الخوف من الفشل والنجاح
هناك قوتان تجدهما دائما وراء ترك الفرد لعمل يقوم به دون إتمامه, أو الفشل بدون سبب واضح. هاتين القوتين هما " الخوف من النجاح ــــ والخوف من الفشل ". كل مالك مشروع دائما ما يشعر بالخوف كونه مسئول عن مصيره ومستقبله. لذلك الشائع إن نجده عصبى جدا ومتوتر ومضغوط عصبيا عند بدأ مشروعه الخاص. هزيمه هذا الخوف تعد ضروره قصوى,لأن التاريخ أثبت أنه من المستحيل تحقيق أى نجاح مع سيطره هذا النوع من الخوف الذى يعد من الحالات النفسيه. قد يكون الخوف" صحيا " بطريقه ما, لأنه يجعل الإنسان متيقظا ومنتبها لأى صعوبات فى عمله مما يساعد على إحباط المشاكل فى بداياتها أو حتى قبل أن تبدأ.ولكن الخوف قد يكون " غير صحى " عندما يؤدى هذا الخوف إلى عدم التصرف أو المواجهه مما يؤدى إلى عدم إتخاذ القرار الصحيح والجمود على أرض الواقع.إن الخوف من النجاح أو الفشل يعتبر سائدا بين الذين فى بدايه إنشاء مشروعهم الخاص.
الخوف من النجاح :ــ
قد يكون لدى مالك المشروع فكره عظيمه, و درس وطوركل جوانبها بعمق وفهم, ومع ذلك لا يفتح الباب ليخرج المشروع إلى النور.ويجد لذلك عذر وراء عذر لعدم وضع الفكره موضع التنفيذ بالرغم من إكتمال الدراسه والبحث. نجد أن هذا الشخص يشعر إنه مر بأزمات فى حياته تسببت فى هذا الخوف مثل المرض أو بعض المشاكل العائليه. كما ترى إنها أمور أكثر من عاديه مر بها جميع البشر. لكن بالنسبه لهذا الشخص فهى كوارث. وذلك لإنها ببساطه جزء من حالته النفسيه التى تسمى "الخوف من النجاح". بالرغم من أن الأزمات تحدث لنا جميعا ,إلا إننا نتخطاها ونمضى فى الحياه رغما عنها .بالإضاف أنه لا توجد أزمات دائمه ومستمره فكل شىء له نهايه. هذه هى طبيعه الأشياء .إن مالك المشروع هذا خائفا فقط من النجاح ويعتقد أنه لا يملك متطلبات هذا النجاح. بالطبع النجاح يغير حياه الإنسان .الخوف من النجاح قد يكون جارفا, لدرجه أن مالك المشروع عند البدأ يترك مشروعه يقع أمامه ويفشل دون أى محاوله لإنقاذه. إذا فشل الفرد عند بدأ المشروع أو نجح لا يحاول أن يواجه نفسه بإنه خائف من النجاح ومتطلباته. تخلص من هذا الخوف لأنك قادر على مواجهه متطلبات النجاح مثل كل الناس بل وأكثر من ذلك إنك قادر على النجاح الباهر. المطلوب أن تتقدم خطوه فيأتى النجاح إليك خطوتين.
الخوف من الفشل :ــ
هو أيضا مثل الخوف من النجاح يشل الفرد ولا يجعله يتقدم خطوه للبدأ فى أى مشروع يتمنى أن يملكه,وحتى إذا بدأه لا يستطيع أن يستمر فيه أو يكمله. وهذا النوع من الخوف شائع أيضا ويتميز بأن الفرد الذى يعانى من هذا الخوف عاجز تماما عن أخذ خطوه واحده لتحقيق حلمه.دائما يتكاسل عن اى مهمه مطلوب منه تنفيذها.لا تسمع منه غير " غدا سأبدأ" .عاده يقفز من فكره لفكره ولا يستقر على أى منها وكأن هذا هو سبب تأخره. إنه غالبا ما يأتى كل يوم بخطه عمل جديده لمشروعه العظيم. إنه يخطط فقط ولا شىء غير ذلك على أرض الواقع .إن من حوله ينظروا إليه على أنه من الحالمين فى وضح النهار.
إن الخوف من النجاح أو الفشل خوف مثل أى خوف يمكن التغلب عليه.
1. يجب أن تتوقف عن التركيز على أسوأ السيناريوهات التى ممكن أن تتخيل إنها ستحدث للمشروع.هذه الطريقه هى الأكثر فاعليه. إن مالك المشروع الذى يقلق أكثر من اللازم عن وجود إحتمال لحدوث أزمه أو كارثه ما,فى النهايه يصبح هذا الوهم حقيقه.لا تبالغ فى القلق حتى لا تعجز عن العمل أو إتخاذ أى قرارمما يؤدى إلى فشل حقيقى.
2. على مالك المشروع أن يكون واقعيا. أى مشروع يأخذ شهور بل سنين أحيانا ليستقر . لا تخف هذا ليس معناه فشل إنما هو تقدم خطوه بخطوه مما يجعل المشروع ثابتا مستمرا فى التقدم حتى يصل فى النهايه الى النجاح القائم على الجد والمثابره.
3. يجب أن يحاط المبتدإ فى مشروع بالدعم ممن يحيطون به ,عائلته , أصدقائه المقربين , رجال أعمال ذو خبره طويله . إن مجرد الإحساس إنك لست بفردك وإن هناك من يدعمك ,يجعل الفرد يعلو فوق سوء التفكير والمخاوف والوساوس التى تجعلك خائفا ومرتعدا من البدأ فى مشروع ,أو إتخاذ أى خطوه لتحقيق هدف واحد من أهدافك فى الحياه.
4. إن على مالك المشروع أن يأخذ وقتا للراحه ليتخلص من الضغوط حتى لا يصبح الخوف ملموسا وحقيقه لا يستطيع التخلص منه للأبد نتيجه المعاناه الكبيره فى بدأ المشروع. أطلب المساعده ولا تخجل حتى تتخلص قليلا من الضغوط ولتجد من يشجعك عند لحظات الخوف.
5. على رجل الأعمال أن تكون لديه خطه موضوعه ومدروسه جيدا. الخطه الجيده تقلل من الضغط العصبى وتشعره بالأمان وتساعده على التخلص من خوفه.على رجل الأعمال قبل أن يبدأ مشروعه مواجهه مخاوفه وطريقه تعامله مع حياته.تذكر إن كل المخاوف يمكن هزيمتها لإنها من وحى خيالك,أن تحاول وتفشل أفضل من أن لا تحاول على الإطلاق.
المصدر: د. نبيهه جابر
إقرأ مقاله "تنافس لتصبح على القمه " على:
http://drnabihagaber.blogspot.com
( يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل و الإقتباس )
ساحة النقاش