النوبيون يعطون درس فى الإنتماء
أنا نوبيه من قريه تدعى الجنينه فى محافظه أسوان .و طالما كنت أعتز بنوبيتى و بما يتميز به النوبيون من طيبه و صفاء النفس و وفاء و أمانه. و عندما كنا نحن النوبيون نطالب بحقنا للعوده لبلادنا القديمه التى إحتضنا نيلها عبر السنين و ضحينا بها من أجل مصر و خيرها ثلاث مرات منذ التعليه الأولى ثم الثانيه لبناء خزان أسوان , ثم التهجير لكوم أمبو لبناء السد العالى يخرج زبانيه النظام السابق يتهموننا بالأنفصاليه و إننا نعانى عقده الإضطهاد و نبث أحقادنا و عدم ولائنا للوطن. و جاءت هذه المقاله فى المصرى اليوم لتظهر حقيقه إننا نطالب بمساوتنا بكل المدن التى عادت لمدنها بعد نصر أكتوبر لأننا لا نستطيع العيش بعيدا عن شاطىء نيلنا الذى تحمل أمواجه ذكرياتنا و أحلامنا. و ألآن إقرأ مقاله مجدى الجلاد التى تظهر حقيقه ما نطلبه و تؤكد على أصاله النوبى ووطنيته.
درس فى «الانتهازية السياسية»..!
لا يمكن لأحد فى مصر كلها أن يزعم أنه تضرر من العصور السابقة أكثر من أهالى النوبة.. فقد تم «خلعهم» قسراً من أراضيهم، وظلوا على مدى أكثر من أربعين عاماً يصرخون دون أن يسمعهم أحد.. كان النوبيون الشرفاء يطالبون بالعودة إلى أرض الآباء والأجداد.. كانوا يقولون للنظام الحاكم كل صباح «نحن مصريون دماً ولحماً وروحاً.. لا نريد سوى حقوقنا».. فكان يرد عليهم بأبواقه الإعلامية والسياسية بنفس الكلمات المضللة «انفصاليون.. شرذمة حاقدة.. أعداء للوطن».. ظل النوبيون على موقفهم الحضارى.. وعاندهم النظام بـ«لاءاته» الظالمة..!
اليوم.. أعطانا أهالى النوبة درساً جديداً فى الوطنية، والوعى السياسى.. فبينما خرج الكثيرون فى مظاهرات واحتجاجات نوعية وفئوية، للمطالبة بمكاسب سريعة وفورية من ثورة 25 يناير.. سجّل النوبيون موقفاً تاريخياً يصلح نموذجاً لـ85 مليون مصرى.. جاء صوت العقل والتحضر من النوبة.. قالوا لنا: «أفيقوا.. الثورة ستضيع إذا تسابقنا فى نهش جسد مصر المنهك.. لا وقت للمكاسب السريعة.. دعونا نبنِ ثم نطالب بحقوقنا.. بيان عظيم من مصريين عظماء أصدرته لجنة متابعة الملف النوبى «ليست لنا مطالب فى هذا التوقيت الحرج الذى تمر به البلاد».. قالها هانى يوسف عضو اللجنة «لنا مطالب مشروعة تجاهلها النظام السابق الذى كان يصم أذنيه عن مطالب كل أبناء الوطن.. والآن ليس لنا أى مطلب.. نحن نقف فى خندق واحد من أجل مصلحة مصر العليا.. أى مطلب الآن انتهازية سياسية يرفضها أبناء النوبة»..!
الله.. الله.. يا هانى.. والله.. الله يا حجاج أدول المناضل النوبى الشريف.. اسمعوا حجاج جيداً «إن مصر تنادينا ويجب أن نلبى نداءها.. لابد من التريث حتى تهدأ الثورة المضادة التى تحاول إجهاض ثورتنا المجيدة.. سوف نتحدث عندما تهدأ وتستقر الأمور.. مطالبنا الحالية هى هى مطالب أبناء مصر العامة: الحرية.. العدالة.. المساواة»..!
لقد دمعت عيناى وأنا أقرأ هذه الكلمات.. تمنيت أن أكون نوبياً، تمنيت أن أطبع قبلة على جبين كل نوبى.. تمنيت أن أجلس فى «صحن الدار» بينهم.. أقول لهم بعرفان «لقد تعلمت منكم درساً لم أتوقعه.. اليوم تأكدت أن المواطن الحر لا يمتطى صهوة حصانه فى مواجهة وطن يبحث عن طريق.. تعلمت منكم أن الثورة لم تشتعل فى وجه النظام المستبد ليخطف كل منا قطعة من (الكعكة).. الأوطان ـ يا سادة ـ تعيش فينا مثلما قال البابا شنودة.. وليس شرفاً أن نمزقها بمطالبنا وهى على أجهزة التنفس الاصطناعى.. ومثلما قلنا للعالم كله إن ثورتنا هى الأنقى والأكثر تحضراً على مر التاريخ، ينبغى أن نجسد لهم نموذجاً جديداً فى الارتقاء فوق مطالبنا الفئوية، وبناء مصر الحديثة.. وصدقونى كل مواطن سيأخذ حقه من مصر الجديدة، وليس من جثة مصر الجريحة لا قدر الله»..!
افهموا الدرس النوبى جيداً.. وأرسلوا لهم باقات حب وتحية من كل ربوع مصر..!
مجدى الجلاد - المصرى اليوم - 21 فبراير 2011
ساحة النقاش