كتب – إبراهيم حلمي

 

دور الإعلام في خدمة المكفوفين:

لقد تضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في عام 1948 مواد مهمة تؤكد على الحق في الإتصال أي حق أي فرد في المجتمع في أن يعرف ويعلم كل شيء يدور من حوله وكذلك حقه في أن يعلم عنه الآخرين, ومن ثم ارسا  الحق في الإتصال دعائم جديدة تسير عليها جميع وسائل الإعلام تحتم عليها عدم إستبعاد أي فئة في المجتمع من دائرة إهتمامها, وإذا كانت فئات المعاقين قد عانت صنوفا من الرفض وعدم الرعاية في العصور القديمة في ظل غياب القوانين التي تحمي حقوقهم وتضاؤل دور المؤسسات المسؤولة عن رعايتهم والذي إنعكس بالتالي على أداء وسائل الإعلام حيث فرضت على المعاقين عزلة إعلامية أو إتجهت لتصويرهم على أنهم أشخاص غير فاعلين في المجتمع ومثّل ذلك الطور الأول لعلاقة المكفوفين بوسائل الإعلام ولكن مع مرور السنين ونمو الوعي في المجتمع العالمي بأهمية دور المكفوفين والدعوة لمشاركتهم في المجتمع مع سن القوانين التي تحمي حقوقهم وتعاظم دور المؤسسات المسؤولة عن رعايتهم أدى ذلك إلى تحول في أدوار وسائل الإعلام تجاه المكفوفين والذي مثل مرحلة نضج علاقة المكفوفين بوسائل الإعلام .

 

وهناك آراء مختلفة حول مسؤوليات وواجبات وسائل الإعلام تجاه المعاقين منها:

على وسائل الإعلام القيام بإلتزماتها تجاه الفئات الخاصة في إطار المسؤولية الإجتماعية للتعرف على مشكلاتهم وقضاياهم وكيفية حلها بطرق علمية ميسرة, وضرورة مراعاة أخلاقيات الممارسة الإعلامية من الصدق والموضوعية والدقة وتقديم صورة صحيحة وصادقة ممثلة لهذه الفئة, وتصحيح إتجاهات المجتمع نحو الإعاقة والمعوقين, وتكريم المعاق وزيادة الإهتمام به كعضو مهم في المجتمع, وتنقية وسائل الإعلام من الأعمال التي تتضمن الإستخفاف بهم ([1]).

وعلى الرغم من التأكيد على الدور المهم الذي ينبغي على وسائل الإعلام أن تؤديه لخدمة ذوي الإحتياجات الخاصة إلا أن الدراسات أوضحت أن وسائل الإعلام لم تنهض بتحمل مسؤوليتها تجاه تلك الفئة ولم تلعب الدور المطالبة بالقيام به حيث يلاحظ أن ممارسة وسائل الإعلام تجاه ذوي الإحتياجات الخاصة لم تكن متساوية مع ممارستها تجاه بقية قطاعات المجتمع وذلك لاختلاف الرسالة المقدمة للجمهور العام عن تلك التي تقدم لذوي الإحتياجات الخاصة كما أن المجتمع لم يقدم الإهتمام اللازم لهذه الفئة إلا بعد أن أطلقت الأمم المتحدة عام 1981 عام دولي للمعاقين, كما أكدت توصيات وقرارات المؤتمرات العالمية على حق ذوي الإحتياجات الخاصة في أن يتمتعوا بكافة الحقوق التي يتمتع بها أقرانهم ([2]).

 



[1] - عزة مصطفى الكحكي, إتجاهات ذوي الإحتياجات الخاصة نحو معالجة قضاياهم والدراما التي يقدمها التلفزيون التلفزيون المصري وعلاقتها بمفهوم الذات لديهم. , ص 287.

[2] - محمد معوض إبراهيم وآخرون , الإتجاهات الحديثة في إعلام الطفل وذوي الإحتياجات الخاصة , (القاهرة : دار الكتاب الحديث , 2006)  ص 266.

المصدر: المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة DAESN
Daesn

www.daesn.org

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 1964 مشاهدة

عالم الكفيف

Daesn
رؤية المؤسسة تفعيلا للقرارات الرشيدة من قبل الحكومة المصرية مثل قرار الدمج والتصديق على اتفاقية حقوق المعاقين، رأت المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة أن تقوم بدور فاعل في مجال التنمية المجتمعية وذلك بدعم وتمكين ورعاية المعاقين بصريا في شتى مناحي الحياة منذ نعومة الأظفار وحتى الدخول في مجالات العمل »

ابحث

تسجيل الدخول

DAESN

من نحن :

المؤسسة التنموية لتمكين ذوي لاحتياجات الخاصة مؤسسة أهلية مشهرة برقم 1277 لسنة 2008.
تهتم المؤسسة بتمكين  المكفوفين و دمجهم في المجتمع بشكل فعال يرتكز العمل داخل المؤسسة علي مدربين وموظفين مكفوفين وتعد هذه من نقاط القوة الاساسية  لمؤسستنا.

رسالتنا :

تعمل المؤسسة جاهدة لتمكين المكفوفين وتأهيلهم لسوق العمل المرتكز علي مفهوم الحقوق و الواجبات لتحقيق العدالة الاجتماعية بين كافة شرائح المجتمع.

رؤيتنا :

تحقيق العدالة الاجتماعية المركزة علي مفهوم الحقوق و الواجبات لذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم مع كافة شرائح المجتمع.