تمكن كفيف من تطوير العاب تسلية باستخدام طريقة (بريل) لتصبح لعبتي ورق (الشدة ) و (الدومينو) غير مقتصرتين على المبصرين فقط .
الكفيف رامي عثمان مرايطة يرفض البقاء حبيسا لكف بصره دون التفاعل مع مجتمعه حتى في العاب الترفيه والتسلية حيث دفعه شغفه بلعبة ورق الشدة الى الطلب من احد اصدقائه المبصرين وصفها وبالوانها بشكل دقيق وقام بدوره بتفريغ ذلك على اوراق الشدة ذاتها بطريقة بريل ليصبح بالامكان اللعب بها مع المبصرين والمكفوفين الى ان تعلمها واصبح يشارك اشقاءه واصدقاءه التسلية بها .
مرايطة الحاصل على درجة الماجستير في اللغة العربية من الجامعة الاردنية ويعمل معلما في مدرسة ابن ام مكتوم للمكفوفين طور بالاضافة الى لعبتي ورق الشدة والدومينو لعبة (الاكس او) لتناسب المكفوفين والمبصرين لتمكينهم من تحقيق التسلية والترفيه ولا سيما ان وسائل الترفيه المتاحة للمكفوفين محدودة .
يقول رامي الذي عاش في اسرة لا تميز بين الاشقاء لوكالة الانباء الاردنية ان عائلته لا تستغرب أي انجاز يحققه لانها لم تعامله على انه من الاشخاص ذوي الاعاقة ،حتى انه كان يخرج الى الشارع مع اشقائه ويقود الدراجة دون اي رفض من الاسرة .
يستذكر عندما كان في الرابعة عشرة من عمره كيف كان يستمع الى الشباب من عائلته والاصدقاء عندما كانوا يلعبون الشدة وتتعالى اصواتهم حماسا وانفعالا ويقول , « كنت استمتع بذلك , وتمكنت من فهم بعض اصول اللعبة نتيجة الاستماع « .
ويضيف انه وبمشاركة من اصدقائه المكفوفين ساعد على تعميم لعبة ورق الشدة ونشرها لدى المكفوفين في المملكة مشيرا الى ان الاندية الخاصة بالمكفوفين لم يكن يتوفر لديها الا لعبة الشطرنج .
ويرفض رامي فكرة الانغلاق بجو خاص بالمكفوفين , وهذا ما يعلمه لطلبته في مدرسة ابن ام مكتوم مؤكدا ضرورة ان يكون الكفيف مثل المبصر عنصرا فاعلا في المجتمع يطور فيه ويسهم في تنميته , فالجميع يعيش في بيئة واحدة ومجتمع واحد. يستطيع رامي كشف الغش او سرقة الورق اثناء لعب الشدة ويقول ان ذلك لا يزعجه لان المبصر يقوم بذلك لرفضه الخسارة امام الكفيف , مبينا ان الكفيف يتمتع بقدرة تركيز كبيرة.
وحول تطوير لعبة (الاكس او ) لتكون ممتعة اكثر من تلك العادية الموجودة في الاسواق والتي تحتوي على ثلاثة اعمدة في كل عمود ثلاث خانات يشير الى انه وبمساعدة شقيقه الذي يعمل بمهنة النجارة قام بتصميم الحروف لتصبح عبارة عن عدد من الاسطوانات الخشبية التي ترمز الى حرف ( او ) بالانجليزية في حين تم تصميم مربعات خشبية لترمز الى الحرف اكس بالانجليزية فيما ارضية اللعبة مكونة من خمس خانات وخمسة اعمدة ليتم تشكيل خط افقي او عمودي او مائل مكون من اربع خانات .
ويبين ان بامكانه تطوير اي لعبة خاصة بالمبصرين لتناسب المكفوفين والمبصرين من خلال توضيح الفكرة بطريقة سليمة لمن ينفذها وغالبا ما يقوم شقيقه بتنفيذ افكاره .
يستغل رامي نموذج ( الاكس او) لتعليم طلبته على خلية (بريل) المكونة من ست دوائر ومن خلال تحريكها يتم تشكيل الحروف.
اما لعبة الدومينو المعروفة فقد طورها رامي بحسب قوله لتشبه الى حد كبير تلك الاصلية المكونة من حجارة مستطيلة الشكل , محفور على طرفيها نقاط بأعداد مختلفة حيث ساعده شقيقه ايضا في تطوير الفكرة لتناسب المكفوفين بحيث تم قص قطع الخشب بنفس حجم حجارة الدومينو الاصلية وتثبيت (براغي) ناعمة الملمس على طرفيها ليتمكن اللاعب الكفيف من ممارسة اللعبة والاستمتاع بها .
ويقول انه يوجد في الاندية الخاصة بالمكفوفين لعبة الدومينو ,لكن حجمها كبير وملمسها مزعج لهم .