كلمة أ.د./ جنات السمالوطي
في الحفل الختامي
مشروع تطوير كوادر ومهارات المكفوفين بمحافظات القاهرة الكبرى
فندق الكونراد – الثلاثاء 13 سبتمبر 2011
السيدات و السادة - الحضور الكريم
اسمحوا لي في البداية حديثي باسم" مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية" أن أرحب بحضرتكم جميعا في هذا الحفل الختامي الذي يقام بمناسبة تخرج الدفعة الأخيرة من مشروع تأهيل المكفوفين و الذي تنفذه المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة بتمويل من كل من مؤسسة ساويرس و أوراسكوم تيليكوم و بالتعاون مع برنامج الدمج الألماني.
و يمثل هذا المشروع ولاشك نموذجا رائعا للشراكة الناجحة بين القطاع الخاص و مؤسسات المجتمع المدني من منطلق الالتزام الواعي بالمسئولية الاجتماعية تجاه مشكلات و قضايا التنمية البشرية في مجتمعنا، والإيمان العميق بدور شركاء التنمية في مساندة جهود الدولة لتحقيق الغاية الأساسية من عملية التنمية ألا و هي تمكين الناس من خلال الاستثمار في تنمية قدراتهم ومهاراتهم و توسيع الفرص أمام الجميع للمشاركة الحقيقية الفاعلة في حركة تطور و تقدم هذا المجتمع.
وفي هذا الخصوص يتميز هذا المشروع الرائد حيث يستهدف فئة مهمة من ذوي الاحتياجات الخاصة هي فئة المكفوفين. وهي شريحة من المجتمع مازالت تستحق منا المزيد من الرعاية و الاهتمام ، حيث يقوم المشروع على تدريب 260 شاب و شابة على استخدام طرق و مهارات الاتصال الحديث باستخدام الكمبيوتر و الانترنت بما يؤهلهم للعمل في المجالات الإدارية و التسويقية المختلفة و يفتح أمامهم فرص حقيقية للإنتاج و التواصل و الاندماج في حركة نشاط المجتمع (و سوف نستمع من القائمين على المشروع لمزيد من التفصيلات و لعرض تجارب ناجحة).
و لعلني أجدها اليوم فرصة مناسبة لإبراز الدور الرائد الذي تقوم به مؤسسة ساويرس كجهة وطنية مانحة في مجالات التنمية الأكثر إلحاحا في مجتمعنا و على رأسها: مجالات الصحة والتعليم والتدريب وخلق فرص عمل بالإضافة إلى رفع المعاناة عن محدودي الدخل والفئات الاجتماعية الضعيفة و المهمشة من خلال مشروعات تنمية المجتمع المحلي في محافظات مصر المختلفة.
و لقد توالت المشروعات الناجحة للمؤسسة على مدى العشر سنوات الماضية منذ إنشائها في اكتوبر 2001 و تحققت انجازات هامة في مختلف مجالات التنمية الاجتماعية بفضل العمل الجاد و الجهد المخلص والتعاون البناء مع مختلف الشركاء في الحكومة و القطاع الخاص والمجتمع المدني.
و لقد أثبتت التجارب الواقعية أن تحقيق أية انجازات ملموسة على ارض الواقع ماله أن يتم دون مثل هذه الشراكات الجادة و المبادرات المبتكرة.
و تغطي مشروعات المؤسسة ألان 22 محافظة من محافظات مصر في الوجهين القبلي و البحري بما في ذلك المحافظات النائية كسيناء و الوادي الجديد، بخلاف برامج المنح الدراسية التي يفوز بها أبناء مصر المتفوقين علميا للدراسة في اكبر جامعات العالم في الولايات المتحدة وألمانيا وانجلترا .... وأيضا في الجامعات و المعاهد الفنية المتميزة داخل مصر مثل الجامعة البريطانية و معهد الدون بوسكو.
وإيمانا بأهمية إزكاء روح المنافسة و الاحتفاء بالتفوق و التميز يعتمد منهج عمل بالمؤسسة على تنظيم المسابقات سواء بالنسبة لمشروعات التدريب و خلق فرص عمل ، أو بالنسبة برامج المنح الدراسية ، كذلك بالنسبة لجوائز ساويرس الثقافية التي تمنح كل عام في فروع الأدب المختلفة لكبار و شباب الأدباء.
و بالنسبة لمشروع تأهيل المكفوفين بوجه خاص ، نحن سعداء و فخورين بما حققه هذا المشروع المتميز من نجاح، و انتهز هذه الفرصة لأعبر عن خالص تقديري لجهود كافة الشركاء و لفريق العمل القائم على هذا المشروع .. هذه الجهود التي جاءت عن إيمان حقيقي بقضية إدماج ذوي الإعاقة في نشاط المجتمع.
كذلك انتهز هذه الفرصة للإعلان عن أن هذه الاحتفالية التي تقام بمناسبة تخرج الدفعة الأخيرة من المتدربين لن تمثل المرحلة النهائية من هذا المشروع حيث تدرس مؤسسة ساويرس حاليا مقترح بإضافة مكون جديد يتمثل في إنشاء معمل للغة الانجليزية يساعد في استكمال المهارات التي يحتاجها هؤلاء المتدربين للانخراط في سوق العمل بأعلى درجات الكفاءة.
و في ختام كلمتي أتوجه بالتهنئة لخريجي هذا المشروع و أتمنى لهم كل التوفيق و أن تتاح لهم فرص جديدة لحياة عملية و إنسانية أكثر ثراء.
ووفقنا الله و السلام عليكم.....