لتخرج منتصرا من أى مجادله
الطريقه الوحيده لتكسب فى أى مجادله, هى أن تتجنبها من الأصل. فى النقاش يكسب الجميع, لأننا نعامل الطرف الآخر كشريك فى جلسه حل المشكله أو المعضله أيا كان نوعها. ففى الجلسه نطرح الأفكار, ونبحث عن البدائل , ونقيم ما لنا وما علينا. نستمع فى هذه الجلسه لآراء الحاضرين و نكتشف الأفكار التى لم نضعها من قبل فى الإعتبار.إننا نسعى لكسب تعاون من معنا فى النقاش و ليس صمتهم و رفضهم لنا. قد نختلف و لكننا نحافظ على الإحترام بيننا و نحرص على جعل الحوار متحضرا.
فى المجادله على العكس من ذلك لا يكسب أحد. إننا نتعامل مع الآخرين على أنهم أعداء لنا يجب هزيمتهم. نحاول جذب البعض إلى جانبنا لندافع عن موقفنا و نهاجم الطرف الآخر. نستمع فقط لنكشف مواطن الضعف و النقائص فى الطرف الآخر. فى المجادله لا ننفتح على أى رأى آخر أو أفكار جديده أو حتى أى إحتمال لنغير رأينا أو موقفنا من الموضوع. إننا نريد أن نثبت تفوقنا و هزيمه الطرف الآخر. إذا كسبت المجادله يقابلها فقدان شخص كان من الممكن أن يصبح حليفا أو صديقا متوقعا. هنا بعض النقاط التى قد تساعدك على إبقاء النقاش على حاله دون أن يتحول إلى مجادله.
- لا تجــــادل :ــ
أٌرفض أن تجر الى المجادله فى أى نقاش و كن متحضرا. إحترم الطرف الآخر و كأنه ذاتك أو جزء من قيمك و مبادئك. كن حاسما دون أن تلجأ للعدوانيه.
- إبحث عن مناطق الإتفاق :ــ
عاده نتفق مع الآخر على المبدأ, و نختلف على التنفيذ و الممارسه. إننا نريد نفس الشىء و لكننا نختلف فى كيفيه تحقيق ذلك. إوجد المساحات التى نتفق عليها. إجعل ذلك واضحا للجميع. حاول دائما أن تجعل الآخر شريك فى إيجاد الحلول و طرق التنفيذ و ليس معارضا أو حتى صديقا. إجعله شريك فى إيجاد حلا للمشكله فقط.
- ركز على المصالح و العائد و ليس المكانه:ــ
المسأله هى ما الذى تريده أو تحتاج إليه. تحقيق المكانه أو المركز بأنك الفائز هو الطريق الذى نوصل به الموقف للمجادله. تجنب أن تتمسك بتحقيق المكانه وتفقد الرؤيه لمصلحتك. من الأسهل التفاوض و الوصول لحل وسط يحقق المصلحه للجميع عن تحقيق مكانه الفائز أو المنتصر.
- حاول رؤيه الأشياء من وجهه النظر الأخرى :ــ
هناك سببا وراء عدم منطقيه الأفكار و السلوك التى يتبعها الأشخاص, و التوجهات الخاطئه أو سوء التوجه كما تراه أنت. إذا سخرت أو أظهرت لهم إحتقارك لطريقه تفكيرهم, سيتمسكوا برأيهم ويسدوا أى بابا للتفاهم معك. بل سيرفضوا أى محاوله للوصول إلى حل وسط و يقاوموه بشده مهما كان صحيحا. بدلا من ذلك إسعى للوصول إلى الأسباب الخفيه حتى تجد مفتاح هذا الموقف.
- إسأل أسئله توضيحيه :ــ
إسأل أسئله مفتوحه و التى تبدأ بـ ما , ماذا و لماذا و كيف. الأسئله المغلقه مثل" هل توافق على هذا الإقتراح؟" تكون الإجابه عاده بنعم أو لا. السؤال المغلق يحد من فرصه الشخص للشرح و إظهار ما فى نفسه. أما السؤال المفتوح مثل " ما هو رأيك فى إقتراحى؟ " سيعطى الطرف الآخر الفرصه ليتكلم بحريه و يعطيك معلومات أكثر توصلك للرأى الصحيح.
- إصمت و إستمع :ــ
إقضى و قت أطول فى الإستماع اكثر من الكلام. لن تخسر شىء إذا إستمعت أكثر مما تكلمت. لن تضع نفسك فى أى مشكله إذا صمت و إستمعت لوجه النظر الأخرى. ولكنك ستبدأ الجدال الذى يؤدى إلى الشجار إذا تكلمت و لم تسمع الطرف الآخر. إستمع بتركيز عال, بعقلك و جسدك و عينيك تماما كما تسمع بأذنيك. حاول أن تفهم ما يعنيه الطرف الآخر قبل أن تجادل. إشعره إنك تفهمه حتى يحاول هو أيضا أن يفهمك قبل أن تتحول المجادله إلى شجار لا تحمد عقباه.
- إذا كنت مخطئا إعترف و لا تتهرب:ــ
لا يوجد خطأ أو عيب فى أن تغير رأيك بمجرد أن حصلت على المعلومات أو فهمت وجهه النظر الأخرى. إن ذلك من علامات الحكمه و النضج. تذكر إنك أخطأت فى الماضى عندما ظننت إنك على حق و ظهر العكس. إعترف إنك هذه المره أيضا أخطأت إن الجميع يٌخطىء ولكن الشخص العاقل الذى يكسب إحترام الجميع هو من يقر بخطئه و يعترف بذلك.
- لو كنت على حق, إعطى الطرف الآخر الفرصه أن يحفظ ماء وجهه:ــ
إذا كنت تريد أن تكسب تعاون مع من حولك و لا تجادل لتفرض رأيك. لا تحاول أن تثبت إنهم على خطأ و تفتخر إنك انت الذى كنت على حق. إن تعقلك و رقى تصرفك فى هذا الموقف سيجبر الجميع على إحترامك و إعجابهم بموقفك النبيل, و ستكسبهم لصفك, بل ستكسب دعمهم وإخلاصهم و تعاونهم معك.
تذكر : إنك لست الوحيد الذى له عقل يفكر بصوره صحيحه و لا أحد غيرك. أنت واحد من الآف العقلاء. إحترم رأى الآخرين حتى يحترموا رأيك و تخرج منتصرا فى أى مجادله سواء بنجاح رأيك أو بحب و إحترام الآخرين.
المصدر: د. نبيهه جابر
إقرأ مقاله "الديون المشكوك فى تحصيلها " على:
http://drnabihagaber.blogspot.com
( يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل و الإقتباس )
ساحة النقاش