كتب – إبراهيم حلمي
الحواس ودورها في تعليم المكفوفين بصريا:
حاسة السمع :
الإنسان يستمد معلوماته من خلال حواسه بهذا الترتيب من الادنى إلى إلى الأعلى وهي التذوق والشم واللمس والبصر والسمع ومعنى ذلك أن المعلومات التي يكتسبها عن طريق السمع أكثر من التي يكتسبها لاعن طريق البصر وقد أكد الباحثون على أن الإنسان سمع أكثر مما يرى بمراحل كثيرة وهذا يؤكد على أهمية حاسة السمع وأنها تسبق حاسة البصر في الحصول على المعرفة , وأثبتت الدراسات أنه لا يوجد فرق بين قدرة الكفيف وقدرة المبصر على الإدراك السمعي ولكن يجب مراعات خصائص التعلم والموقف التعليمي والعلاقة بين قدرة الكفيف على الإستيعاب السمعي والتحصيل الأكاديمي علاقة قوية ومباشرة .
-تعتبر حاسة السمع من أنشطة الحواس عند الكفيف لإنه يعتمد عليها فهو يعتمد عليها في كل إدراكه لما حوله وكذلك في الحصول على معلومات عن الأشياء التي توجد في بيئته , كما أن الكفيف يستطيع تكوين صورة ذهنية عن الأحداث والمواقف المختلفة , كما تشير الدراسات إلى أن الكفيف يعتمد على الأذن في معرفة المسافة والإتجاه والمواقف المختلفة .كما تأكد على أهمية حاسة السمع وانها تسبق حاسة البصر في الحصول على المعرفة .
-لا توجد فروق بين قدرة الكفيف وقدرة المبصر في الإدراك السمعي ولكن يجب مراعات خصائص المتعلم والموقف التعليمي , كما أن العلاقة بين قدرة الطالب على الإستيعاب السمعي والتحصيل الأكاديمي علاقة قوية ومباشرة
-وترجع قوة حاسة السمع التي يتمتع بها الكفيف ترجع إلى أن هذه الحاسة تتطور بالتدريج وليس تلقائيا نظرا لغعتماده عليها لعدم توافر المراجع التي يحتاج إليها بطريقة برايل مما يجعلع يعتمد على الأشرطة المسجلة أو الأشخاص اآخرين الذين يقومون بقراءة كل ما يريد مما يؤدي إلى تطور حاسة السمع .
-وهناك مجموعة من الأفكار تساهم في تنمية مهارة الإستماع وهي : البدء بأصوات واضحة يبدو الفرق بين وجودها وعدم وجودها واضحا –إستخدام الدمى واآلات الموسيقية والأواني وتقديم أصوات مألوفة وتعزيز إهتمام الكفيف بالصوت وإعادت وتكرار الجمل واتباع التوجيعات اللفظية وإعادت وتكرار الإيقاعات الموسيقية .
والتدريب على حفظ واسترجاع الأغاني والقصص والتدريب على تصنيف الأشياء بعد تعلم اسمائها .
حاسة اللمس:
-تحتل حاسى اللمس المرتبة الثانية بعد حاسة السمع من حيث الأهمية في حياة الكفيف فهي تساعده على الإتصال بالعالم الخارجي وتمثل مصدرا مهما من مصادر إكتساب الخبرات وهي الوسيلة التي يعتمد عليها في الكتابة والقراءة من خلال ما كتبه بطريقة برايل .
-ويمكن الإعتماد على حاسة اللمس في الحصول على المعلومات عن العلاقة التي تربط الأشياء ببعضها وأوجه التاشبه والإختلاف بينها والمقارنة بين الأشياء , كما أن لها دور كبير في حياته الثقافية والإجتماعية والإقتصادية حيث أنها تصبح غالبا أساس النجاح الذي يحققه الكفيف في حياته وعند إجراء تنمية حاسة اللمس يجب الإهتمام بعمليتين أساسيتين وهما : الإدراك اللمسي وهي قدرة الطفل الكفيف على تفسير معلومات البيئة وإعطائها معنى والتي تتضمن الشكل والتركيب والصفة المميزة .
-التميز اللمسي : ويقصد به قدرة الطفل على تحديد التشابه والإختلاف بين مثيرين أو أكثلا من خلال حاسة اللمس , ويتم تنمية حاسة اللمس من خلال العمليات التالية :
1 تنممية المهارات الدقيقة بالإصابع من خلال التعامل مع الأشياء الدقيقة والصغيرة
2 تنمية مهارات التميز اللمسي : من خلال التدريب على إكتشاف العلاقة بين الجزء والكل والتميز بين الأشكال والسطوح المختلفة .
3 تنمية مهارة قلب الصفحات والتميز بين السطور والكلمات من خلال الفتدريب على تناول الكتب والكلمات البارزة والتنقل بين السطور .
حاسة الشم:
-تأتي حاسة الشم في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية للكفيف حيث يتمكن من خلالها على التعرف على البيئة التي يعيش فيها كما تمنحه القدرة على التميز بين الأفراد من خلال الروائح الطبيعية لأجسامهم أو من خلال العطور التي يستخدمونها كما تساعدهم على التميز بين الأماكن المختلفة من خلال روائح الأشجار والنباتات والمطاعم والصيدليات وغيرها من الروائح التي تتميز بها البيئة .
حاسة التذوق :
-تعتبر أحدى المداخل المهمة في تعليم الكفيف خبرات تتعلق بوظيفة التذوق مما يساعده على زيادة دائرة معارفه وخبراته عن البيئو التي يعيش فيها .
ونلاحظ أن حاستي الشم والتذوق متلازمتان وعند تطوير إحداهما يؤد ذلك إلى تطور الأخرى حيث يستخدمهما الكفيف في التعرف على الأطعمة وروائحها لذا ينبغي الإهتمام بتدريبهم على مهارة التميز بينها .
اآثار الحسية لكف البصر :
عند التعامل مع الكفيف على أساس علاقة مهنية أو إجتماعية يتسالأل المرء عن أثر كف البصر على حواس وتصرفات الكفيف وعلى مدركاته وتصوراته وأن أي محاولاتلتخيل أثر كف البصر بإغلاق العينين غير كافية للتعرف على أثر الكف الذي يحصل عند الولادة ويبدو مستحيلا على شخص مبصر أن يتعرف على معنى الكف الكامل سواء كان عند الولادة .
تنحصر فائدة السمع في التفاهم والمعلومات الشفوية أما تميز المساحة فتكون بواسطة اللمس وتقوم حواس ضبط الإتجاه بدور كبير فيه ولكن التميز بواسطة اللمس لا يكون له أثر جدي إلا إذا كان هناك إتصال مباشر بين الكفيف والشيء نفسه وهذا يحد من قيمة هذه الحاسة فهناك حواس لا يمكن لمسها مثل السحاب والأفق والشمس وهناك أشياء صغيرة يصعب لمسها كالحشرات والأزهار وكذلك الأشياء الكبيرة جدا مثل الجبال , وينبغي ان يكون من الواضح أن النظر أوقع من اللمس لإن العين مفتوحة دائما ومستعدة الإستقبال مختلف المؤثرات من العاالم الخارجي على حين أنه لا بد من اللمس عمليا لكي يحصل الشخص على بعضض الأفحار عن الشيء الملموس , فاللمس يسمح بتفهم صفات لا يستطيع النظر تميزها مثل القفل والحرارة وصفات السطح الخارجي , وتميز اللون خاصية بصرية نتيجة تأثر شبكية العين وعلى ذلك فالكفيف لا يمكنه تميز اللون برغم وجود بدائل عن الألوان أوحتها لهم الحواس الأخرى , فاللون الأزرق يرتبط بالسماء الزرقاء كما يمكن القول بأن الإدراك المكاني والمدركات والخبرات اللونية هي مناطق اففختلاف بين الكفيف والمبصر ,
-التحكم في البيئة أن يعرف بيئته ومكانه منها بسرعة وبمجرد النظر حوله بل الوسيلة هي ما يحصل عليه عن طريق السمع أو الشم أو اللمس وفي هذه الحالة تكون المعلومات التي يحصل عليها غير كافية وغير ذات قيمة بحيث تسمح لهم بالتحكم في بيئتهم فالطفل الكفيف لا يحبو نحو الأشياء لإنها لا تجذبه وفي مرحلة نموه يكون تعليمه بطيء لإنه لا يستطيع التقليد المبني على الإبصار ولذا فهو لا يستطيع مجارات الجماعة كما ان تصرفاتت الكفيف اليومية السهلة مثل تناول الطعام تتخذ عنده أشكالا مختلفة لإنه لا يستطيع التحكم فيها بنظره مما يؤدي إلى إجهاده العصبي وهناك مشكلتان خاصتان بوظائف الحواس وهما تعويض الحواس فقد يؤدي فقد البصر إلى زيادة الحواس الأخرى رغما بعض الأبحاث أظهرت عدم وجود فروق بين الكفيف والمبصر في حدت الحواس ,
-إن تفوق المكفوفين في التميز بين الأشياء عن طريق الشم يرجع إلى تتتدريب هذه الحاسة كوسيلة من وسائل تعرفهم على البيئة المحيطة بهم دون ان تكون هناك قدرة خاصة فائقة يتميزون بها عن االمبصرين وينطبق هذا المبدء على حاسة اللمس حيث ثبتلا دقة حاسة اللمس عند الكفيف وكذلك حسة السمع, أن التعويض الحسي ليس له وجود بين الكفيف والمبصرين وان المسألة تتوقف على مدى تدريب الحواس على عمل معين فالكفيف يكتب ويقرء بطريقة برايل وهي تعتمد على التميز بالمس ب
وعن طريق حاسة السمع يمكن للكفيف أن يتعلم كيف يزن شخصية الفرد الذي يقف أمامه وعن طريق تجارب واسعة يمكنه أن ي يعلم لهجة الصوت التي تصاحب الحالة النفسية المتعلقة بمختلف بدرجات العواطف فيتوقف إلى حد كبير على ذكائه وخبرته ومقدار تجاربه في الإحتكاك بالناس كما أنه يستيع التميز بين الطيور بمجرد سماع صوتها وبين الأشجار بمجرد سماع صوت مرور النسيم خلال أوراقها كما يمكنه الإستمتاع بسماع الموسيقا.
الإدراك الحسي :
يعني تفسير التنبيهات الحسية التي تستقبلها أعضاء الحس المختلفة وإضفاء معنى عليها وفقا لخبرة الفرد السابقة لهذه التنبيهات وتبدء عملية افدراك الحسي بمصدر تنبيه من خلال الطاقة التي تؤثر على الخلايا الحسية التي تستقبل ذلك التنبيه والتي تختلف من حاسة غلى أخرى حيث تتأثر حاسة البصر بالموجات الضوءية وتتأثر حاسة السمع بالموجات الصوتية وتتأثر حاسة الشم والتذوق بالمواد الكميائية بينما تتأثر خلايا الجلد بالضغط وميكانيكية الحركة ثم تقوم الخلايا الحسية بعد ذلك بتحويل هذه التنبيهات إلى نبضات عصبية يتم نقلها عن طريق الخلايا العصبية إلى المراكز العصبية في المخ حيث تتم فيها المعالجة الإدراكية كما يحدث الإدراك الحسي بقدر معين من الطاقة التنبيهية يطلق عليها العتبة المطلقة وهي أدنا قدر من الطاقة الازمة بتنبيه عضو حسي معين لدى الفرد .
-وإدراك الكفيف للإشياء يعتمد على استخدامه لحواس أخرى مثل حاسة السمع أو اللمس ولذا فإن المكفوفين يعانون من نقص الخبرات التي يحصلون عليها واليد عند الكفيفلا عضو مستقبل ومصدر في نفس الوقت ولذا فإن تدريب اليد له أهمية كبيرة بالنسبة للكفيف حيث تتجمع أدوات البحث والإكتشاف الأشياء عند الكفيف في اليد وهكذا تؤثر اليد في الحياة الإجتماعية والإقتصادية تأثيرا جوهريا وتلعب دورا رئيسي في إكتشاف الكفيف من حوله وإدراك الأحجام والأشكال والتميز بواسطة اللمس لا يكون له اثر فعال غلا إذا كان هناك إتصال مباشر بين الكفيف والشيء نفسه وقد يحد من قيمة هذه الحاسة وجود أشياء يصعب لمسها مثل الأشياء كبيرة الحجم مثل الجبال والأشجار أو صغيرة الحجم مثل الحشرات,