كتب - إبراهيم حلمي
الخصائص النفسية والإنفعالية:
-إن نظرة الشخص الكفيف لذاته والمشاعر التي يشعر بها تعتمد إلى حد كبير على المشاعر والإتجاهات التي يعتنقها الآخرون نحوه وخاصة الأشخاص الذين يمثلون أهمية في حياة الفرد ومن ثم يسهم الأقارب والمعلمون والوالدان والجيران في تشكيل صورة الكفيف عن ذاته .
-إن الكفيف يشعر بأن إعاقته تحجب عن الآخرين تمييز ما يتمتع به الكفيف من قدرات إيجابية كما أن الإعاقة تنعكس على جميع العلاقات التي يرغب الكفيف في المشاركة فيها .
-خوف الطفل الكفيف من المراقبة المستمرة من الآخرين وأنهم متيقزون لأخطائه مما يجعله أكثر تعرض للإجهاد النفسي والشعور بالتوتر وعدم الأمن.
-الشعور بالنقص الناتج عن عدم قدرة الكفيف على منافسة أقرانه المبصرين.
-عدم تمتعهم بالإتزان الأنفعالي مما يولد لديهم مخاوف وهمية مبالغ فيها.
-سيادة مظاهر السلوك الإنفعالي وأبرزها الإنكار والتعويض والإسقاط والأفعال العكسية والتبرير.
-الإنطواء والعزلة والميول الإنسحابية وعدم القدرة على التفاعل الوجداني ومشاعر الإنقباض والسلوك العدواني والقلق والخوف من المجهول .
-لا يختلف النمو النفسي للمعاق بصريا عن غيره من المبصرين إلا أن الكفيف لا يواجه صعوبات إنفعالية متميزة عن المبصرين كما أن الإضطرابات الإنفعالية التي يتعرض لها الكفيف هي ذاتها التي يتعرض لها المبصر مع الفرق في الدرجة وذلك بحكم الضغوط التي يتعرض لها الكفيف وتلعب التنشئة الاجتماعية للكفيف دوراً كبيراً في تحديد مفهومه لذاته ودرجة توافقه النفسي كما أنه أكثر عرضة للقلق خاصة في مرحلة المراهقة نتيجة لعدم وضوح مستقبله المهني والإجتماعي ونتيجة للصعوبات التي تواجهه في تحقيق الإستقلالية .
· وهناك خصائص تميز المكفوفين عن غيرهم من المبصرين وتساعد المعرفة بها على إتخاذ القرارات التعليمية والتربوية الملائمة لهم والتي تساعد في إشباع إحتياجاتهم ومنها :
- الجوانب الإنفعالية والإجتماعية والكلامية واللغوية والعقلية
خصائص المكفوفين التي قدمها السرطاوي في بحث أجراه في جامعة الملك سعود :
- الإعتماد على الآخرين—الرغبة في تحقيق النجاح –الطموح—الحساسية الزائدة—الشعور بالنقص—سرعة البديهة—الهدوء—الإنطواء والإنسحاب—المثابرة وكثرة الإسئلة—اليقظة والإنتماء—التصميم والإصرار—سرعة التعلم—عدم مشاركة الآخرين—حب العمل.
السمات الفردية للتلاميذ المكفوفين :
تتحدد الشخصية بالعوامل الفسيلوجية والإجتماعية وتتأثر بنشاط الأعضاء وكماله , وتشير مديحة حسن عبد الرحمن إلى أن القصور البصري لدى الكفيف قد ينشء عنه إختلاف في أنماط سلوكه كما يجعله في مستوى الخبرات التي يحصلها عن العالم الذي يعيش فيه دون مستوى البصر فهو بحكم هذا القصور لا يدرك إلا الأشياء والإحساسات التي تأتيه عن طريق الحواس التي يملكها .
وقد حدد كارل متجلز نقل عن محمد فتحي أثر فقدانن البصر على الشخصية في خمس نقاط هي :
1 التأثير على نمو العمليات العقلية العليى كالتصور والتخيل وهي تلك العمليات التي تعتمد على حاسة البصر .
2 التأثير في قدرة الشخص على الإستثارة والتفاعل الوجداني وهي عمليات تعتمد على رؤية الحركة والإستمتاع بالمشاهدة .
3 عدم القدرة على الحركة بحرية مما يطبع حياته بدرجات متعاوتة من الإتجاهات الطفلية والنزعة الإتكالية .
4 القصور في إدراك الكفيف لبيئته وإمكانياتها مما يجعل تكيفه منحصر في إطار ضيق. ويؤدي به إلى عدم الشعور بالأمن والعزلة والإنطواء.
5 يشير عبد السلام عبد الغفار إلى أن من أهم العوامل التي تؤثر في شخصية الكفيف هي طبيعة ومدى الخبرات التي يكتسبها وقدرته على التفاعل في البيئة والسيطرة على الذات والبيئة فالقصور فيهما يحد من قدرته على تهيأة فرص الملاحظة والخبرة لنفسه مما يترك أثر كبير على أمكانية إدراك العلاقات القائمة على الشكل والحجم والوضع في الفراغ كما تؤثر بيئة الكفيف في بناء شخصيته سلبا وايجابا.
وهذا ما يؤكده لطفي بركات حيث يرى أن دور البيئة في بناء شخصية الكفيف هو دور يتراوح بين المواقف التي تغلب عليها سمات المساعدة والمعاونة المصحوة بالإشفاق وبين المواقف التي يغلب عليها سمات الإهمال ويترتب على هذه المواقف المتباينة إيزاء الكفيف ردود أفعال تصدر عنه قد تكون ملالائمة أو غير ملائمة.
ومن أهم ما يتمتع الكفيف في مرحلة المراهقة الخيال الخصب والإهتمام ببع ض الفنون مثل الرسم أو كتابة القصة لذا فعلى المربين في هذه المرحلة جذب المكفوفين إليهم وإلى الحياة الواقعية وان يتوجهوا إليهم بالتوجيه الذي لا يقلل من شأن إنتاجهم ويحفزهم على الإجادة حتى يصدر منهم الفنان والشتعر والأديب.