حاجة إليه. كان يمكنك ان تتراجع عن الطريق الذى سرت فيه. كان متاح لك معرفة ما الهمك في مراحل مختلفة من حياتك. من المفترض أن تكون الحياة سلسلة من التعرجات و الارتفاعات والانخفضات ، قد تبدو وكأنها حالة من الفوضى، ولكن فوضى جميلة. بغض النظر عن الموقف الذى انت فيه الان، اعرف تماما أنه يمكنك التغيير إذا كنت ترغب في ذلك. الأمر متروك لك. عليك فقط ان تدير ظهرك لما فات وتختار شيء جديد.
<!--الضعف أمر خطير:
نحن جميعا نخاف أن نقول الكثير، ان نشعر بعمق ، ان ندع الناس تعرف ما تعنيه بالنسبة لنا. ولكن هذا الخوف غير صحي. الحب هو الضعف. السعادة هي الضعف. الخوف من ان نكشف عن ضعفناهو ثمن ان تفتح نفسك للجمال والفرص. الضعف ليس ان تظهر الأجزاء اللامعه منك فقط. ولكن عن كشف الأجزاء الغير مصقوله التى تفضل ان تخفيها من العالم. انها الخروج الى العالم بصدق،و قلب مفتوح قائلا: "هذا هو انا! اقبلونى كما انا او ابتعدوا عنى! " عندما تختبىء من ضعفك ، ستختبىء تلقائيا من كل شيء تريده فى الحياه.
<!--ان تكون وحيدا مشكلة:
خطأ! إذا كنت لا تحب من أنت عندما تكون مع شخص آخر، هذه هي المشكلة الحقيقية، وحان الوقت لتغيير الوضع. يجب اختيار العلاقات بحكمة. لا تدع الشعور بالوحدة ان يكون المحرك نحو شخص تعلم أنك لا تتوافق معه. ارتبط عندما تكون على استعداد، وليس عندما تكون وحيدا. اسعى جاهدا لاكتشاف الحب الحقيقي - هذا النوع من العلاقات يحفزك لتكون شخص أفضل – ولكنك قد تقول "لكن أنا لا أريد أن اكون وحيدا!". غير رأيك حول هذا. كن وحيدا. تناول طعامك لوحدك. اخرج لوحدك، و نام لوحدك عندما تعود. بذلك سوف تتعلم بنفسك كونك وحيدا لم تخسر شىء. سوف تنمو، سوف تعرف ما يلهمك، سوف تعرف وتفهم أحلامك ، ومعتقداتك ، وتتضح الرؤيه لكل شىء فى حياتك بشكل مذهل ، وعندما تجد الشخص المناسب الذي يجعلك تشعر بنفسك اكثر، ستكون متأكدا منه ، لأنك ستكون واثقا من نفسك. خلاصة القول: لا تتعجل الحب او الصداقه . انتظر حتى تجد المشاعر الحقيقيه فعلا. العلاقة الحقيقيه الصادقه تستحق انتظار.
<!--الملائمه أمر جيد :
في بعض الأحيان ستجد نفسك تتسائل "من أنا لأظن أنني يمكن أن افعل هذا؟" بينما في الحقيقة يجب أن تقول، "من أنا لأعتقد أنني لا أستطيع؟" تجاهل شكوكك . انسي ان تكون ملائما . ارفض ان تكون فقط ملائما. تفوق عن الجميع! فكر في الامر. إذا قضيت حياتك كلها تركز على الصوره التى يراها لك الجميع ، هل ستنسى ما انت بالفعل؟ ماذا لو كان الوجه الذي أظهرته للعالم تبين أنه قناع ... لا يوجد أي شيء تحته؟ هذا ما يحدث عندما تقضى كل وقتك تحاول أن تكون الشخص الذى تعتقد انهم يريدون منك أن تكونه. لا تبيع نفسك رخيصا. لا تحفظ ماء وجهك وتفقد روحك في هذه العملية. ذلك لا يخدم العالم. لا يوجد شيء مفيد حول ان تنكمش لكى لا يشعر الآخرين بعدم الأمان من حولك. انت تتألق بطريقتك. قد ولدت لتظهر كل التالق داخلك. وكما سمحت بالضوء داخلك ان يسطع خارجا، فإنك لا شعوريا تسمح للآخرين أن يفعلوا الشيء نفسه. كما تتحررت من خوفك من ان تظهر بارزا، وجودك سيحرر تلقائيا من حولك أيضا.
<!--مطارده الكمال :
كبشر، نحن في كثير من الأحيان نطارد، اشياء افتراضية ثابتة من الكمال. ونحن نفعل ذلك عندما نبحث عن الكمال فى المنزل، العمل، الصديق، وهكذا. المشكلة، بالطبع، هى أن الكمال غير موجود في حالة ثابتة. لأن الحياة رحلة مستمرة، في تطور مستمر ومتغير. ما هنا اليوم لن يكون كما هو غدا - هذا المنزل المثالي، وفرص العمل، الصديق سوف يتلاشى في النهاية إلى حالة من عدم الكمال. ولكن مع قليل من الصبر وبعقل مفتوح، مع مرور الوقت، هذا البيت الغير كامل سيتطور إلى منزل مريح. هذا العمل الغير كامل سيتطور إلى مهنة مجزية. ذلك الصديق الغير كامل يتطور إلى الذراع التى تمد لك لتستند عليها. انها مجرد عمليه التخلى عن ان يكون كل شىء كامل لانه مستحيل.
<!--ما يفعله الشخص لك موجه له :
يصبح الشخص ساما لنفسه والآخرين عندما يعتقد أن كل شيء يحدث في العالم هو اعتداء مباشر عليه، أو بطريقه ما موجه له شخصيا. الحقيقة هي أن ما يقوله الآخرون ويفعلوه لك هو أكثره عنهم، وليس انت. ردود أفعال الناس لك هي عن وجهات نظرهم، والجروح وتجارب الحياة. إذا كان الناس يعتقدون أنك مدهش، أو يعتقدوا أنك متوسط، مرة أخرى، هو عنهم. أنا لا أقترح أننا يجب أن نكون نرجسيون ونتجاهل كل ردود الفعل. أنا أقول أن قدرا كبيرا من الأذى وخيبة الأمل والحزن في حياتنا يأتي من وجهة نظرنا التى تاخذ الأمور بصفه شخصيه. في معظم الحالات انها أكثر إنتاجية وصحية ان تترك رأي الآخرين سواء كان جيدا أو سيئا عنك،و اتبع احساسك الداخلى والحكمة ليكونا دليلك و مرشدك.
<!--لا يجب أن تكون حزينا :
الرغبة في السعادة الدائمة هو ما يبعث فينا الشعور بالبؤس. لا شيء في الحياة ثابت. لا توجد سعادة مطلقة ولا حزن مطلق. لا يوجد سوى تغييرات في حالاتنا المزاجية التي تتأرجح بين هذين النقيضين. في لحظات كثيره نقارن كيف نشعر الان و كيف شعرنا في وقت آخر - نقارن مستوى من الرضا بآخر. وبهذه الطريقة، أولئك منا الذين يشعرون بحزن كبير هم الأقدر على الشعور بالسعادة بعد أن تعافوا عاطفيا. يجب علينا أن نعرف الحزن لنشعر بالفرح. المفتاح هو الوعى بما فى داخلك ، هو أن تعيش حياتك بكل ما فيها. تجربة الارتفاعات والانخفاضات، والإيجابيات والسلبيات، وجميع الحالات المزاجية بينهم. لا تركز على مجرد كونك سعيدا. ركز على ان تعيش حياة متوازنه جيده. التركيز على تحقيق الاكتمال. نعم، السعادة هي جزء من هذه الاكتمال، ولكن ايضا الحزن، المصاعب والإحباط والفشل جزء من تلك الحياه. التغلب على هذه النقاط الأخيرة تدعم نمو الشخصية أكثر بكثير من السعادة ثابتة.
الكلمة هي لك ...
إذا كان من الممكن أن تجد أي من هذه المعتقدات السامة، تذكر أنك لست وحدك. لدينا كل الأفكار والاتجاهات غير الصحية مدفونة على عمق كبير داخلنا و لديها القدرة على التسلل لنفوسنا في بعض الأحيان. كما ذكرت أعلاه، المفتاح هو الوعي - الاعتراف بوجود هذه المعتقدات واصلاحها قبل أن تشق طريقها في الأعمال الروتينية اليومية فى حياتك وتتجذر.
المصدر: د نبيهه جابر
( يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل او الإقتباس)
ساحة النقاش