كتب - أحمد فتحي
مكافأة وعقوبة "
جئ برجل الى امير المؤمنين عمر بن عبد العزيز وكان هذا الرجل يقوم بعمل يشبه السحر فلما انتهى الرجل من العرض وقد ابهر واسعد الحاضرين أمر المير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بمكافأته على عبقريته وأمر ايضا بجلده عقابا له على اضاعته لوقت الناس بلا فائدة .
حقا اعلاميو مصر يستحقون ملايين الجنيهات مكافأة لهم على عروضهم المذهلة في تضليل الناس وقلب الحقائق ولكن هل يكفيهم الجلد عقابا على اضاعتهم اوقات الناس بلا فائدة واستخفافهم بعقول الناس وتزييفهم للحقائق أم انهم يستحقون عقاب اكبر من ذلك
اذا كان المحرك لهؤلاء حين يتحدثون هي ضمائرهم المخلصة لوطنهم فلا ضير من ذلك وان اختلفوا وتباينوا ، لأن هذا الاختلاف والتباين سيكون بدافع حب الوطن وحتما سنصل لنقطة التقاء .
اما اذا كان المحرك هو شئ اخر يدعى " المصلحة" حينها ضع يدك على قلبك ثم ارفعها الى السماء وادع لهذا الوطن بالسلام ..
الامر لا يقتصر فقط على الاعلام بل هو مستشري ايضا في وسط من نسميهم بالنخبة او الفقهاء القانونين او الخبراء الاستراتيجيين .. ان ما عارفه هو انه عندما يكون هناك خلاف يكون هذا الخلاف على الفروع سواء كان ذلكفي امور الدين او الامور القانونية والدستورية اما الاصول فلا خلاف عليها ، فما يحدث الان وما نشاهده في كل بوم بل في كل ساعة فهو حقا يصيبني بالذهول المفرط ان اجد اثنين من القامنات الفقهية القانونية الكبيرة ولكل منهم رأي مخالف تماما لرأي الاخر على نفس المسألة ولكل منهم دفوعه ومبرراته فأتسائل مستغربا ؟ اين ذلك الرجل ذو الضمير الحر الذي يخرج علينا ليبدي الرأي القانوني دون حرج او محاباه أو مواءمة بل انما ينظر فقط الى مصلحة وطنه لا لشئ اخر .. أين الضمير ؟
اني اري مصر الان أما كانت غائبة عن بنيها فعادت اليهم ( منهكة متعبة ) وكانت تظن انهم في شوق اليها سيأخذونها ويلبسونها لباسا جديدا فاذا بهم يتجاذبونها يمينا ويسارا وأخذ كل واحد منهم يقطع قطعة من ثوبها ويأخذها ، واذا بها تتعرى وتتعرى ولا يصدهم بكاؤها عن صنيعهم هذا .. هناك فريق ثاني من بنيها واقف يشاهد المشهم من مقاعد المتفرجين وينظر تنظير المفكرين .. ليس هذل فحسب .. هناك فريق ثالث كان يردها ان تبقى غائبة لانه وحده هو من سيظفر بها ...
إن المخرج الوحيد من هذا الوضع هو ان يستجيب الابناء لصرخات الام ومعاناتها ، وان نتذكر ان ما يجري بعروقنا هو دم بالفعل وليس مياه .
هو ان نتقي فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منا خاصة .
ان الشعب الذي اجتاز النكسة والهزيمة المحبطة في ست سنوات فقط ليبهر العالم كله بنصرسطره التاريخ بحروف من نور ، لقادر على ان يعيد الابهار مرة اخرى مستخدما نفس ذات السر وهو الوحدة على قلب رجل واحد في وطن واحد نحو هدف واحد حينها سيلبس الابناء امهم ثوبا لم تره الدنيا من قبل
وحينها سنستحق كلنا المكافأة لا العقوبة.
___________________________________