authentication required

 براءة اختراع قطري يسهل للمكفوفين إجراء العمليات الهندسية والحسابية

كشفت إدارة معهد النور للمكفوفين بفندق شرق عن حصول المعهد على براءة اختراع لنجاحه في ابتكار وسائل تكنولوجية متطورة من شأنها تعويض الكفيف ما حرم منه، وتيسر له إجراء العمليات الهندسية والحسابية بطريقة "برايل". وأكدت المختبرات العالمية سلامة الاختراعات وتوقعت أن تؤدي الأهداف التي اخترعت من أجلها.

وقال الدكتور سيف الحجري المشرف العام على المعهد في كلمة بورشة التكنولوجيا المساعدة لذوي الإعاقة البصرية، ألقاها نيابة عنه خالد الشعيبي مدير العلاقات العامة: إن المساواة بين الكفيف والمبصر لا تتم إلا بالبحث عملياً عن أدوات من شأن توفيرها "تحسين الحياة لتلك الفئة".

وتشمل الاختراعات التي قدمها المعهد تطوير "معلم برايل" وإتاحة الوسيلة بطريقة سهلة وميسرة لكل من الكفيف والمبصر، "علما أن الأمر لا يستغرق سوى دقيقتين للتعرف على الطريقة وأقل من أسبوع لإجادتها".

وابتكر المعهد وسيلة "البيان" التي تعد "أداة بالغة الدقة" وتمثل وسيلتين في واحدة؛ حيث تتعلق الأولى بالهندسة التحليلية والمحورين السيني والصادي، بينما تمكن الثانية من "تمثيل البيانات الإحصائية باستخدام أشهر الطرق وهي التمثيل بالأعمدة والتمثيل بالمضلع التكراري والمنحنى التكراري..".

كما قام المعهد باختراع لوحة المكعبات القطرية التي "تعد انتصارا على تحدٍ واجه الكفيف للقيام بالعمليات الحسابية"، إضافة إلى اختراع وسيلة متطورة تمكن الكفيف من التعامل مع المفاهيم الهندسية ومعالجة الأشكال الهندسية رسما وقياسا بنسبة 98 %.

من جانبها، اعتبرت حياة خليل المدير العام للمعهد أن استخدام التكنولوجيا الحديثة جعل الكفيف يتمكن من التعلم بطريقة غير معقدة، تماماً كما هو حال المبصر. وأكدت أن المعهد حريص على التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية التي ترعى الأسبوع الخليجي الخامس لذوي الإعاقة، والجمعية الخليجية لذوي الإعاقة، وباقي المؤسسات الوطنية والجهات الأجنبية ذات العلاقة، للرفع من كفاءة الكفيف وتدريبه على التقنية الحديثة.

وبينت أن المعهد يوفر لطلابه أحدث الوسائل التقنية المساعدة على التعلم، والتي لا توجد إلا في مؤسسات نادرة على مستوى العالم، إضافة إلى وجود برامج ناطقة "تمكن إضافتها إلى الجوالات، وأجهزة تساعد على القوة البصرية المتبقية".

وقال خالد الشعيبي مدير العلاقات العامة بالمعهد: إن الوسائل التي ابتكرها المعهد تلقى طلبا عالميا ومحليا نظرا لبساطة وسلامة استخدامها، حيث تعمل بطريقة اللمس ولا تحتاج لوجود الكهرباء. وكشف عن طلب الجمعيات الخيرية كميات كبيرة من تلك الأجهزة لمساعدة المكفوفين في فلسطين.

وشدد على أن المعهد لا يكتفي بتوفير الأجهزة التكنولوجية لطلابه من القطريين والمقيمين الذين ينتمون إلى 28 جنسية، إنما يعمل أيضا على مساعدة المكفوفين في اليمن وفي السودان وأماكن كثيرة من العالم.

وكشفت إدارة المعهد عن قرب الانتقال للمبنى الجديد الذي انتهى تشييده وصمم على أن يلبي مرافقه جميع احتياجات المكفوفين.

وأشادت تدخلات المشاركين بدور المعهد في دمج المعاقين بصريا وتمكينهم من متابعة التعليم. وقالت مريم الدفع، أول كفيفة قطرية تتابع دراساتها العليا في بريطانيا: إن خدمات المعهد قلصت الفوارق التي كانت بين المبصر والكفيف سابقا.

وتحدث الأستاذ محمد جعجع لـ "العرب" عن تجربته في تدريس الرياضيات والعلوم للمكفوفين "بما تحمله من ثراء نظرا لبعدها الإنساني العميق، حيث تشعر بأنك تبني إنسانا". وأضاف أن تعليم المعاق بصريا يمثل تحديات كبيرة للمدرس تجعل الأخير يبذل جهدا مضنياً لكنه ممتع في الوقت ذاته "ودائما ما يفضي إلى ابتكارات في مجال التعليم".

وعرض الكفيف عبدالمحسن جهاز "برونتو" الذي "يجعل الكفيف كما لو كان مبصرا". وقال إن الجهاز يمكنه من تصفح الإنترنت واستخدام جميع برامج الحاسوب وقراءة رسائل الموبايل، مضيفا أن برونتو يتميز بسهولة الاستخدام ويمكن للكفيف التعامل معه في غضون أسبوعين من التدريب.

وقدم شريف حسن سعيد عرضاً عن الأجهزة التقنية الحديثة التي ساعدت على تخطي الكثير من العقبات التي كانت تواجه المكفوفين في السابق. واعتبر أن بعض الوسائل المساعدة للمكفوفين قاصرة عن تأدية الوظائف بشكل كامل فطابعات برايل مثلا لا تستطيع التعرف على الصور والأماكن والرسومات، ما يحتم البحث عن "وصف لفظي".

وقال إن من ضمن المشكلات التي ما زالت تواجه طباعة الكتب حاليا هي المناهج أو المواد المطبوعة نفسها ومدى ملاءمتها أو حاجتها لإعادة صياغة.

وأعطى حسن نبذة عن بعض الأجهزة الأحدث التي تمثل حلا للمشاكل التي تواجهها الوسائل التقليدية، حيث قدمت التكنولوجيا الحديثة "قارئ الشاشة للجوالات" وتقنية "السطر الإلكتروني" التي تقوم بعرض النصوص بطريقة برايل، بالإضافة إلى المفكرة الإلكترونية التي تحتوي على كثير من المهمات من قبيل تحرير النصوص وحفظ العناوين والعمليات الحسابية وتقنية GPS. ونبه إلى أن ارتفاع أسعار هذه الأجهزة يؤثر سلباً على نسب تداولها.

وقال إن حاجز اللغة أهم العوائق بالنسبة للكفيف العربي حيث إن معظم التقنيات في الأساس مبنية على اللغة الانجليزية، كما لا توجد استثمارات عربية كافية في هذا المجال، ما يعني تأخر الكفيف العربي بفترة سنتين على الأقل عن نظيره الناطق بالانجليزية.

واعتبر أنه لا بد من مراعاة احتياجات المكفوفين عند وضع معايير خاصة بمناهج المدارس. وطالبت بتصميم مناهج تقنية بديلة لمادة الحاسوب التقليدية في المدارس تكون وظيفتها تدريب الكفيف على التقنيات المختلفة وليس فقط تشغيل الحاسوب.

من جانبها، تناولت د.شهلاء نعيم أخصائية الضعف البصري دور عيادة الضعف البصري بمعهد النور. وقالت إن العيادة تقدم خدمة فحص البصر وتقييم الوظائف البصرية والاستشارة والمتابعة بخصوص توفير المعينات البصرية، و "بذلك فهي حلقة الوصل بين معهد النور وخدمة المجتمع".

وأضافت أن العيادة تعمل على تهيئة البيئة الصفية والمنزلية للأشخاص ضعاف البصر، والتواصل مع أطباء العيون في المستشفيات لتحويل الحالات التي تحتاج إلى تدخل طبي. كما تساهم في نشر التوعية بالمشاكل البصرية وكيفية التعامل معها وأهمية التدخل المبكر.

وبينت أن العيادة تصدر توصيات صفّية بخصوص حجم الكتب والألوان المستخدمة، ودرجة التباين ومكان الجلوس في الصف، والمعينات البصرية المستخدمة، والإضاءة المناسبة لكل طالب. وتقوم بوصف النظارات الطبية المناسبة، بالإضافة إلى التدريب على استخدام الأجهزة والمعينات الطبية.

وعرفت نعيم مفهوم المعينات البصرية التي تعني أدوات خاصة يستخدمها ضعاف البصر وظيفتها التكبير أو التوضيح سواء للرؤية البعيدة أو القريبة. وقالت إن استخدام المعينات البصرية يحتاج إلى تدريب عن طريق أشخاص مؤهلين حتى يستطيع ضعاف البصر التكيف مع القدر الباقي لديهم من الإبصار.

وعرضت لأهم أنواع المعينات البصرية مثل النظارات المكبرة التي تسمح بإبقاء الأيدي حرة وتتميز بأنها سهلة التصنيع ورخيصة الثمن، والمكبرات اليدوية التي تساعد على تكبير الصورة بدرجات وبمسافات مختلفة وتستخدم لقراءة الكتب والأسعار والتعرف على النقود. كما يساعد المنظار أو "الدربيل" على مشاهدة الأجسام البعيدة، واللوحات واللافتات في الشارع، إضافة إلى رؤية اللوح في الفصل الدراسي. وتأتي الورشة ضمن فعاليات الأسبوع الخليجي الخامس لذوي الإعاقة الذي يقام تحت عنوان "التقنية الحديثة للأشخاص ذوي الإعاقة – الطريق إلى المستقبل" برعاية سعادة ناصر بن عبدالله الحميدي وزير الشؤون الاجتماعية وتتولى إدارة المسنين وذوي الإعاقة بالوزارة تنفيذه، بالمشاركة مع الجمعية الخليجية لذوي الإعاقة ومعهد النور للمكفوفين ومركز الاستشارات العائلية، بالإضافة إلى الكثير من المؤسسات العامة والشركات الخاصة والفاعلين في العمل المدني والإنساني.

 

المصدر: المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الإحتياجات الخاصة DAESN
Daesn

www.daesn.org

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 1181 مشاهدة
نشرت فى 5 أغسطس 2011 بواسطة Daesn

عالم الكفيف

Daesn
رؤية المؤسسة تفعيلا للقرارات الرشيدة من قبل الحكومة المصرية مثل قرار الدمج والتصديق على اتفاقية حقوق المعاقين، رأت المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة أن تقوم بدور فاعل في مجال التنمية المجتمعية وذلك بدعم وتمكين ورعاية المعاقين بصريا في شتى مناحي الحياة منذ نعومة الأظفار وحتى الدخول في مجالات العمل »

ابحث

تسجيل الدخول

DAESN

من نحن :

المؤسسة التنموية لتمكين ذوي لاحتياجات الخاصة مؤسسة أهلية مشهرة برقم 1277 لسنة 2008.
تهتم المؤسسة بتمكين  المكفوفين و دمجهم في المجتمع بشكل فعال يرتكز العمل داخل المؤسسة علي مدربين وموظفين مكفوفين وتعد هذه من نقاط القوة الاساسية  لمؤسستنا.

رسالتنا :

تعمل المؤسسة جاهدة لتمكين المكفوفين وتأهيلهم لسوق العمل المرتكز علي مفهوم الحقوق و الواجبات لتحقيق العدالة الاجتماعية بين كافة شرائح المجتمع.

رؤيتنا :

تحقيق العدالة الاجتماعية المركزة علي مفهوم الحقوق و الواجبات لذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم مع كافة شرائح المجتمع.