هذا البلد مشمول بعناية الله بطريقة لا يمكن إدراك أبعادها
..
عد معايا كل ما مر به البلد منذ قيام الثورة لتعرف حجم المعجزة
..
فنقطة واحدة من النقاط التالية كافية بهدم حضارة لا مجرد بلد.
١- هروب آلاف المساجين دون أن يسفر هذا عن كارثة.. (فى النظام السابق كان شخص مسجل خطر هارب من حكم مراقبة كفيلاً بإثارة الذعر فى منطقة بأكملها).
٢- غياب الشرطة، وتخيّل معى دولة تعانى من العشوائيات والجهل والفقر والبلطجية تعيش لشهور بدون عسكرى بخرزانة،
ستُجنُّ عندما تكتشف أن مساحة صفحات الحوادث قد تقلصت فى معظم الصحف،
و ستُجنُّ عندما تكتشف أن أهم عملية سرقة حصلت كانت سطواً على فيلا وزير الداخلية السابق فى أكتوبر.
٣- حادث كنيسة أطفيح ومعارك المسلمين والمسيحيين فى السيدة عائشة، وهى الأحداث التى استطاع المصريون أن يكسروا حدتها ويتجاوزوها فى أيام.. حادث واحد مثل موقعة السيدة عائشة أدى لنشوب حرب أهلية فى لبنان استمرت ١٥ عاما.
٤- المظاهرات المؤيدة لـ«مبارك» عند مسجد مصطفى محمود.. عندما بدأت هذه المظاهرات أيام الثورة قلت «البلد وقعت فى بعضها» وإن انقساماً سياسياً دموياً وسخيفاً فى طريقه للظهور،
لكن سبحان الله فى الوقت الذى ظل فيه الثوار مرابضين فى التحرير ١٨ يوما لم يفكر أحد من مؤيدى «مبارك» فى أن يظل فى موقعه عند مصطفى محمود لحد أدان المغرب
..
إيمانهم بـ«مبارك» منحهم طاقة تكفيهم أربع خمس ساعات بالكتير.
٥- غلق البورصة لأسابيع، وهو أمر حكم عليه العالم بأنه كارثة اقتصادية لن تفلت منها مصر أبدا، مع التلميح باقتراب حذف بورصة مصر من سوق البورصات العالمية،
سبحان من أحيا هذه المنظومة من جديد وجعلها تستعيد عافيتها ربما ببطء لكن بثقة.
٦- كمية السلاح التى تمت سرقتها من السجون وأقسام الشرطة، التى تكفى لاحتلال مدينة بأكملها.. أين هى الآن؟ ولماذا لم نسمع عن معركة نارية خلال الأسابيع الماضية سقط فيها ١٠ قتلى على الأقل؟
..
ياراجل ده حتى حوادث الثأر، التى أصبحت الأجواء مهيأة لها الآن، تشعر وكأن هناك اتفاقاً ضمنياً بإيقافها.
٧- همج موقعة ماتش الزمالك والأفريقى، والذى توقعنا أن يؤدى لإيقاف الكرة فى مصر لمدة عام على الأقل، ألهم وزير الداخلية تحدياً جديداً فأصر على استئناف الدورى، وألهمت الجماهير أخلاقاً جديدة فقام جمهور الزمالك بتنظيف وإصلاح استاد القاهرة بنفسه.
٨- كان حادث مثل ظهور سمك القرش كفيلاً بتدمير السياحة لموسم واحد على الأقل، لكن كل ما سبق لم يمنع السياحة من استرداد عافيتها بالتدريج، الثورة التى كان يراها البعض عنصراً طارداً للسياحة أصبحت عنصر جذب.. الجميع يريدون زيارة مصر التى ألهمت العالم.
مم نعانى الآن؟
من مشكلات ورثناها من النظام السابق، تبدأ من أنابيب البوتاجاز وتمر بالتطرف الدينى وتنتهى عند استثمارات مهتزة حاليا لأنها بنيت فى السابق على فساد متقن.
سقط النظام السابق لأن رئيسه كان دائما يقول «سأظل.. وسأظل..وسأظل» ولم يقل يوماً إن شاء الله، فلا ظلَّ ولا حاجة،
بينما ربنا ساترها بقوة مع البلد ومع المجلس العسكرى لأنه أعلنها صراحة منذ أول خطاب له «الله المستعان».
<!--
التحميلات المرفقة
د/ مصطفى فهمي ...[ 01023455752] [email protected]
نشرت فى 21 إبريل 2011
بواسطة Dr-mostafafahmy
مصطفى فهمي
فلسفة الموقع مهتمة بتحديد طريقة الحياة المثالية وليست محاولة لفهم الحياة فقط. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
507,995
ساحة النقاش