تاريخ العراق.. تتابع حضاري أوقفه الحصار

نقرير خاص - امل الامة

الألف السادسة قبل الميلاد

- من 3700 إلى 2350 ق.م، الحضارة السومرية العربية
- من 2350 إلى 2200 ق.م، الدولة الأكدية
من 2133 إلى 2003 ق.م، الانبعاث السومري ومملكة سومر وأكاد المشتركة
- من 1595 إلى 1153 ق.م، تأسيس الحكم الكاشي
- من 1153 إلى 612 ق.م، الدولة الآشوري
- من 625 إلى 539 ق.م، الدولة الكلدانية (البابلية الثانية)
- من 321 إلى 141 ق.م، السلوقيون
- من 141 ق.م إلى 224م، البارثينيون Parthians
- من 224 إلى 337م، الساسانيون
- من 661 إلى 749م (41 - 132هـ) الحكم الأموي
- من 750 إلى 1258م (132 - 656هـ) الدولة العباسية
- من 1258 إلى 1534
م، الحكم المغولي التركماني
- من 1534 إلى 1918م، الحكم العثماني
- من 1918 إلى 1921م، الاحتلال البريطاني المباشر
حكام  العراق من 1921م وحتى 2001
- من 1921 إلى 1932م الملكية والاستقلال

- من 1939 إلى 1945م ثورة رشيد كيلاني على بريطانيا
- من 1945 إلى 1958م الثورات الداخلية
- من 1958 إلى 1966م سقوط الملكية وقيام الجمهورية
- من 1968 إلى 1979م ثورة البعث
- من 1980 إلى 1988م الحرب العراقية الإيرانية
- من 1990 وحتى الآن، حرب الخليج

إعداد: إسماعيل محمد
شهدت منطقة وادي الرافدين أو بلاد ما بين النهرين (دجلة والفرات)
Mesopotamia العديد من الحضارات الإنسانية، التي ترجع أقدمها (وفق المعلومات المتوفرة عند المؤرخين) إلى 3700 قبل الميلاد وهي الحضارة السومرية العربية. ويرجع أصل سكان العراق للقبائل العربية التي نزحت من الجزيرة العربية إلى وادي الرافدين في الألف السادسة قبل الميلاد.

- الألف السادسة قبل الميلاد
نزوح القبائل العربية من جزيرة العرب إلى الهلال الخصيب بشكل عام ومنطقة نهر الفرات بشكل خاص.

- من 3700 إلى 2350 ق.م، الحضارة السومرية العربية
وقد شارك السومريون في بناء تلك الحضارة بالكتابة المسمارية، في حين شارك العرب بخبرتهم في ميدان هندسة الري والزراعة وصناعة الأدوات المختلفة والتجارة الداخلية والخارجية، وأسسوا العديد من المدن مثل مدينة أوروك في نهاية الألف الرابعة. وقد امتد تأثير الحضارة السومرية العربية إلى العيلاميين في إيران، وبلاد الأناضول، ومصر. وخاض السومريون العديد من الحروب مع العيلاميين، كما ازداد تأثير نفوذ ملوك كيش العرب إلى أن احتل الأكاديون العرب بلاد سومر سنة 2350 قبل الميلاد.

- من 2350 إلى 2200 ق.م، الدولة الأكدية
أسس القائد الأكادي سرجون الأول الدولة الأكادية على أنقاض مملكة سومر، ويرجع أصل الأكاديين إلى العرب المهاجرين من جزيرة العرب. وامتدت دولة الأكاديين لتشمل كل منطقة الهلال الخصيب تقريبا وبلاد العيلاميين وبعض الأناضول. وتقبل الأشوريون الحضارة الأكادية لقربها منهم من ناحية الأصول العربية. وقد اشتهر الأكاديون بصناعة البرونز. وفي سنة 2200 قبل الميلاد سقطت الدولة الأكادية إثر غارات الغوتيين والقبائل الجبلية الأخرى.

- من 2133 إلى 2003 ق.م، الانبعاث السومري ومملكة سومر وأكاد المشتركة
وفيها عاد السومريون والأكاديون إلى الاتحاد من جديد وإقامة مملكتهم المشتركة حتى أسقطها العيلاميون سكان إيران سنة 2003 قبل الميلاد.


السومريون أول من عرف الكتابة

- من 1894 إلى 1594 ق.م، الدولة البابلية الأولى استمر توافد العرب العموريين إلى بلاد ما بين النهرين بعد سقوط الدولة الأكدية السومرية المشتركة وأنشؤوا العديد من الدويلات مثل دولة آشور وإيسن ولارسا، وبابل التي استقلوا بها. وتمكن العموريون في بابل من السيطرة على كامل منطقة ما بين النهرين، واشتهر منهم الملك حمورابي صاحب شريعة حمورابي الشهيرة. وسقطت الدولة البابلية الأولى على أيدي الكاشيين سنة 1594 قبل الميلاد.

- من 1595 إلى 1153 ق.م، تأسيس الحكم الكاشي
بعد أن وحد ملوك الكاشيين جنوب بلاد ما بين النهرين أسسوا دولتهم متأثرين بشريعة حمواربي إلى أن انتهت دولتهم على أيدي الأشوريين سنة 1153 قبل الميلاد.

 


امتدت دولة الأكاديين لتشمل كل منطقة الهلال الخصيب تقريبا وبلاد العيلاميين في إيران وبعض الأناضول

 

- من 1153 إلى 612 ق.م، الدولة الآشورية
وترجع أصول الآشوريين إلى القبائل العربية التي استقرت في منطقة نهر دجلة في الألف الرابعة قبل الميلاد، وأسست تلك القبائل مدينة آشور، واستطاع سكان المدينة أن يطوروا بعض الصناعات، وارتبطوا بالتجارة الخارجية مع المناطق المجاورة، إضافة إلى تمرسهم في الزراعة والري. وقد تعرضت الدولة الآشورية لغزو الحثيين والأكاديين، ووقعت تحت سيطرة ملوك أور، ثم حكمها البابليون، وبعد سقوط الدولة البابلية الأولى تعرضت آشور إلى غزوات الكاشيين مما دفعهم إلى بناء جيش نظامي قوي، وفي القرن الثاني عشر قبل الميلاد كان العراق مقسما بين الآشوريين في الشمال والكاشيين في الجنوب. ثم تعرضت الدولة الآشورية إلى اضطرابات داخلية وغزو خارجي وسقطت على يد البابليين بقيادة نبوبولاسر الميديني سنة 612 قبل الميلاد.

- من 625 إلى 539 ق.م، الدولة الكلدانية (البابلية الثانية)
خلف نبوبولاسر على حكم الدولة البابلية الثانية ابنه نبوخذ نصر الثاني (بختنصر) الذي دام حكمه من 605 إلى 562 قبل الميلاد. وقد قام نبوخذ نصر بإجلاء اليهود من فلسطين في السبي الأول سنة 597 ق.م، وفي السبي الثاني الذي قاده بنفسه سنة 586 ق.م. وخلف نبوخذ نصر بعد وفاته ملوك ضعفاء إلى أن قضى كورش الإخميني الفارسي على الدولة البابلية الثانية سنة 539 ق.م.

 

- من 539 إلى 321 ق.م، الغزو الفارسي احتل الملك كورش الإخميني مدينة بابل واتخذها عاصمة ملكه، واستمر الفرس يسيطرون على العراق حتى هزمهم الإسكندر المقدوني الكبير سنة 321 ق.م.

- من 321 إلى 141 ق.م، السلوقيون
وهم من الأسرة السلوقية المقدونية، وشهدت المنطقة في عهدهم الكثير من الحروب انتهت بسقوط الدولة السلوقية على يد البارثينيين
Parthians سنة 141 ق.م.

- من 141 ق.م إلى 224م، البارثينيون Parthians
وقد أسس دولتهم 
Arsaces الأول ويعود أصلهم إلى إيران، واستقرت بلاد ما بين النهرين في عهدهم. واستمرت دولة البارثينيين حتى أسقطها الساسانيون سنة 224م.

- من 224 إلى 337م، الساسانيون
عين الساسانيون ملكا عربيا من أسرة اللخميين من قبيلة تنوخ لينوب عنهم في إدارة العراق، وفي سنة 602 عين الساسانيون حاكما فارسيا استمر في حكم العراق حتى انهزم الفرس على أيدي المسلمين في معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص سنة 637م/ 14هـ، وسقطت المدائن بعد شهرين من معركة القادسية.


تحولت العراق بالفتح الإسلامي وخاصة إبان فترة الحكم العباسي إلى مركز سياسي وعلمي مهم، وصارت بغداد عاصمة العالم الثقافية والعلمية إلى أن سقطت بأيدي المغول سنة 1258م

- من 637 إلى 661م (14 - 40هـ) العهد الراشدي وقد شيد عمر بن الخطاب مدينتي البصرة والكوفة، واستمرت العراق تدار من قبل الولاة الذين يعينون من قبل الخلفاء في المدينة حتى قبيل مقتل الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، إذ كان على ولاية الموصل في سنة 656م/ 36هـ واليان، أحدهما من قبل علي وهو الأشتر مالك بن الحارث النخعي، وثانيهما من قبل معاوية وهو الضحاك بن قيس.

- من 661 إلى 749م (41 - 132هـ) الحكم الأموي
تحولت العراق إلى حكم الأمويين وصار ولاتها يعينون من دمشق عاصمة الدولة الأموية، وشهد العراق إبان الحكم الأموي العديد من الحروب بين مؤيدي أبناء علي بن أبي طالب وبين الدولة الأموية، واستمرت العراق تدين للأمويين إلى أن قامت الدولة العباسية عام 750م/132هـ.

- من 750 إلى 1258م (132 - 656هـ) الدولة العباسية
بقيامها انتقلت إدارة الدولة الإسلامية للعراق بعد أن كانت في دمشق، وتألقت بغداد التي بناها العباسيون لتصبح عاصمة العلم والترجمة عن مختلف الحضارات السابقة التي كانت تتم في بيت الحكمة الذي أسسه المأمون سنة 830م. وبرزت في الدولة العباسية العديد من الأسر التي يرجع أصلها إما إلى العرب مثل بني المهلب، أو إلى الفرس مثل البرامكة، والسلاجقة الذين حكموا باسم السلطان ما بين 1055 - 1152م، وتعرضت العراق في عهد العباسيين إلى العديد من الثورات والحروب الداخلية إلى أن سقطت على يد القائد المغولي هولاكو سنة 1258م/656هـ.

- من 1258 إلى 1534م، الحكم المغولي التركماني
دخل المغول بغداد في فبراير/ شباط 1258 بعد أن استسلم الخليفة العباسي المستعصم الذي لقي حتفه بعد خمسة أيام من دخول المغول. وتعرضت بغداد للهدم والسلب وأهلها للقتل. وقسم المغول العراق إلى منطقتين جنوبية وعاصمتها بغداد وشمالية وعاصمتها الموصل، ويدير المنطقتين حاكمان مغوليان ومساعدان من التركمان أو الأهالي الموالين. وفي الفترة ما بين 1393 - 1401م هجم المغول التيموريون بقيادة تيمورلنك على العراق ونهب بغداد التي كانت عاصمة له ثم سلم أمرها إلى المجموعات التركمانية التي عاشت متصارعة إلى أن سيطرت الأسرة الصفوية (من التركمان) على مقاليد الأمور في العراق سنة 1508، واستمروا يحكمون بغداد حتى أخرجهم العثمانيون الأتراك سنة 1534.

- من 1534 إلى 1918م، الحكم العثماني
شهد العراق تحت الحكم العثماني العديد من محاولات الإصلاح والبناء، غير أن الاضطرابات التي كانت تواجهها الدولة العثمانية بسبب الصراع الدائر بين المحافظين وتيار التجديد ومن بعد ذلك تيار التغريب، حال دون إكمال مشاريع الإصلاح في العراق. كما استقل العديد من الولاة المماليك المعينين من قبل السلطان العثماني بمناطق من العراق في فترات مختلفة، واستمر الحال على نفس المنوال حتى سقط العراق بأيدي الاحتلال البريطاني سنة 1918.

- من 1918 إلى 1921م، الاحتلال البريطاني المباشر
احتلت بريطانيا البصرة عند اندلاع الحرب العالمية الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1914، ومدينة العمارة في يونيو/ حزيران 1915، ومدينة الناصرية في يوليو/ تموز 1915، وهزم الجيش البريطاني بالقرب من بغداد سنة 1916، وأعادوا الهجوم على بغداد في أوائل سنة 1917 ودخلوها في 11 مارس/ آذار 1917، وسقطت الموصل بالشمال العراقي بأيدي الإنجليز في نوفمبر/ تشرين الثاني 1918 ليدخل بذلك كامل العراق تحت السيطرة البريطانية. وفي يوليو/ تموز 1920 اندلعت الثورة في العراق على الوجود البريطاني مما دفع بريطانيا إلى تشكيل حكومة ملكية مؤقتة تحت إدارة مجلس من الوزراء العراقيين ويشرف عليه الحاكم الأعلى البريطاني. وفي عام 1921 انتخب فيصل الأول الهاشمي في استفتاء عام ملكاً على العراق.

حكام  العراق من 1921م وحتى 2001

الاسم

الميلاد والوفاة

زمن الحكم

استلام الحكم

ترك الحكم

فيصل الأول

1885 - 1933

21 - 1933

استفتاء عام

وفاة طبيعية

غازي الأول

12 - 1939

33 - 1939

ورث العرش

توفي بحادث سيارة

فيصل الثاني

35 - 1958

53 - 1958

ورث العرش

انقلاب 1958

عبد الكريم قاسم

14 - 1963

58 - 1963

انقلاب عسكري

انقلاب 1963

عبد السلام عارف

21 - 1966

63 - 1966

انقلاب عسكري

توفي بحادث طائرة

عبد الرحمن عارف

1918- الآن

66 - 1968

خلف أخاه

انقلاب 1968

أحمد حسن البكر

14 - 1982

68 - 1979

انقلاب عسكري

استقالة

صدام حسين

1937- الآن

1979- الآن

خلف البكر

-

 


شهد العراق أول انقلاب عسكري في تاريخ المنطقة العربية الحديث وهو انقلاب رشيد الكيلاني سنة 1939

- من 1921 إلى 1932م الملكية والاستقلال
استمر وجود الجيش البريطاني في العراق بحجة التهديدات الكردية المستندة للدعم التركي، غير أن الثورة ضد الوجود البريطاني استمرت مما دفع الملك فيصل إلى مطالبة بريطانيا بإلغاء الانتداب وعقد تحالف مع العراق، ووافقت بريطانيا وتم التوقيع على معاهدة التحالف سنة 1922، وأقيمت انتخابات أول برلمان عراقي سنة 1925. وفي سنة 1931 اكتشف البترول في العراق، كما وقع العراق اتفاقيات دولية مع ألمانيا وفرنسا وأميركا. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 1932 انضم العراق إلى عصبة الأمم بعد موافقة بريطانيا. وتوفي الملك فيصل سنة 1933 وخلفه ابنه غازي الأول الذي ألغى الأحزاب وحكم البلاد بقوة السلاح، وفي عهده ثارت القبائل الكردية مما عزز من مكانة الجيش. واستمر الملك غازي في الحكم حتى توفي في حادث سيارة سنة 1939.

- من 1939 إلى 1945م ثورة رشيد كيلاني على بريطانيا
تولى ابن الملك غازي فيصل الثاني البالغ من العمر ثلاث سنوات الحكم تحت الوصاية، وكان نوري السعيد هو الذي يدير الدولة بمباركة من الحكومة البريطانية، وفي نفس السنة أعلنت العراق مقاطعتها لألمانيا. وفي 2 مايو/ أيار 1941 قامت ثورة ضد الوجود البريطاني بقيادة رشيد عالي الكيلاني، وتم تشكيل حكومة جديدة بعد هروب نوري السعيد خارج العراق، ولم تستطع الثورة الاستمرار في المقاومة فاستسلمت بعد شهر من الحرب، وتم التوقيع على هدنة مكنت بريطانيا من استعادة السيطرة على العراق، وتم تشكيل حكومة موالية لبريطانيا برئاسة جميل المدفعي الذي استقال وخلفه نوري السعيد، وفي يناير/ كانون الثاني 1943 أعلنت العراق الحرب على دول المحور.

- من 1945 إلى 1958م الثورات الداخلية
قادت القبائل الكردية ثورة في ما بين سنتي 45 و1946 قيل إنها تلقت دعمها من روسيا، وأرسلت بريطانيا قوات إلى العراق لضمان أمن البترول، وبعد انتهاء ثورة الأكراد سنة 1947 بدأ نوري السعيد التفاوض مع ملك الأردن لإنشاء اتحاد بين العراق والأردن، وتم في السنة نفسها التوقيع على معاهدة إخاء بين البلدين، ونصت المعاهدة على التعاون العسكري مما قاد سنة 1948 إلى اشتراك الجيش العراقي في الحرب مع الجيش الأردني ضد إسرائيل (بعد إعلان قيام إسرائيل). رفض العراق الهدنة التي وقعها العرب مع إسرائيل في 11 مايو/ أيار 1949 وشهد العراق في الفترة ما بين 49 و1958 الكثير من الأحداث الداخلية والخارجية المهمة مثل انتفاضة عمال شركة نفط العراق سنة 1948، وانتفاضة يناير/ كانون الثاني التي قضت على معاهدة بورتسوث البريطانية العراقية، وانتفاضة أكتوبر/ تشرين الأول 1952 التي طالب فيها المنتفضون بإجراء انتخابات مباشرة والحد من صلاحيات الملك، وفي سنة 1955 وقع العراق مع تركيا على اتفاقية بغداد الأمنية والتي انضمت إليها بريطانيا وباكستان وإيران، كما وقع العراق والأردن على اتحاد فدرالي في 12 فبراير/شباط 1958.    

- من 1958 إلى 1966م سقوط الملكية وقيام الجمهورية
قاد الجيش العراقي بقيادة عبد الكريم قاسم انقلابا ضد الملك في 14 يوليو/ تموز 1958، وقتل الملك فيصل الثاني وخاله عبد الإله ورئيس الوزراء نوري السعيد، وأعلنت الجمهورية برئاسة نجيب الربيعي، واحتفظ كريم قاسم رئيس الوزراء بصلاحيات واسعة في إدارة البلاد. كما انسحب العراق من معاهدة بغداد والاتحاد مع الأردن سنة 1959، وفي سنة 1960 أعلن العراق بعد انسحاب بريطانيا من الكويت عن تبعية الأخيرة له، وقاد حزب البعث انقلابا على كريم قاسم في 8 فبراير/ شباط 1963، وأصبح عبد السلام عارف الذي لم يكن بعثياً رئيساً للعراق، وتولى عبد الرحمن عارف -أخو الرئيس السابق- الرئاسة بعد موت عبد السلام سنة 1966.


باعتلاء حزب البعث سدة الحكم دخل العراق فترة جديدة من تاريخه الحديث، حقق خلالها نقلة نوعية في برامج التنمية، وذاق مرارة حربين من أكبر الحروب التي شهدها

 

- من 1968 إلى 1979م ثورة البعث
قاد حزب البعث بالتنسيق مع بعض العناصر غير البعثية انقلابا ناجحا في 17 يوليو/ تموز 1968، وتولى الرئاسة أحمد حسن البكر، واتجه العراق نحو روسيا. واستطاع البكر أن يوقع اتفاقية مع الأكراد فأصبح للأكراد ممثلون في البرلمان ومجموعة من الوزراء. وأغلقت الحدود مع الأردن سنة 1971، وأمم العراق شركات النفط سنة 1972. وفي مارس/ آذار 1974 عادت الاضطرابات مع الأكراد في الشمال والذين قيل إنهم كانوا يتلقون دعما عسكريا من إيران. وإثر تقديم العراق بعض التنازلات المتعلقة بالخلاف الحدودي مع إيران والتوقيع على اتفاقية الجزائر سنة 1975، توقفت إيران عن دعم ثورة الأكراد، وتمكن العراق من إخماد الثورة. كما حاول الرئيس أحمد حسن البكر إنشاء وحدة مع سوريا. وفي سنة 1979 تولى صدام حسين رئاسة العراق بعد تنازل أحمد البكر عن السلطة. وبعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1979 أعلن العراق الاعتراف بها.

- من 1980 إلى 1988م الحرب العراقية الإيرانية
تخلى العراق عن التزامه باتفاقية الجزائر إثر التهديد الكردي من إيران في عام 1980، ورفض إيران إعادة المناطق المتنازع عليها والتي قررت اتفاقية الجزائر حق العراق فيها، واندلعت الحرب بين البلدين في 22 سبتمر/ أيلول 1980، وضربت إسرائيل بالطائرات مفاعلا نوويا للعراق في يونيو/ حزيران 1981، وفي سنة 1984 استخدمت الأسلحة الكيماوية في الحرب بين البلدين، كما قامت كل دولة بتدمير السفن المدنية للدولة الأخرى. وفي أثناء الحرب ارتكبت القوات العراقية مذبحة حلبجة ضد الأكراد في 16 مارس/ آذار 1988، والتي استخدمت فيها الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً. وبعد ثماني سنوات من الحرب العراقية الإيرانية التي قدرت الخسائر البشرية فيها بما يقرب من مليون قتيل وافقت الدولتان على خطة السلام المقترحة من الأمم المتحدة في أغسطس/ آب 1988 والتي تضمنها قرار الأمم المتحدة رقم 598. وبعد انتهاء الحرب أعاد العراق بناء قواته المسلحة.

 

 


فقد العراق بدخوله الكويت الكثير مما أنجزه في مجال التنمية البشرية والاقصادية، كما فقد دوره الإقليمي الذي كان مؤهلا أن يلعبه في المنطقة

- من 1990 وحتى الآن، حرب الخليج الثانية وحصار العراق
اتهم صدام حسين الكويت والإمارات بتعويم سوق البترول في 17 يوليو/ تموز 1990، كما اتهم الكويت  باستغلال نفط حقل الرميلة الواقع في منطقة متنازع عليها، وبدأ العراق محادثات مباشرة مع الكويت لحل الخلافات القائمة، لكن المحادثات فشلت بعد وقت قصير من بدئها، وفي 25 يوليو/ تموز 1990 التقى صدام حسين بالسفيرة الأميركية ببغداد أبريل غلاسبي والتي قالت بأن بلادها لن تتدخل في الخلاف الكويتي العراقي. وفي تلك الأثناء دعا الوسطاء العرب العراق والكويت إلى محادثات جديدة في السعودية والتي انتهت في 1 أغسطس/ آب 1990 بدون نتائج تذكر على أن تكون المحادثات القادمة في بغداد، ولكن العراق احتل الكويت في 2 أغسطس/ آب 1990. وفي 6 أغسطس/ آب أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 661 القاضي بفرض العقوبات الاقتصادية على العراق والذي منع تقريباً جميع أنواع التبادل الاقتصادي مع العراق. وكانت ردة الفعل العراقية هي إعلان الكويت محافظة عراقية  في 8 أغسطس/ آب من نفس السنة. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني صدر قرار مجلس الأمن رقم 687 والذي يسمح باستخدام كافة الوسائل بما فيها العسكرية لإخراج الجيش العراقي من الكويت، كما حدد في القرار يوم 15 يناير/ كانون الثاني 1991 تاريخا نهائيا للعراق ليسحب كامل قواته والخروج من الأراضي الكويتية. ونتيجة لعدم استجابة العراق لقرار مجلس الأمن بدأت الحملة العسكرية الدولية (شاركت فيها 28 دولة) على العراق في الساعة الثالثة صباحا بتوقيت العراق في 17 يناير/ كانون الثاني 1991. وفي 28 فبراير/ شباط 1991 أعلنت الولايات المتحدة وقف إطلاق النار، ووافق العراق على اتفاقية وقف إطلاق النار الدائمة المقدمة من الأمم المتحدة في أبريل/ نيسان من نفس السنة، وتضمنت تلك الاتفاقية نزع أسلحة العراق للتدمير الشامل والتفتيش على تلك الأسلحة في الأراضي العراقية. وبعد انتهاء الحرب بأيام تمكن أكراد الشمال من احتلال العديد من المدن، غير أن القوات العراقية تمكنت من استعادة الأراضي المحتلة من قبل الأكراد، وأعلنت أميركا الأراضي العراقية الواقعة شمال خط العرض 36 منطقة حظر جوي. ومنذ 10 سنوات (6 أغسطس/ آب 1990) يعيش الشعب العراقي حصارا اقتصاديا شاملا، كما تعرض العراق للعديد من الغارات الجوية التي تشرف عليها القوات الأميركية والبريطانية الموجودة في شمال العراق.
___________

 

المصدر: 1-موسوعة السياسة، عبد الوهاب الكيالي، الجزء 4، العين، مادة "العراق"، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الثانية 1990، بيروت. 2- موسوعة دول العالم الإسلامي ورجالها، شاكر مصطفى، الجزء 1، دار العلم للميلايين، الطبعة الأولى 1993، بيروت
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 152 مشاهدة
نشرت فى 25 مايو 2011 بواسطة DrKasem

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

276,039