كتب – إبراهيم حلمي
الإحساس لدى المكفوفين:
إستراتجية التدريب الحسي لدا المكفوفين:
ماهية التدريب الحسي :
تعتبر التدريبات الحسية أساس مهما من الأسس العلمية والتربوية والتعليمية للمكفوفين , فمن خلال هذه التدريبات تهيء كل حاسة لتقوم بوظيفتها في تلقي المثيرات الخارجية المختلفة وتقوم هذه الطريقة على استخدام حواس التلميذ كوسيلة طبيعية في تدريب عقله على ممارسة العمليات العقلية من إنتباه وإدراك وتعرف وتصور وتذكر والتعبيرات بإنواعها بقصد إستنباط المعرفة واستخدامها في حياته اليومية .
فالتلميذ حينما يمارس فنونه وألعابه إنما يستخدم خبراته ومدركاته الحسية في إكتساب خبرات ومدركات جمالية جديدة تنتج من إتحاد الخبرة الجمالية مع العملية الإدراكية الحسية , .
أهمية التدريبات الحسيى:
إن التدريبات الحسية المنهجية يستطيع بها الكفيف إستكشاف ما يلي :
مواد متنوعة في الطبيعة مثل الورق والخشب والحديد والأقمشة والسوائل –أشكال متنوعة مثل المكعبات والزهور والدوائر والمسلسات –إختلاف صلابة الأشياء فيستطيع التفريق بين الرخوة واللينة والصلبة كما يستطيع التميز بين أشياء مختلفة الملمس كالناعم والخشن والغائر والبارز , ويميز بين إختلاف المذاق والرائحة وبين إختلاف الأصوات والوضع والحركة والسرعة .
كلما كان الكفيف قادرا على الحكم السليم على خواص الأشياء المحسوسة التي يعرفها فهو يستطيع تصنيفها في مجموعات وفقا للونها او شكلها أو حجمها أو وضعها أو إتجاهاتها في المكان , كما أن تشكيل الكفيف لبعض خامات البيئية مثل الصلصال أو العجين أوة الورق أو بعض المواد الغزائية يساعده على استكشاف بعض خواص الأشياء .
أهداف التدريبات الحسية :
-إدراك الكفيف للخبرات الحسية ومن ثم تكوين المفاهيم المجردة مثل المفاهيم الفنية كالشكل والملمس والوحدة والإتزان والتدريب على توظيف هذه المفاهيم في الحياة اليومية في التربية الفنية من خلال الأنشطة .
-تنمية القدرة على التركيز والتميز والمقارنة بين ما هو متابه وغيبر متشابه.
-المساهمة في تحقيق التكيف النفسي والإجتماعي للكفيف إذ تعتبر تلك التدريبات تهيئة نفسية وإعداد إجتماعي لتلقي المعرفة وتوظيفها وصولا لتحقيق الإندماج في المجتمع المحيط .
-تنمية المهارات الحركية والعضلية والتوافق العضلي الحركي للكفيف.
-مساعدة الكفيف على التفكير وتنمية الإدراك الحسي الذي يتميز به الكفيف في هذه المرحلة من حياته.
-تنمية مهارة الإنتباه والتركيز وتنمنية مهارة الإسترجاع والتذكر .
-إكساب الكفيف القدرة على فهم بعض المفاهيم الفنية .
-تنمية مهارة التصنيف والترتيب والتنظيم .
-تنمية القدرة على التفكير وحل المشكلات .
-تنمية إدراك التلميذ بالعلاقة بين الكلمة ومعناها .
تفعيل الرؤية المتبقية وفقا لما يلي :
1- تحديد مستوى الأداء البصري وتحديد القدرة على رؤية الضوء والأجسام المتحركة وإدراك الأشكال والأجسام والصور والرموز .
2- تطوير المخزون البصري ضمن خطة يقدم من خلالها أنشطة يتم التركيز فيها على تتابع الإثارة البصرية .
3-تنمية إهتمامات الكفيف في تبني مواقف غيجابية من التدريب على الرؤية وإتاحة فرص الإستمتاع بالرؤية .
4-تقديم التعزيز المناسب لكافو الإنشطة البصرية وتبقديم الدعم المتواصل لها .
معاير إختيار أساليب التدريب الحسي :
المعيار الأول: طبعة المعرفة : وتتمثل في نوعية المعرفة ذاتها التي يهتم بها الكفيف ويقبلون على تعلمها من خلال الواقع الذي يعيشون فيه مثل "لون الأشياء , حجمها , شكلها , ملمسها , قربها , بعدها , وزنها , قياسسها".
المعيار الثاني: إستعدادات واحتياجات التلاميذ المكفوفين: وهي استعدادات التلاميذ المكفوفين التي زودتهم بها الطبيعة ليحصلوا بها على أساسيات المعرفة من خلال الحواس المتبقية لديهم التي يتم تنميتها بالتدريب الحسي .
وأهم إحتياجات الكفيف في الجانب الحركي أو المهاري :
1 الحاجة إلى تنمية المهارة اليدوية والفنية وممارسة العمل اليدوي ليشعر بقيمة النجاح ويدعم ثقته بنفسه .
2 الحاجة إلى المساعدة على تتنمية المفاهيم وخاصة المجردة من خلال تنوع طرق تناول المفهوم ومراعات مدخل تعدد الحواس يتيسر عليه إدراكها واستيعابها .
3 الحاجة إلى تنمية المفاهيم بصورة وظيفية حتى يستطيع إستخدامها في حل المشكلات والمواقف التي تواجهه .
4 الحاجة إلى ممارسة أنشطة عملية وفنية وتعليمية بماا يتوافق مع حاجاته واستعداداته وبما يتيح تنمية قدراته على التخيل والإبداع.
المعيار الثالث : المثيرات البيئية :
وهي التي توجد في البيئة المحيطوة كدوافع التعلم فالعملية التعليمية ما هي إلا علاقة متبادلة بين الإنسان وتالبيئة المحيطة به وهناك مصدران رئيسيان لإستثارة المدركات الحسية وهما :
1 الطبيعة كمصدر مثير للحواس لا ينضب تترجم كل مقوماته غلى أهداف تشكيلية لكل مراحل العمر المختلفة لا .
2 التراث : باعتباره خلاصة التجارب البشرية ومصدرا مهما من المصادر لإنه يوضح التراز والأنماط والأساليب الفنية المختلفة على مر العصور , فالطبيعة من العوامل الرئيسية التي تشكل عادات الكفيف وسلوكياته وعلاقاته , وتأثر في تذوقاته من هلال ادرام كثير من الحقائق والخبرات المختلفة بشكل طبيعي وبطرق حسية تأهلهم إلى التعرف والإندماج في البيئة المحيطة .
خطوات التدريب الحسي وتنمية مهارات الكفيف:
إذا كانت الخبرات التي تقدمها البيئة داخل وخارج نطاقها وحدودها وإذا كانت الخبرة هي مجموعة من العمليات العقلية التي ينبغي أن يمارسها الكفيف أثناء إكتسابه المهارات والقواعد ا السلوكية المرتبطة بمفاهيم الفنية والأفكار وأن ذلك يتم من خلال ممارسة الكفيف للعمليات العقلية المختلفة :
1 الإنتباه : وملاحظة الأشياء للتعرف على سماتها الحسية باللون وملمس وشكل وحجم ووزن .
2 مقارنة الأشياء والتميز بين أوجه الشبه والإختلاف من خلال اللمس .
3 إكتشاف السمة المشتركة بين الأشياء وتسميتها لعمل مجموهات ذات سمة واحدة مثل لونها اخضر , ملمسها لاناعم , شكلها مستدير .
4 إدراك التلميذ مظهر الإختلاف بين الأشياء في سمة واحدة مثل أكبر من أصغر من , أوسع من , أعمق من , .
5 إكتشاف عامل الإختلاف بين الأشياء بإقامة علاقات مختلفة مثل علاقة التطابق والتناظر , التسلسل , حسب السمة سوااء في الشكل والجسم , درحة اللون .
6 الكشف عن فوائد الأشياء واستخداماتها, الكشف عن أضرار الأشياء.
7 إيجاد خصائص بعض الأشخاص غير معروفة .
8 الملاحظة والإستنتاج وضبط المتغيرات والقياس وذلك بتوجيه المعلمين للقيام بإجراء تلك العمليات .
النمو الحسي وأهمية الحواس لدى المكفوفين بصريا:
يعتمد الكفيف على حواسه المتبقية في إدراك البيئة التي يعيش فيها حيث تمثل الحواس القنوات والأدوات التي يستطيع من خلالها الحصول على المعرفة كما ان المكفوفين يشتركون مع غيرهم من المبصرين في بعض الخصائث إلا أن بعض الخصائص التي ييتميز بها الكفيف من تأثير كف البصر الذي يعمل على نمو بعض القدرات الأخرى لديهم وقد شاع الإعتقاد بخاصية تعويض الحواس في المراحل المبكرة بمعنى تفوق الكفيف على غيره من المبصرين في حدة بقيت الحواس وهذا تعويض له عما فقده وظل هذا سائدا حتى أثبتت معظم الدراسات على أن التعويض الحسي لا وجود له وأن الزيادة الملحوظة في حدت الحواس لديه ترجع إلى إستخدامه لحواسه بطريقة أفضل فهو يعتمد عليها إعتماد كليا .
-تأكد العديد من الدراسات أن نسبة ما يتذكره الفرد مما سبق أن تعلمه تختلف باختلاف الحواس التي دخلت من خلالها الرسالة , كما أنه كلما زاد إشتراك الحواس كلما كان التدريس أنجح وأكثر فاعلية وأدى إلى حدوث تعلم أكثر جودة وإلى نسبة تذكر أعلى .