تلعب الاسرة دورا كبيرا في تنمية قدرات اطفالها على التعامل ابداعيا مع المشكلات. فعلى الاباء الذين يرغبون ان يكون ابناؤهم مبدعين في العلم والفن والادب ان يتبعوا اسلوبا معينا في تربية ابنائهم ولكن مع ذلك كثير من الاباء لايرغبون تنشئة او تكوين طفل مستقل ذاتيا لانه سوف يتساءل حول كثير من حقوق الاباء وتصرفاتهم .
ويزعم البعض ان جميع الاطفال الصغار مبدعون وان المدرسة هي التي تدمر هذه القدرة الطبيعية. ويذهب تورانس الى القول بان الزملاء والمدرسين يظهرون عدم قبول الطفل المبدع على اعتبار انه يمتلك افكار غريبة او غير مالوفة . ومع ذلك فان على المدرسين ان يكونوا اكثر تشجيعا لنمو الابداع في طلابهم .
ولقد ذكر عدد كبير من الطلاب الجامعيين انهم يذكرون ان كثيرا من مدرسيهم شجعوهم على الاعمال الابتكارية ولاصالة وذلك اكثر من أي جماعة اخرى بما في ذلك الاباء انفسهم وذلك على الرغم من معارضة الاباء ومجالس المدارس .
لقد قام ماك كينون بدراسة الموهبة الابداعية عند كبار المهندسين وعلى اساس من ترشيحات رجال الاختصاص والالمام بميدان الهندسة المعمارية .
دعا الباحث 40 مهندسا معماريا من اشهر المبدعين في الولايات المتحدة الامريكية لقضاء ثلاثة ايام في جامعة كاليفورنيا في باركلي وخلال فترة اقامتهم تمت ملاحظتهم وتقويمهم ومقابلتهم واختبارهم على كثير من المقاييس والاجهزة في كثير من السمات مثل الاهتمامات والاتجاهات والقيم والاداء العقلي والقدرات ومااشبه ذلك. وبالمثل تم اختيار مجموعتين اخريين من المهندسين الذين عرفوا بانهم اقل ابداعا وارسل اليهم اختبارات بالبريد في محل اقامتهم وكان يهدف من هذه الدراسة معرفة مدى ارتباظ سمات الشخص المبتكر مع بعضها البعض ومع السمات الاخرى ومقارنة الناس الاكثر ابداعا مع الناس الاقل ابداعا في هذه السمات ومحاولة معرفة الاسباب الت تؤدي الى الابتكار .
وكانت النتيجة التي وصل إليها البحث هي ان المبدعين يتمتعون بالشعور بالثقة في النفس اكثر من غير المبدعين..
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: متى نحن العرب نهتم بالابداع، ونحن نمتلك خيرات وفيرة من بترول وكبريت ووغيرها من الخيرات؟؟
الآن نحن في الوقت الحاضر بحاجة الى قفزة نوعية في الابداع لنضمن لاجيالنا القادمة حياة هانئة..
اتوجه الى كل المهتمين والتربويين والنفسين في الوطن العربي مناقشة هذا الموضوع ووضع الاسسس السليمة لتطويره
خدمة لاجيالنا اللاحقة، وأسأل الله التوفيق..