دراسة أمراض الدواجن تلقي الضوء على الأصابة بمرض السرطان فى الإنسان
أ.د. أحمد جلال السيد
زراعة عين شمس
أوضحت الدراسات الحديثة عن مرض الماريك فى الدواجن والذى يسبب مشاكل كبيرة فى صناعة الدواجن الى امكانية تربية طيور ذات مقاومة عالية للمرض بالاضافة الى تحسين فهم بعض أنواع السرطانات التى تصيب الإنسان. وحلل العلماء الآلاف من الجينات لتحديد الدور الذى تلعبة فى مرض الماريك كمرض فيروسى خطير يسبب خسائر اقتصادية كبيرة فى صناعة الدواجن على مستوى العالم تبلغ حوالى 1.4 بليون دولار سنويا.
حددت أبحاث من معهد روزلين في جامعة ادنبره، ومعهد الصحة الحيوانية، وكلاهما قد حصل على تمويل استراتيجى من مجلس بحوث التكنولوجيا الحيوية والعلوم البيولوجية مجلس البحوث (BBSRC)، لتحديد جين IRGI والذى يجعل الدجاج أكثر حساسية للمرض. ويعتقد أن هذا الجين يسبب موت الخلايا، والذي يمكن بدوره أن يؤدي إلى الأمراض بما فيها السرطان. وجد الباحثون أيضا أن مرض الماريك الفيروسى قد يشجع على نمو الاورام. الدجاج والثدييات، بما في ذلك البشر، تمتلك ميكانيكييات مضادة للأورام، أحدى هذه الميكانيكيات يتحكم فيها جين HICI. يقوم جين HIC1 بالتبديل على الكثير من الجينات الأخرى التي لها تأثيرات مضادة للورم. يقوم فيروس الماريك بايقاف الجينات التى يتم التحكم فيها بواسطة جين HICI -- وبعبارة أخرى ، فإنه إيقاف مفتاح الجينات الرئيسية التي من شأنها العمل بشكل طبيعي لمنع الاورام.كما ترتبط هذه الجينات بمحاربة الاورام لدى البشر ويمكن أن تساعد في دراسة البحوث في مجال الوقاية من بعض أنواع السرطان في الناس ،مثل مرض ماريك، والذى يحدث نتيجة الأصابة بالفيروس. وتشمل هذه الفيروسات فيروس الورم الحليمي البشري الذي يمكن أن يؤدي إلى سرطان عنق الرحم ، وساركوما كابوزي الذي يصيب المرضى الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية. و مرض الماريك من الأمراض شديدة العدوى حيث اصبحت الدجاجات ذات مقاومة متزايدة للتلقيح. ويمكن من خلال تحديد هذا الجين الذي يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض الماريك المساعدة فى انتاج سلالات من الدجاج أقل عرضة للإصابة، وليس هذا فقط ولكن معرفة المزيد عن كيفية فشل الدجاج فى مكافحة ظهور الأورام يمكن ان يساعد فى كيف تسبب بعض الفيروسات السرطان لدى البشر.