المهارات القيادية لاستمرار الابتكار فى العمل
يمكن لأي شخص الابتكار مرة واحدة. كل ما يتطلبه الأمر هو فكرة جيدة، وبعض العمل الشاق، وموارد كافية، وقليلا من الحظ. ومع ذلك، بيئة الأعمال اليوم تتطلب الابتكار المستمر للبقاء فى مقدمه المنافسين. لجعل الابتكار أسلوب حياة لشركتك، عليك العمل على تطوير هذه المهارات القيادية الخمسة:
1. تحدي افتراضاتك :
العدو الأكبر للابتكار هو موقفنا واعتقادنا الثابت و الذى نصدقه حول رغبات عملائنا والأسواق والشركات. أننا نميل إلى التركيز على حماية الوضع الراهن و لا نغير او نجدد بدلا من استكشاف ما يمكن أن يكون.
لتطوير مهارة تحدي الافتراضات لديك، عليك ان تسأل: ما الذي تغير فى عملائنا، والأسواق، والصناعة، أو العالم بأسره؟ ما هي الافتراضات التى لم نغيرها فيما يخص عملنا لأننا ببساطة "نصدق انها صحيحه"؟ ما هى الأفكار لمنتجات أو خدمات جديدة ادخلتها على عملى فى الآونة الأخيرة ولكن لم اتتبعها لانى اعتقدت "انها لن تنجح أبدا"؟
قاده السوق اليوم هم من تخلوا عن الأفكار وطرق التفكير القديمة بشكل أسرع من منافسيهم. هذا يمكن أن يحدث فقط من خلال تحدي الافتراضات لديك على أساس منتظم وتطويرها و تجديدها وعدم الخوف من التغيير.
2. تغيير المنظور الخاص بك :
العقل البشري يميل إلى قبول البيانات التي نعتبرها صحيحه ونطرد أي شيء يتعارض مع وجهه نظرنا. ونتيجة لذلك، في كثير من الأحيان نصفي و نشوه، أو نتجاهل المعلومات الواردة ، بحيث نرى فقط ما نريد أن نراه.
تغيير المنظور الخاص بك يُمكن العقل ان يخرج من أنماط التفكير الجامدة ورؤية العالم بطرق جديدة ومختلفة. إنه يفتح العقل على إمكانيات جديدة، ويركز انتباهك على ما يمكن أن يكون وليس ما هو كائن بالفعل أو ما كان. كما يتيح لك على الفور رؤيه أنماط و ارتبطات جديده قد لا يراها الاخرين – بحيث تكون عاملا حاسما لابتكار ناجح.تغيير المنظور الخاص بك لا يعني ان تضرب بكل الأفكار القديمة عرض الحائط. فقط تلك التي تقف في طريق الابتكار المستمر.
3. طرح الأسئلة المناسبة :
الأسئلة تقدم أداة قوية للانفتاح على الأفكار والإمكانيات جديدة. في كثير من الأحيان، مع ذلك، فإنها تبقي الشخص عالقا في الماضي من خلال التركيز على المشكلة بدلا من الحل. على سبيل المثال: "لماذا لم يخرج فريقك بفكره منتج جديد في هذا النصف من السنه؟ ما الذى ستقوم به بشكل مختلف للابتكار؟ "هذه الأنواع من الأسئلة تضع الشخص في موقف دفاعي و تغلق التفكير الإبداعي.
بدلا من ذلك، اسأل للمستقبل، بالمتوقع، أسئلة تشجع على التفكير كأن المستقبل المنشود حدث بالفعل. على سبيل المثال: عندما يكون لدي ابتكار ناجح، ماذا سيكون عليه شكل المنتج الجديد ؟ ما هي المشاكل التى يحلها لعملائى؟ كيف يحقق قيمة جديدة للسوق؟
4. افحص الاجابه الصحيحه :
منذ زمن تعلمنا أن هناك فقط إجابة واحده صحيحة لكل مشكلة. ونتيجة لذلك، فإننا غالبا ما نتجاهل كثير من الحلول المحتملة الجيده لأننا على يقين من ان ما لدينا هى الاجابه الصحيحه.
في مجال الأعمال التجارية، جميع المشاكل تقريبا لديها حلول متعددة. بعضها أفضل وأسهل وأرخص، أو أكثر جدوى من غيرها, و نادرا ما نواجه حالات حيث يكون هناك إجابة واحده صحيحة. لتعزيز الابتكار المستمر، انسى العثور على الجواب الصحيح. بدلا من ذلك، ركز على تحديد أكبر عدد من الإجابات المحتملة قدر الإمكان. ثم اختار أفضل واحده (أو مزيج من تلك الاجابات) التى تدعم هدف ابتكارك.لا تتوقف أبدا امام أول إجابة جيدة، حتى عندما تبدو الجواب الصحيح. القبول بجيد غالبا ما يقف في طريق تحقيق ممتاز .
5. لا تقفز إلى الحل :
السرعه المتزايده لعالم الأعمال اليوم يخلق الكثير من الضغوط لاتخاذ قرارات سريعة. لذلك نحن في كثير من الأحيان نميل إلى تبنى أول حل ممكن بدلا من البحث عن أفضل الأفكار المختلفة. هذه ليست وصفة جيدة للابتكار المستمر!
لتشجيع فريقك للبحث عن مختلف و / أو أفضل الحلول، اسأل، "ما المواقف الأساسية أو المعتقدات التي تجعلنا نرى أن هذا هو أفضل أو الحل الوحيد؟" ثم ابحث عن وجهات نظر بديلة من الاشخاص الذين يرون الامور بشكل مختلف. على سبيل المثال، " يبدو وكأنه نحن جميعا اتفقنا على هذا الحل. هل أحد يرى الأمر بشكل مختلف؟ "
اسأل: "ماذا لو ...؟" هذه الأسئلة تجعلنا ننظر إلى أبعد من الحل في متناول اليد. "ماذا لو كان هذا الجواب" الصحيح " خطأ؟ ماذا لو كانت هناك طريقة أخرى للنظر في هذه المشكلة؟ ماذا لو نظرنا الى الامر من وجهة نظر الزبون، كيف كان سيحل هذه المشكلة "؟
في نهاية المطاف، الابتكار يأتي من تغيير الطريقة التي نفكر بها و تعلم رؤية العالم بشكل مختلف. انها ليست مهمة سهلة، ولكن يمكن القيام بها. و هؤلاء الذين يفعلون ذلك عادة يجنوا ثمار استمراريه الابتكار فى مشروعهم والمحافظه على نجاحهم.
العادات الخمس للقادة المبدعين :
أظهرت الدراسات أن أي شخص يستطيع الإبداع إذا نمى الخمسة مهارات التى لدى القاده الاكثر ابداعا و هى:
• طرح الأسئلة، والذي تسمح للمبتكرين بتحدي الوضع الراهن والنظر في إمكانيات جديدة.
• الملاحظه، والتي تساعد المبتكرين فى الكشف عن التفاصيل الصغيرة في أنشطة العملاء والموردين، والشركات الأخرى – مما يلهمهم طرق جديدة لتسيير الأمور
• التواصل، التي تسمح للمبتكرين بالحصول على وجهات نظر مختلفة جذريا من أفراد من ذوي الخلفيات المتنوعة.
• التجريب، الذي يجعل المبتكرين في محاولة بلا هوادة للحصول على خبرات جديدة، العمل على فصل الأمور عن بعضها البعض، واختبار أفكار جديدة.
• التفكير الترابطي ,الربط بين أسئلة،او مشاكل، أو أفكار لا علاقة لها ببعض من خلال الفحص، و المراقبة، والربط الشبكي، والتجريب هو المحفز للإبداع.
الصفه التى تكسر الابداع :
واحده من أكثر الصفات التى كثيرا ما يغفلها بعض القاده وتؤدى لفشل كثير منهم هو الحاجة إلى السعي. القاده العظام لا يرضوا ابدا بالممارسة التقليدية، والتفكير الثابت،و الحكمة التقليدية، أو الأداء العادى. في الواقع، نجد أفضل القادة غير مرتاح ببساطة مع أي شيء يتقبل الوضع الراهن كما هو. القيادة هى السعي - السعي للتميز، للأناقة، للحقيقة،الى الخطوة التالية، للتغيير، لايجاد قيمة، للنتائج، للعلاقات، للخدمة، للمعرفة، ولشيء أكبر من نفسه. إن الفشل في تبني السعي هو التنازل عن الفرص للآخرين. فشل القائد في متابعة الإبداع تنزل به إلى الروتين والجمود - لا يمكنك تحقيق ما لم تقم بمتابعتة.يجب عليك متابعة الأمور في نصابها الصحيح، للأسباب الصحيحة، وفي الأوقات الصحيحة. السعي في أنقى صوره هو التعاون مع الاخرين لتحقيق غاية، قابلة للتحويل بسهولة الى ابداع.
المصدر: د نبيهه جابر
( يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل او الإقتباس)
ساحة النقاش