مذابح اليهود

مذبحة بلدة الشيخ (31/12/1947):

بينما كان العالم يستعد لاستقبال عام ميلادي جديد اقتحمت عصابات الهاجاناه قرية بلدة الشيخ (يطلق عليها الصهاينة اليوم اسم تل غنان ) ولاحقت المواطنين العزل، وقد أدت الجريمة الصهيونية إلى مصرع الكثير من النساء والأطفال حيث بلغت حصيلة المذبحة نحو600شهيد وجدت جثث غالبيتهم داخل منازل القرية.

 مذبحة على قرية سعسع في الجليل ( ليلة 14،15/2/1948)

هاجم الصهاينة البلدة في منتصف الليل وقاموا بنسف 20 منزلاً على المواطنين العزل الذين احتموا فيها،ومعظمهم من النساء والأطفال.

مذبحة قرية أبو كبير (31/3/1948):

نفذ المجزرة إرهابيون من أفراد عصابة الهاجاناه التي أصبحت لاحقاً نواة جيش الكيان الصهيوني،وذلك خلال هجوم مسلح وعمليات تفجير، وقد لاحق الإرهابيون الصهاينة المواطنين العزل أثناء محاولتهم الفرار من بيوتهم طلباً للنجاة.

مذبحة دير ياسين (10/4/1948):

داهمت عصابات شتيرن والأرجون والهاجاناه الصهيونية قرية دير ياسين العربية في الساعة الثانية فجراً،وقال شهود عيان أن إرهابيي العصابات الصهيونية شرعوا بقتل كل من وقع في مرمى أسلحتهم .وبعد ذلك أخذ الإرهابيون بإلقاء القنابل داخل منازل القرية لتدميرها على من فيها،حيث كانت الأوامر الصادرة لهم تقضي بتدمير كل بيوت القرية العربية ،في الوقت ذاته سار خلف رجال المتفجرات إرهابيو الأرجون وشتيرن فقتلوا كل من بقى حيًا داخل المنازل المدمرة ، وقد استمرت المجزرة الصهيونية حتى ساعات الظهر ، وقبل الانسحاب من القرية جمع الإرهابيون الصهاينة كل من بقى حيًا من المواطنين العرب داخل القرية حيث أطلقت عليهم النيران لإعدامهم أمام الجدران واتضح بعد وصول فرق الإنقاذ أن الإرهابيين الصهاينة قتلوا 360 شهيدًا معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال ، وقال شهود عيان فى وصف المجزرة " كان العروسان فى حفلتهما الأخيرة أول الضحايا فقد قذفا وألقى بهما مع ثلاثة وثلاثين من جيرانهم ثم ألصقوا على الحائط وانهال رصاص الرشاشات عليهم وأيديهم مكتوفة " .

وقد روى فهمى زيدان الناجى الوحيد بين أفراد عائلة أبيدت عن بكرة أبيها، وكان حين وقوع المجزرة فى الثانية عشرة من عمره ما جرى لأفراد عائلته قائلاً " أمر اليهود أفراد أسرتى جميعاً بأن يقفوا وقد أداروا وجوههم إلى الحائط ثم راحوا يطلقون علينا النار أصبت فى جنبى واستطعنا نحن الأطفال أن ننجو بمعظمنا لأننا اختبأنا وراء أهلنا وقد مزق الرصاص رأس أختى قدرية البالغة من العمر أربع سنوات ، وقتل الآخرون الذى أوقفوا أمام الحائط : أبى وأمى وجدتى وأعمامى وعماتى وعدد من أولادهم "

فيما قالت حليمة عيد التى كانت عند وقوع المجزرة امرأة شابة فى الثلاثين من عمرها ومن أكبر أسر قرية دير ياسين :" رأيت يهوديًا يطلق رصاصة فتصيب عنق زوجة أخى خالدية التى كانت موشكة على الوضع ثم يشق بطنها بسكين لحام ولما حاولت إحدى النساء واسمها عائشة رضوان إخراج الطفل من أحشاء الحامل الميتة قتلوها أيضًا " .

وفى منزل آخر شاهدت الفتاة حنة خليل( 16عامًا) إرهابيًا يهوديًا يستل سكينًا كبيرة ويشق بها من الرأس إلى القدم جسم جارتها جميلة حبش ثم يقتل بالطريقة ذاتها على عتبة المنزل جارًا آخر يدعى فتحى .

تكررت تلك الجرائم الوحشية من منزل إلى منزل وتدل التفاصيل التى استقيت من الناجين على أن إرهابيات يهوديات من أعضاء منظمات ليحى واتسل شاركن فى المذبحة ويصف جاك دى رينيه رئيس بعثة الصليب الأحمر فى فلسطين عام 1948

الإرهابيين الذين نفذوا المذبحة فى دير ياسين بالقول :" إنهم شبان ومراهقون ذكور وإناث مدججين بالسلاح(المسدسات والرشاشات والقنابل اليدوية)وأكثرهم لا يزال ملطخًا بالدماء وخناجرهم الكبيرة فى أيديهم وقد عرضت فتاة من أفراد العصابة اليهودية تطفح عيناها بالجريمة يديها وهما تقطران دمًا وكانت تحركهما وكأنهما ميدالية حرب "

ويضيف قائلاً :" دخلت أحد المنازل فوجدته مليئًا بالأثاث الممزق وكافة أنواع الشظايا ورأيت بعض الجثث الباردة حيث أدركت أنه هنا تمت التصفية بواسطة الرشاشات والقنابل اليدوية والسكاكين :وعندما هممت بمغادرة المكان سمعت أصوات تنهدات وبحثت عن المصدر فتعثرت بقدم صغيرة لقد كانت فتاة فى العاشرة من عمرها مزقت بقنبلة يدوية لكنها ما تزال على قيد الحياة وعندما هممت بحملها حاول أحد الضباط الإسرائيليين منعى فدفعته جانبًا ثم واصلت عملى فلم يكن هناك من الأحياء إلا امرأتين إحداهما عجوز اختبأت خلف كومة من الحطب وكان فى القرية 400شخص هرب منهم أربعون وذبح الباقون دون تمييز وبدم بارد"

وقد فاخر مناحم بيجن رئيس وزراء الكيان الصهيونى الأسبق بهذه المذبحة فى كتابه فقال :"كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوى فأخذوا يفرون مذعورين " فمن أصل 800 ألف عربى كانوا يعيشون على أرض إسرائيل الحالية (فلسطين المحتلة عام 1948) لم يتبق سوى 165 ألفًا ويعيب بيجن على من تبرأ منها من زعماء اليهود ويتهمهم بالرياء ، ويقول بيجن :" إن مذبحة دير ياسين تسببت بانتصارات حاسمة فى ميدان المعركة " فيما قال إرهابيون آخرون إنه بدون دير ياسين ما كان ممكنًا لإسرائيل أن تظهر إلى الوجود وتمسكت اتسل وليحى بالدفاع عن المجزرة بل إن ليحى اعتبرت ما ارتكبه أفرادها فى دير ياسين واجبًا إنسانيًا

مذبحة قرية أبو شوشة (14/5/1948):

بدأت المذبحة فى قرية أبو شوشة القريبة من قرية دير ياسين فجرًا وراح ضحيتها 50 شهيدًا من النساء والرجال والشيوخ والأطفال ضربت رؤوس العديد منهم بالبلطات وقد أطلق جنود لواء جفعاتى الصهيونى الذى نفذ المذبحة النار على كل شىء متحرك دون تمييز وحتى البهائم لم تسلم من المجزرة .

مذبحة اللد (11/7/1948):

نفذت وحدة كوماندوز بقيادة الإرهابى موشى ديان المجزرة بعد أن اقتحمت مدينة اللد مساء تحت وابل من قذائف المدفعية وإطلاق نار غزيرة على كل شى ء يتحرك فى شوارع المدن وقد احتمى المواطنون العرب من الهجوم فى مسجد دهمش وما إن وصل الإرهابيون الصهاينة إلى المسجد حتى قتلوا 176 مدنيًا حاولوا الاحتماء فيه مما رفع ضحايا المذبحة الصهيونية إلى 426 شهيدًا

وبعد توقف عمليات الذبح اقتيد المدنيين العزل إلى ملعب المدينة حيث تم اعتقال الشباب ثم أعطى الأهالى مهلة نصف ساعة فقط لمغادرة المدينة سيًرا على الأقدام إلى منطقة الجيش الأردنى دون ماء أو طعام مما تسبب فى وفاة الكثير من النساء والأطفال والشيوخ.

مذبحة قرية عيليون ( 30/10/1948):

هاجمت القوات الإسرائيلية القرية يوم 29/10/1948 واشتبكت مع مجموعة من رجال جيش الإنقاذ الذين كانوا فى القرية وتمكنت من دخولها الساعة الخامسة من صباح يوم 30/10/1948بعد أن انسحب مقاتلو جيش الإنقاذ منها وقد أمر الأهالى بالتجمع فى ميدان القرية قبل إطلاق النار عليهم عشوائيًا من الجهات الأربع.

مجزرة البعنة ودير الأسد (31/10/1948):

حاصرت القوات الصهيونية قريتى البعنة ودير الأسد ثم سيطرت عليها يوم 31/10/1948فى الساعة العاشرة صباحًا وعندها أمر القائد سكان القريتين عبر مكبرات الصوت بالتجمع فى السهل الفاصل بين القريتين بحراسة الجنود الصهاينة قبل قتل مجموعة من الشبان بطريقة وصفها أحد مراقبى الأمم المتحدة بأنها قتل وحشى جرى دون استفزاز أو إشارة غضب من الناس

مذبحة قبية (14/10/1953):

قامت وحدات من الجيش النظامى للكيان الصهيونى بتطويق قرية قبية بقوة قوامها حوالى 600جندى بعد قصف مدفعى مكثف استهدف مساكنها وبعد ذلك اقتحمت القوات الصهيونية القرية وهى تطلق النار بشكل عشوائى.

وبينما طاردت وحدة من المشاة الصهاينة السكان وأطلقت عليهم النار عمدت وحدات صهيونية أخرى إلى وضع شحنات متفجرة حول بعض المنازل ونسفتها فوق سكانها وقال شهود عيان نجوا من المجزرة أن جنودًا صهاينة رابطوا خارج المنازل أثناء الإعداد لنسفها وأطلقوا النار على كل من حاول الفرار من هذه البيوت المعدة لتفجيرها وقد استمرت المجزرة الوحشية حتى الساعة الرابعة من صباح اليوم التالى15/10/1953 وكانت حصيلة المجزرة تدمير مسجد القرية ومدرستها وخزان المياه الذي يغذيها، و56منزلاً كما استشهد فيها 67شهيداً من الرجال والنساء والأطفال وجرح مئات آخرين.

وفي أعقاب المجزرة شوهدت مناظر بقيت عالقة فى الأذهان،من بينها منظر امرأة جلست فوق كومة من الأنقاض ،وقد أرسلت نظرة تائهة إلى السماء،بينما برزت من تحت الأنقاض أيدى وأرجل صغيرة هي أشلاء أولادها الستة،بينما كانت جثة زوجها الممزقة بالرصاص ملقاة في الطريق المواجهة لها.

وقد أثبت الجنرال "فان بينيكه" كبير مراقبي الأمم المتحدة في تقريره إلى اجتماع مجلس الأمن الدولي في 27/10/1953"أن الهجوم كان مدبراً ونفذته قوات نظامية إسرائيلية.

مذبحة قرية قلقيلية (10/10/1956):

هاجم الجيش الصهيوني وقطعان المستوطنين قرية قلقيلية الواقعة علي الخط الأخضر الفاصل بين الأراضي العربية المحتلة عام 1948والضفة الغبية،حيث شارك في الهجوم مفرزة من الجيش وكتيبة مدفعية وعشر طائرات مقاتلة.

وقد عمد الجيش الصهيوني إلي قصف القرية بالمدفعية قبل اقتحامها.حيث راح ضحية المجزرة الجديدة أكثر من 70 شهيداً.

مذبحة كفر قاسم (29/10/1956):

فرضت قوات الإرهاب الصهيوني الحصار حول القرية،وأعلنت حظر التجول فيها،وقد انطلق الأطفال والشيوخ لإبلاغ الشبان الذين يعملون في الأراضي الزراعية خارج القرية بحظر التجول،غير أن القوات المرابطة خارج القرية عمدت إلى قتلهم كما قتلت من عاد من الشبان قبل وصوله إلى داخل القرية،وراح ضحية المجزرة الصهيونية 49 مدنياً بينهم عدد من الأطفال والشيوخ.

مذبحة خان يونس (3/11/1956):

نفذ الجيش الصهيوني مذبحة بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينياً.

وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولي (12/11/1956)نفذت وحدة من الجيش الصهيوني مجزرة إرهابية أخرى راح ضحيتها نحو 275شهيدًا من المدنيين في نفس المخيم، كما قتل الإرهابيون الصهاينة اكثر من مائة فلسطينى آخر من سكان مخيم رفح للاجئين فى نفس اليوم

مذبحة صبرا وشاتيلا( 16/9/1982):

أعدت خطة اقتحام مخيمى صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين حول بيروت منذ اليوم الأول لغزو لبنان عام 1982وذلك بهدف إضعاف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى بيروت ودفع الفلسطينيون إلى الهجرة خارج لبنان

قبل غروب شمس يوم الخميس 16/9/1982 بدأت عملية اقتحام المخيمين واستمرت المجزرة التى نفذتها ميليشيا الكتائب اللبنانية وجنود الاحتلال الصهيونى حوالى 36 ساعة كان الجيش الإسرائيلى خلالها يحاصر المخيمين ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما كما أطلق جنود الاحتلال القنابل المضيئة ليلاً لتسهيل مهمة الميليشيات وقدم الجنود الصهاينة مساعدات أخرى

 لمقاتلى الميليشيا المارونية أثناء المذبحة. بدأ تسرب المعلومات عن المجزرة بعد هروب عدد من الأطفال والنساء إلى مستشفى غزة في مخيم شاتيلا حيث أبلغوا الأطباء بالخير،بينما وصلت أنباء المذبحة إلى بعض الصحفيين الأجانب صباح الجمعة 17/9/1982وقد استمرت المذبحة حتى ظهر السبت 18/9/1982 وقتل فيها نحو 3500 مدنيًا فلسطينيًا ولبنانيًا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ ، يذكر أن المجزرة قد تم تنفيذها بقيادة أريل شارون الذى كان يرأس الوحدة الخاصة (101) فى الجيش الإسرائيلى آنذاك والتى نفذت المذبحة،وقد تمت المجزرة تحت شعار"بدون عواطف،الله يرحمه"، وكلمة السر (أخضر)وتعني أن طريق الدم مفتوح ! لكن المحكمة العسكرية التي شكلت للتحقيق في المجزرة اعتبرت أن أوامر قائد اللواء أُسيء فهمها وتم تغريمه 10 قروش ـ 14 سنتاً أميركياً ـ كما تم توبيخه بحكم المحكمة العسكرية،وقد سمي الحكم بـ(قرش شدمي) لشدة سخفه واستخفافه بمفهوم القضاء .

تقول أم غازى يونس ماضى إحدى الناجيات من المذبحة : اقتحموا المخيم الساعة الخامسة والنصف يوم 16 سبتمبر ولم نكن نسمع فى البداية إطلاق رصاص فقد كان القتل يتم بالفؤوس والسكاكين وكانوا يدفنون الناس أحياء بالجرافات ، هربنا نركض حفاة والرصاص يلاحقنا وقد ذبحوا زوجى وثلاثة أبناء لى فى المجزرة فقد قتلوا زوجى فى غرفة النوم وذبحوا أحد الأولاد وحرقوا آخر بعد أن بتروا ساقيه والولد الثالث وجدته مبقور البطن كما قتلوا صهرى أيضًا

وتروى أم محمود جارة أم غازى ما شاهدته قائلة : رأيتهم يذبحون فتاة وهى حامل مع زوجها وابنة خالتى خرجت من المنزل فأمسكوا بها وذبحوها فى الشارع ثم ذبحوا ولدها الصغير الذى كان فى حضنها

ويقول غالب سعيد وهو من الناجين:  تم إطلاق قذائف مدفعية على المخيم أولاً كان القتل يتم بأسلحة فيها كواتم صوت واستخدموا السيوف والفؤوس وقتلوا شقيقى وأولادى الأربعة كما تعرضت عدة فتيات للاعتداء عليهن

أما منير أحمد الدوخى وكان يومها طفلاً عمره 13عامًا نجا رغم محاولات ثلاث لقتله فيقول إنه وضع تحت مسئولية مسلحين يلبسون ملابس قذرة ولا يحسنون الحديث بالعربية وذلك مع مجموعة أخرى من النساء والأطفال الذين سحبوا من بيوتهم وقد أطلقوا النار على النساء والأطفال فأصبت بقدمى اليمنى وأصيبت والدتى بكتفها وساقها وتظاهرت بالموت بعدما طلبوا من الجرحى الوقوف لنقلهم إلى المستشفى، لكنهم أطلقوا عليهم النار جميعاً من جديد ، فنجوت من محالة القتل الثانية أيضاً، غير أن أمى كانت قد فارقت الحياة، وصباح اليوم التالي أطلقوا عليّ النار عندما وجدوا أنني لا زلت حياً فأصابوني وظنوا بأنني قد مت فتر كوني .

وتقول سنية قاسم بشير: قتل زوجي وابني في المجزرة،وأفظع المشاهد التي شاهدتها كان منظر جارتنا الحاجة منيرة عمرو،فقد قتلوها بعدما ذبحوا طفلها الرضيع أمام عينيها وعمره أربعة شهور.

وتروي ممرضة أميركية تدعى جيل جرو عن شاهد عيان قوله أنهم ربطوا الأطفال ثم ذبحوهم ذبح الشياه في مخيمي صبرا وشاتيلا،صفوا الناس في الاستاد الرياضي وشكلوا فرق إعدام.

علي خليل عفانة طفل في الثامنة يقول : كانت الساعة الحادية عشرة والنصف،سمعنا صوت انفجار كبير وتلاه صوت امرأة وفجأة اقتحموا منزلنا ،واندفعوا كالذئاب يفتشون الغرف،صاحت أمي تستنجد فأمطروها بالرصاص،مد أبي يده يبحث عن شيء يدافع به عن نفسه، لكن رصاصهم كان أسرع ، لم أقو على الصراخ فقد انهالوا علىَّ طعنًا بالسكاكين ..لا أدرى ماذا جرى بعد ذلك،لكنى وجدت نفسي فى المستشفى كما ترانى ملفوف الرأس والساقين ، قال لى رفيق فى المدرسة كان فى زيارة أمه فى المستشفى أن بيتنا تحول إلى أنقاض، جاءت خالتى أمس لزيارتى فسألتها عن مصير إخوتى الثلاثة، لكنها لم تجب !!لقد ماتوا جميعاً أنا أعرف ذلك .وانسابت الدموع الساخنة على خديه الصغيرتين.وتروي امرأة من مخيم صبرا ما جرى فتقول كنا وزوجي وطفلي نهم بالنوم ليلة 15سبتمبر بعدما انتهينا من ترتيب الأغراض التي خربها القصف ،وكنا نعيش حالة من الاطمئنان لأن الجيش اللبناني ـ حسب ظنها ـ يطوق المخيم ، لكن الهول كان قد اقترب إذ دخل عشرات الجنود والمقاتلين يطلقون النار ويفجرون المنازل فخرجنا نستطلع الأمر ولما رأينا ما رأينا حاولنا الهرب لكنهم استوقفونا ودفعوا زوجى وأبى وأخى أداروا ظهورهم إلى الحائط وأجبروهم على رفع أيديهم ثم أمطروهم بوابل من الرصاص فسقطوا شهداء ، ولما صرخنا أنا وأمى شدونا من شعورنا باتجاه حفرة عميقة أحدثها صاروخ لكن أوامر صدرت لهم بالحضور إلى مكان آخر فتركونا دون أن يطلقوا علينا النار ثم هربنا .

وتروى امرأة أخرى كيف دخلوا بيتها وعندها طفل من الجيران فانهالوا عليه بالفأس فشقوا رأسه قسمين وتقول : لما صرخت أوثقونى بحبل كان بحوزتهم ورمونى أرضًا ثم تناوب ثلاثة منهم على اغتصابى . وتركونى فى حالة غيبوبة لم أستفق إلا فى سيارة إسعاف الدفاع المدنى

كان بعض رجال الميليشيات يسحقون الفلسطينيين بالسيارات العسكرية حتى الموت وكانوا يرسمون الصليب على جثث القتلى وقد قام مصور تليفزيون دانماركى يدعى بترسون بتصوير عدد من الشاحنات المحملة بالنساء والأطفال والمسنين متجهة إلى جهة مجهولة فى صبرا وشاتيلا تم قتل الناس دون تمييز كما تم اغتصاب عدد كبير من النساء وهناك العديد من الناس رفع الأعلام البيضاء كناية عن الاستسلام خصوصًا الأطفال والنساء غير أنهم كانوا من الضحايا الأوائل فى المذبحة بما فى ذلك أكثر من خمسين امرأة ذهبن للتعبير عن الاستسلام وأنه ليس هناك مسلحون بالمخيم فقتلوهن جميعًا.

الهجوم على مستشفى عكا كان صباح الجمعة الساعة 11,30 صباحا حيث تمت عمليات قتل للأطباء والمرضى ممرضة فلسطينية تدعى انتصار إسماعيل (19عامـًا ) تم اغتصابها عشر مرات ثم قتلت وعثر على جثتها بعد ذلك مشوهة وقد قتلوا العديد من المرضى والجرحى وبعض العاملين والسكان الذى لجئوا إلى المستشفى ثم أجبروا أربعين مريضًا على الصعود فى الشاحنات ولم يعثر على أى منهم فيما بعد وخلال المذبحة قتل الإرهابيون الطبيب على عثمان والطبيبة سامية الخطيب داخل المستشفى وأفرغوا رصاصات فى رأس طفل جريح يرقد فى السرير عمره 14عامًا ويدعى موفق أسعد، وقامت البلدوزارات بحفر المقابر الجماعية فى منتصف النهار جنوب شاتيلا بمشاركة الإسرائيليين كما هدموا العديد من المنازل بالبلدوزارات وقد تمت المذبحة فى مناسبة السنة العبرية الجديدة

ويروى روبرتو سورو مراسل مجلة التايم الأمريكية فى بيروت ما رآه بعد دخوله المخيمات فيقول : لم يكن هناك سوى أكوام الخراب والجثث مكومة فوق بعضها من الأطفال والنساء والرجال بعضهم قد أصاب الرصاص رأسه وبعضهم قد ذبح من عنقه وبعضهم مربوطة أيديهم إلى الخلف وبعضهم أيديهم مربوطة إلى أرجلهم بعض أجزاء الرءوس قد تطايرت ، جثة امرأة تضم طفلها إلى صدرها وقد قتلتهما رصاصة واحدة وقد تمت إزاحة الجثث من مكان إلى آخر بالبلدوزارات الإسرائيلية ووقفت امرأة على جثة ممزقة وصرخت " زوجى ، يا رب من سيساعدنى من بعده ؟ كل أولادى قتلوا ، زوجى ذبحوه، ماذا سأفعل ؟ يا رب يا رب"

وفى تقرير لمراسل الواشنطن بوست يقول عن مشاهداته بيوت بكاملها هدمتها البلدوزارات وحولتها إلى ركام جثث مكدسة فوق بعضها أشبه بالدمى وفوق الجثث تشير الثقوب التى تظهر فى الجدران إلى أنهم أعدموا رميًا بالرصاص. فى شارع صغير مسدود عثرنا على فتاتين الأولى عمرها حوالى 11 عامًا والثانية عدة أشهركانتا ترقدان على الأرض وسيقانهما مشدودة وفى رأس كل منهما ثقب صغير وعلى بعد خطوات من هناك وعلى حائط بيت يحمل رقمين 422 ، 424 أطلقوا النار على 8 رجال .كل شارع مهما كان صغيرًا يخبر عن قصته فى أحد الشوارع تتراكم 16 جثة فوق بعضها بعضًا فى أوضاع غريبة، وبالقرب منها تتمدد امرأة فى الأربعين من عمرها بين نهديها رصاصة، وبالقرب من دكان صغير سقط رجل عجوز يبلغ السبعين من العمر ويده ممدودة فى حركة استعطاف، ورأسه المعفر بالتراب يتطلع ناحية امرأة ظلت تحت الركام !!

ويقول حسين رعد (46 عامًا) :إن الإرهابيين قاموا بقطع الرءوس وضرب الرقاب "بالساطور"، وكانوا يدوسون الجثث بأقدامهم ، وقد رأيت بعينى قتل خمسة أشخاص أحدهم بالساطور ناهيك عن الشتائم والإهانات ، وكانوا يذبحون الأطفال والنساء بلا تمييز".

وقال: "إن السكان بدءوا الهروب من جهة القوات متعددة الجنسية والتى لم تقم بحمايتهم خصوصًا فى منطقة الحمرا".

أما محمود هاشم (28عامًا) وهو من شهود المذبحة كان عمره آنذاك يقارب الـ 15 عامًا فيقول :" كنت نائمًا مع أصحاب لى يوم الجمعة ليلاً فى المخيم وبحدود الساعة 11 ليلاً سمعنا إطلاق نار ظنناه عاديًا، ونمنا حتى الصباح حيث صحونا لنجد المخيم خاليًا إلا من القطط والكلاب، وخرجنا نتفقد الأحوال حتى اقتربنا من "مدرسة الجليل" حيث وجدنا كومة من الجثث فوق بعضها البعض، فلم نتمالك أعصابنا، وقررنا الخروج من المخيم عن طريق تدعى "الاستديو" ووصلت إلى حى الفاكهانى حيث يقيم أهلى بعدما دمر بيتنا فى مخيم صبرا وشاتيلا جراء القصف الإسرائيلى فى أوائل الاجتياح، وسمعت هناك بخبر المذبحة ،  ويضيف :"التقيت مع صحفى بريطانيا طلب منى أن أصحبه إلى مدخل المخيم صباح السبت 17/9/82 ليسجل أحداث المذبحة بكاميراته، فوافقت وعندما وصلنا إلى الجهة الغربية من المخيم فوجئنا بكومة من الجثث بالقرب من مكان الدوخى، وقد ضرب صاحب الدكان ببلطة فى رأسه، وكان إلى جانبه شاب صغير، والباقون من كبار السن، وتابعنا المسير حتى وصلنا إلى مفرق الحرج حيث شاهدنا (9)جثث تحت شاحنة، وكانت أيدى بعضهم مربوطة، فيما اخترق الرصاص سطح حائط مجاور، ويدل المنظر على عملية إعدام جماعى لهؤلاء، على بعد عشرة أمتار من هذا المشهد المذهل، وجدنا امرأة مسنة تحمل بطاقة هوية لبنانية، ويبدو أنها كانت تحاول إقناعهم بأنها لبنانية وليست فلسطينية، وعلى بعد عشرين مترًا أخرى وجدنا عددًا من الأحصنة مقتولة، وبينها جثة رجل مقطوع الرأس، تبين فيما بعد أنها جثة عمى عبد الهادى هاشم (49 عامًا) وبعد أن تابعنا المسير اصطدمنا بست جثث مربوطة بجنازير بعضها ببعض،وكانت رءوس اثنين منهم مجوفة فيما يبدو أنها ضربت ببلطة أو فأس على الرأس، ونظرًا للهول والذهول الذى أصابنا قررنا العودة من حيث أتينا، وكان الصحفى البريطانى قد التقط عشرات الصور لهذه المشاهد ،وخلال ذلك سمعنا حركة قريبة منا فاضطرب الصحفى وسارع بقيادة الدراجة النارية وأنا معه إلى خارج المخيم، وقد أطلقت علينا طلقات من الرصاص فزاد من سرعة انطلاقه".

ويستعيد شاهد العيان شريط ذكرياته داخل المخيم فيقول :"رأينا الجثث مكومة فى زاوية إلى اليمين وعلى بعد خمسين ياردة فقط من مدخل مخيم شاتيلا، كان هناك أكثر من اثنتى عشرة جثة لشبان صغار التفت أرجلهم وأيديهم بعضها حول بعض، وهم يعانون آلام الموت، وكان كل منهم مصابًا برصاصة أطلقت نحو صدغه واخترقت مخه،وبدت على الجانب الأيسر من رقاب بعضهم ندوب قرمزية أو سوداء، رأينا طفلة لا تتجاوز الثالثة من عمرها ملقاة على الطريق وكأنها دمية مطروحة وقد تلوث ثوبها الأبيض بالوحل والدم والتراب، وكانت قد أصيبت برصاصة قد طيرت مؤخرة رأسها واخترقت دماغها، كانت الأسر قد أوت إلى فراشها فى غرف النوم عندما اقتحم المسلحون المخيم، فقط رأيت جثثًا ممددة على الأرض أو متكومة تحت الكراسى، وبدا أنه جرى اغتصاب كثير من النساء حيث كانت ملابسهن مبعثرة على الأرض، شاهدت أمًا تضم طفلها وقد اخترقت رأس كل منهما رصاصة، نساء عاريات قيدت أيديهن وأرجلهن خلف ظهورهن، رضيع مهشم الرأس يسبح فى بركة من الدم وإلى جانبه رضاعة الحليب، على طاولة الكوى بالقرب من أحد البيوت قطعوا أعضاء طفل رضيع وصفوها بعناية على شكل دائرة ووضعوا الرأس فى الوسط، فى صبرا وشاتيلا يسود الانطباع أن القتلة استهدفوا وأمعنوا فى قتل الأطفال بنوع خاص".

بعد انسحاب الإرهابيين هام الناجون من المذبحة على وجوههم بحثًا عن أقاربهم الذين طالهم الذبح بين أكوام الجثث أو تحت الأنقاض ، وكانوا لا يزالون تحت كابوس المجزرة التى عاشوها.

3297 رجل وطفل وامرأة قتلوا فى أربعين ساعة بين 16 - 18 سبتمبر 1982 ، وذلك من أصل عشرين ألف نسمة كانوا فى المخيم عند بدء المجزرة ،  منهم 1800 شهيد قتلوا فى شوارع المخيمين والأزفة الضيقة ،فيما قتل 1097 شهيد فى مستشفى غزة و 400 شهيد آخر فى مستشفى عكا.

وفى تعقيبه على المذبحة قال مناحم بيجن أمام الكنيست يصف رجال المقاومة الفلسطينية : "إنهم حيوانات تسير على ساقين اثنين"فيما أعلن ضابط كتائبى بعد إعلان نبأ المذابح "إن سيوف وبنادق المسيحيين ستلاحق الفلسطينيين فى كل مكان، وسنقضى عليهم نهائيًا".

ضابط كتائبى آخر صرح لمراسل صحيفة أمريكية : "لقد انتظرنا سنوات طويلة كى نتمكن من اقتحام مخيمات بيروت الغربية، لقد اختارنا الإسرائيليون لأننا أفضل منهم فى هذا النوع من العمليات "من بيت إلى بيت" وعندما سأله الصحفى إذا كانوا أخذوا أسرى، أجابه "هذه العمليات ليست من النوع الذى تؤخذ فيه أسرى".

ونقل راديو لندن عن مراسله قوله أنه بينما كانت عمليات القتل مستمرة طوق الجنود الإسرائيليون المخيمات بالدبابات وأطلقوا النار على كل شىء يتحرك.

مذبحة عيون قارة (20/5/1990):

تقع عيون قارة قرب مدينة تل أبيب، وراح ضحية المذبحة 7 شهداء جميعهم من العمال الفلسطينيين الذين حاولوا التوجه إلى أعمالهم داخل الخط الأخضر، وكان جندى صهيونى يدعى عامى بوبر جمع عددًا من العمال العرب قرب حائط فى المدينة قبل أن يفتح عليهم نيران سلاحه العسكرى.

مذبحة المسجد الأقصى (8/10/1990) :

فى يوم الاثنين الموافق 8/10/1990 وقبيل صلاة الظهر حاول متطرفون يهود مما يسمى بجماعة "أمناء جبل الهيكل " وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم فى ساحة الحرم القدسى الشريف، وقد هب أهالى القدس لمنع المتطرفين الصهاينة من تدنيس المسجد الأقصى، مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين المتطرفين الصهاينة الذين يقودهم الإرهابى جرشون سلمون زعيم "أمناء جبل الهيكل" مع نحو خمسة آلاف فلسطينى قصدوا المسجد لأداء الصلاة فيه، وما هى إلا لحظات حتى تدخل جنود حرس الحدود الصهاينة المتواجدين بكثافة داخل الحرم القدسى، وأخذوا يطلقون النار على المصلين المسلمين دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 21 شهيدًا وجرح أكثر من 150 منهم، كما اعتقل 270 شخصًا داخل وخارج الحرم القدسى الشريف.

مذبحة الحرم الإبراهيمى (25/2/1994) :

قبل أن يستكمل المصلون صلاة الفجر فى الحرم الإبراهيمى فى الخليل دوت أصوات انفجار القنابل اليدوية وطلقات الرصاص فى جنبات الحرم الشريف، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رءوس المصلين ورقابهم وظهورهم لتصيب أكثر من 350 منهم .

وقد بدأت الجريمة حين دخل الإرهابى باروخ جولدشتاين ومجموعة من مستوطنى كريات أربع المسجد الإبراهيمى وكان جولدشتاين يحمل بندقيته العسكرية الرشاشة وقنابله اليدوية وكميات كبيرة من الذخيرة وقد وقف الإرهابى جولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش على المصلين وهم سجود ، فيما قام آخرون بمساعدته فى تعبئة الذخيرة التى احتوت رصاص دمدم المتفجر والمحرم دوليًا.

وقد نفذ جولدشتاين المذبحة فى وقت أغلق فيه الجنود الصهاينة أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفى وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وفى المقابر أثناء تشييع جثث شهداء المسجد، وقد راح ضحية المجزرة نحو 50 شهيدًا قتل 29 منهم داخل المسجد.

مذبحة قانا (18/ 4/1996):

فى أبريل 1996 أقدمت قوات العدو الصهيونى على تصعيد اعتداءاتها ضد التجمعات السكانية العربية فى جنوب لبنان، وأغار طيران العدو على قرى وبلدات ومخيمات الجنوب اللبنانى بحجة محاربة قوات المقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله.

وفى يوم الخميس 18/ أبريل 1996 قصفت مدفعية العدو ومروحياته ملجأ داخل ثكنة الكتيبة الفيجية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة فى جنوب لبنان مستخدمة قنابل تنفجر فى الجو لزيادة الإصابات فى صفوف المدنيين الذين حاولوا الهرب من القصف والاحتماء بالملجأ ، مما أدى إلى استشهاد نحو 160 مدنيًا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ اللبنانيين الذين عجزوا عن الفرار من القصف الصهيونى باتجاه بيروت، واضطروا للاحتماء بمقر الكتيبة الفيجية فى قرية قانا اللبنانية.

وقد أكد تحقيق محايد أجراه محققو هيئة الأمم المتحدة ونشر وسط استياء صهيونى وأمريكى أن الطيران الإسرائيلى تعمد قصف الملجأ ، وهو يعلم هوية الذين احتموا فيه، ونفى التقرير الذى أثار ضجة فى حينه أن يكون الصهاينة قد تعرضوا لقصف من قبل رجال المقاومة من محيط الملجأ.

مذبحة النفق(25 - 27 / سبتمبر 1996) :

عمدت حكومة العدو الصهيونى فى  سبتمبر 1996 إلى فتح نفق مواز لجدار الأساسات الجنوبى للمسجد الأقصى مما اعتبره الفلسطينيون خطوة باتجاه تنفيذ مخطط صهيونى هدم المسجد عن طريق تعرية أساساته، وقد اندلعت صدامات عنيفة بين المتظاهرين الفلسطينيين وجنود الاحتلال فى الفترة ما بين 25 - 27 / سبتمبر 1996 وقد استشهد نحو 70 فلسطينيًا برصاص جنود الاحتلال الذين فتحوا النار على المتظاهرين من طائرات مروحية.

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 215 مشاهدة
نشرت فى 25 مايو 2011 بواسطة DrKasem

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

275,386