برهن ان الاصرار والعزيمة لا يقف امامهم عائق حتى وان كان صاحب احتياجات خاصة. لذلك قام بالابداع وحل مشكلة متعارف عليها في عالم الجوال. بحيث انه من المعروف بين مستخدمي الهاتف الجوال، أن تلف معالج "بروسيسور" الهاتف يعني نهاية عمر الجهاز، وهي العبارة التي دائمًا يرددها أصحاب محلات الصيانة.
الطالب الكفيف رجب رضا
لكنها لم تقنع رجب رضا طالب المرحلة الثانوية المصري الكفيف، فقرر، رغم إعاقته، محاولة فك شفرة هذا المعالج والتغلُّب عليه، فاكتشف بعد شهور من البحث أن إصلاح المعالج يتم عن طريق مواد تتكلف أكثر من ستمائة جنيه (100 دولار)، لذا يرفض أصحاب محلات الصيانة إصلاح الهواتف المصابة بهذا النوع من الأعطال، لارتفاع التكلفة.
وبدأ التحدي بعد أن تعطَّل هاتف رضا الذي قرر حينئذٍ أن يحصل على عدة دورات في مجال صيانة الهاتف ليفك لغز المعالج. وبعد إجراء عدة تجارب استمرَّت عامًا ونصفًا، استطاع أن يصل إلى مواد كيميائية لا تكلِّف إلا عدة جنيهات، متغلبًا باستخدامها على مشكلات المعالج.
وكانت أولى تجاربه العملية هي شراء هاتفٍ تلف معالجه بمبلغ 30 جنيهًا (5 دولارات) وإصلاحه ليستخدمه بعد ذلك وكأنه لم يصبه عطلٌ. ورغم دراسة رضا الأدبية الإجبارية، كما يقول، فإنه يعشق البحث العلمي وتجاربه، ويحلم بتعدُّد المراكز والجهات التي تشجِّع صغار الباحثين وتتبنَّى مواهبهم.
وخلال أحد المعارض التي تم تنظيمها مؤخرًا برعاية جامعة الدول العربية، استطاع رجب أن يُبهر الزوار بقدرته على التعامل مع جهاز الجوال وتسجيل أرقام ضيوف المعرض، الذين التفوا حوله للتعرُّف إليه وإلى قدرته الخاصة على التمييز بين أنواع الـ"بوردات" المختلفة والقدرة على تحديد نسب المواد الكيميائية التي يستخدمها في إصلاح المعالج.
وحصل رضا من قبل على جائزة معرض العلوم والهندسة على مستوى المدارس المصرية، والذي عُقد في مدينة مبارك للعلوم، عن بحثه في مجال صيانة الهاتف المحمول.