انتصر على خوفك

الشيء الوحيد الذي علينا أن نخاف منه هو الخوف نفسه . الخوف يمنع أيضا غالبية الناس من تحقيق إمكاناتهم في الحياة. الخوف يخلق التباطوء ويجعل المشاريع غير قابلة للتحقيق مما يؤدي إلى التخلي عن الأحلام. إنه يؤدي إلى فقدان الثقة وتوقف عجله الإنتاج. نحن عادة لا نحب أن نفكر في ان مايدور داخلنا هو الخوف.لذلك نستعمل كلمات اكثر ليونة، مثل "قلق" و "انزعاج"، التي تبدو قليلا أكثر قبولا. ولكن القلق هو شكل من أشكال الخوف، والإنزعاج هو كيف نشعر عندما نخضع للخوف. عندما نفعل ذلك كثيرا ، يصبح القلق جزءا من حياتنا. الشيء الوحيد الذي نجنيه من هذا الشعور هو البؤس لأنفسنا والآخرين.

ماذا تكون حياتك إذا فقدت كل الخوف؟ ماذا لو كنت لا تقلق بشأن ما يمكن أن يحدث لهذا أو ذاك، أو أنك لم تكن خائفا من الآخرين و ما قد يظنوا عنك، أو لم يكن لديك ما يدعو للقلق حول فقدان وظيفتك أو دفع الفواتير الخاصة بك؟ معظمنا يفكر أنه إذا كنا أكثر ثراء فقط، أجمل وأقوى وأفضل مظهرا، أكثر سحرا وأكثر أمنا، أطول، أقل حجما، أو إذا كان لدينا وظيفة أفضل، أحدث السيارات، منزل أكبر، المزيد من الأصدقاء ، المزيد من الاحترام (الصفات التي لا نهاية لها تقريبا) فإننا لن نقلق، وسنكون سعداء. هذا لن يحدث لان القلق والخوف لا يحدث بسبب عدم وجود الأشياء، أنما يتم تكوينها بالطريقه التى نفكر بها. إذا كان لديك هذه العادة من القلق، لا يهم من أنت، ما لديك، أو ما تفعله، سوف تقلق لأن ذلك هو طريقه التفكير التى اعتاد عليها عقلك. هذه العادة عديمة الفائدة هي واحدة من أكبر أسباب المرض والتعاسة. والآن قد أصبح الخوف جزء لا يتجزأ من حياتنا التي نعتقد أن قليلا من الخوف مفيد لها، وهذا الخوف هو جزء طبيعي من كونك إنسان. لكن هناك أناس يعيشون الحياة دون خوف. أنهم يدركون أن الخوف ليس جزء طبيعي من وجودهم، بل نتاج العقل، والخيال يجعله يسيطر ويدمر قدرتنا على الإنجاز. من خلال المعرفة والممارسة، فإنهم  قهروا عادة العقل لخلق الخوف.

 ولكن كيف نتعامل مع الخوف؟

نحن ببساطة علينا ان نجبر الخوف على الذهاب بعيدا. عاده نلجأ للآتى لنتغلب على الخوف:

الحافز :

نحن بحاجة إلى العثور على الهدف، الذي هو أكبر من الخوف. على سبيل المثال، إذا كان طفلك او اخاك الأصغر كان يلعب خارج المنزل ورأيت رجل غريب يأخذه بعيدا، هل تقول: يا أيها اين تأخذ الطفل، 'أم هل تتحول الى شخص شرس، وتحطم الباب الأمامي وتمزق ذراع الرجل لتنقذ الطفل ؟

حسنا هذا مثالا سيئا، ولكن هل ترى ما أعنيه؟ الدافع على نطاق واسع يتجاوز الخوف ويدفعك لتخطيه و القيام بما يلزم.

التصرف :

مجرد اتخاذ إجراء ضد مصدر الخوف سيذوب الخوف بعيدا. ربما تكتشف انه لم يكن هناك ما يٌخشى منه في المقام الأول، ومقاومتك  لهذا الخوف شىء له قيمة. تصرف بثقة وسوف تشعر بالثقة.

اذا حضرت مؤتمر،حاول الجلوس في الصفوف الأولى، مما يشعرك بمزيد من المشاركة. التواصل بالعين اثناء المحادثات والابتسام ليس فقط سيجعل من حولك يشعروا بالدفء فى التعامل معك, بل سيجدوك أكثر صدقا، مما يشعرك بمزيد من الثقة. إذا كان لديك شيء للمساهمة في الاجتماع،تقدم و تكلم. غير لغة الجسم؛المشي أسرع قليلا، معتدا بنفسك منتصب الرأس. شاهد وقارن بين الفائزين والخاسرين في اى مباراه. الفائزون هم منتصبى القامه رافعين الرأس واثقين فى انفسهم، اما الخاسرين يبتعدوا ببطء منخفضى الرأس.ازرع فى نفسك الثقه بانك قادر على الإنجاز ستطرد الخوف من داخلك.

المعرفة :

في حالات كثيرة جدا يأتي الخوف من عدم فهم الوضع. على سبيل المثال، إذا طٌلب منك التحدث في لقاء عام، سينخفض ​​خوفك اذا عرفت و أعددت موضوع الخطاب وحددت النقاط الهامه الواجب التركيز عليها. وبالمثل، من المنطقي أن نتعلم من المتحدثين الناجحين كيفية الإعداد الجيد في هذا المجال.

لقد برهنت الدراسات ان 90٪ من ما نخشاه لا يحدث فى معظم الأحوال. إذا عرفنا المزيد عن ما نواجهه، سنعلم انه لا يوجد هناك ما نخشاه على الإطلاق.

تعلم التفكير:

الخوف هو مجرد قلق من أننا لا نستطيع التعامل مع ما سوف يحدث لنا. على سبيل المثال، الخوف من النقد هو في الواقع خوف من عدم القدرة على التعامل مع النقد.

ولذلك نحن بحاجة لنؤمن فى قدرتنا على المواجهه ونقول لأنفسنا ' انا قادر على التعامل مع هذا الموقف! الثقه تولد الثقه.

هل تشك فى قدرتك لمكافحة الخوف؟

افهم هذا, ان كل إنسان مهم فى حد ذاته وهذا يشملك انت. انت مخلوق معجزه بشكل لا يصدق. هل تشك في ذلك؟ انظر للطريقة التى يعمل بها الدماغ والعينين والفم، الساقين والذراعين - بل كل من جسمك. هل تدرك كم انت رائع. لا يهمني من أنت، وكيف قد تختلف ماديا، لانك مخلوق يجسد الإعجاز الإلهى. عليك ان تصدق، ان لديك كل ما تحتاجه لتحقيق النجاح.يجب ان يكون لديك الثقه انك قادر على هزيمه الخوف و الوصول للقمه.

الخاتمه :

في الحقيقة، سوف تواجه دائما الخوف في الحياة. لكن المخاوف الجديدة تعتبر شىء جيد، لأنها تظهر لك انك تتحرك إلى الأمام في الحياة متسلحا بانتصاراتك على المخاوف السابقه.

إذا ترددت وتجنبت مواجهتها، سوف تصبح غير راضي بشكل متزايد عن حياتك. ومع ذلك، تعلم كيفية التعامل مع الخوف و الثقه فى قدرتك على الانتصار عليه , يمكن أن يكون دافعا لك لبذل المزيد وتحقيق الإنجازات.

المصدر: د. نبيهه جابر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1158 مشاهدة

ساحة النقاش

د. نبيهة جابر محمد

DrNabihaGaber
كبير مدرسى اللغة بالمعهد الفنى التجارى - الكلية التكنولوجية بالمطرية ( بالمعاش ). ومؤسسه شعبة ادارة وتشغيل المشروعات الصغيرة بالمعهد الفنى التجارى . مدرب فى تنميه مهارات العمل الحر وتنميه الشخصيه الإيجابيه. للإتصال : [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

7,215,572