ملخص:
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم الفترات التي يمكن للفرد فيها تحمل المسئولية والاعتناء بالذات ، وتكوين السلوك الاجتماعي المطلوب ، وهذه المرحلة تسمى بمرحلة غرس القيم والمعايير الاجتماعية من خلال الأشخاص ، والتأثير في حياة الطفل مثل : (الوالدين ، المعلمات ، القادة ، ... ) ، وهذه المرحلة لها إطارها الثقافي الذي يعيش فيه الطفل ، ويؤدي به إلى الانتقال من مرحلة إلى أخرى ، وهو ما يؤدي به إلى زيادة الثقة بالنفس ، والشعور بالمسئولية ، وتوسيع الأفق ، من خلال ما يمارسه الطفل من برامج وذلك للطفل العادي ، أو ذوي الاحتياجات الخاصة .
فالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في حاجة إلى إدراك العالم من حولهم ، والتفاعل والمشاركة مع عناصر مختلفة مثل الأطفال الطبيعيين ، ولكن يعوقهم على ذلك إعاقتهم سواء أكانت إعاقة بصرية ، أم سمعية ، أو حركية ، مما يفقدهم القدرة على التعرف على العناصر المتوفرة في البيئة نتيجة لهذه الإعاقة .
والإعاقة البصرية تمثل نسبة كبيرة من أعداد المعاقين ، لذا يكمن الأهمية في ضرورة الاهتمام بهم ؛ وذلك لكون الطفل الكفيف عنصر من عناصر المجتمع ، والتي تسبب إعاقته خلل في البناء الاجتماعي لهذا المجتمع ، مما يشكل عقبة في طريق التنمية .
وعلى ذلك نجد الأهمية القصوى لتعليم الطفل الكفيف المهارات الحياتية التي تعينه على ممارسة حياته بشكل طبيعي ، حيث لا يستطيع الطفل أن يعيش في عزلة عن الآخرين، وكذلك لا يستطيع أن يعيش دون تعامل مع من حوله ، ومن هنا يأتي دور المعلم بوضع مجموعة من البرامج المنظمة التي تهدف إلى تعديل اتجاهات هؤلاء الأطفال ، وإعادة هيكلة شخصياتهم بصورة متكافئة ، ليستخدم جميع امكانياته وقدراته استخداماً سليماً ، وبصورة إيجابية في المجتمع ، وعلى الرغم من اهتمام الدولة بالطفل الكفيف ، والتوسع في إنشاء مدارس المكفوفين بجميع محافظات مصر ، إلا أنه هناك قصور في بعض البرامج التي تنمي المهارات المختلفة للأطفال المكفوفين ، وتساعدهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي . ومنها : (مهارة تحمل المسئولية ، التواصل الاجتماعي ، العناية بالذات) ، وغيرها من المهارات التي تساعد الطفل في مواصلة حياته الطبيعية ، مما سبق يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالي في محاولة الإجابة على السؤال الرئيسي التالي : ما مدى فاعلية البرنامج المقترح في تنمية بعض المهارات الحياتية (المسئولية الاجتماعية ، التواصل الاجتماعي ، العناية بالذات) لدى الأطفال المكفوفين في مرحلة رياض الأطفال ؟
ويتفرع من السؤال الرئيسي السابق الأسئلة الفرعية التالية :
1.
ما فاعلية البرنامج المقترح في تنمية مهارة المسئولية الاجتماعية لدى الطفل الكفيف؟
2.
ما فاعلية البرنامج المقترح في تنمية مهارة التواصل الاجتماعي لدى الطفل الكفيف ؟
3.
ما فاعلية البرنامج المقترح في تنمية مهارة العناية بالذات لدى الطفل الكفيف ؟
أهمية الدراسة : الأهمية النظرية :
1.
أثبتت الدراسات أن مصر من الدول التي يزيد فيها نسبة المكفوفين مقارنة بالدول المقدمة وعدد من الدول النامية ، حيث يعد أكثر من (5%) من المكفوفين هم أكثر الفئات المعاقة تكملة لمراحل التعليم ، وهم أيضاً أكثر فئات الإعاقة استكمالاً للتعليم ما بعد الجامعة .
2.
إن مجال البحث في رعاية الأطفال المكفوفين الملتحقين برياض الأطفال في مصر مازال بكراً (في حدود علم الباحث) ؛ حيث إنه لم يدرس بالقدر الكافي ، على الرغم من وجود مدارس للمكفوفين في جميع محافظات جمهورية مصر العربية .
3.
الطفل الكفيف إذا لم يلقى الرعاية في مرحلة مبكرة من العمر ، فإنه يصبح طاقة معطلة ، فلابد أن يكون عضواً نافع في المجتمع ، لأنهم ليسوا بفئة قليلة ، والمجتمع بحاجة إليهم .
4.
نتيجة لبعض التوصيات في البحوث المختلفة ، والتي درست فئة المعاقين ، أكدت على أهمية دراسة الأطفال المكفوفين في مرحلة ما قبل المدرسة ، والبرامج المقدمة إليهم ، والتي تنمي قدراتهم على مواجهة إعاقتهم .
الأهمية التطبيقية :
1.
تساعد نتائج البحث الحالي المعلمات التي يعملن في مدارس المكفوفين على تنمية بعض المهارات الحياتية لدى الأطفال ، وتقديم البرامج التي تنمي مهاراتهم المستقبلية.
2.
تعين نتائج الدراسة العاملين والمهتمين وأولياء أمور الأطفال المكفوفين على تقديم يد العون لهذه الفئة من الأطفال ، لموجهة متطلبات الحياة بحيث يصبحوا قوة فاعلة في المجتمع ، وليس قوة معطلة تحتاج إلى المساعدة .
أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة إلى محاولة التأكد من فاعلية برنامج تنمية بعض المهارات الحياتية (المسئولية الاجتماعية ، التواصل الاجتماعي ، العناية بالذات) لدى الأطفال المكفوفين في مرحلة رياض الأطفال . وتتلخص الأهداف فيما يلي :
1)
التعرف على مدى تأثير برنامج لتنمية بعض المهارات الحياتية لدى الطفل في مرحلة رياض الأطفال .
2)
زيادة قدرة الطفل من خلال برنامج المهارات الحياتية على مواجهة متطلبات الحياة المستقبلية .
3)
الخروج ببعض التوصيات والمقترحات التي قد تفيد المهتمين والعاملين في مجال رعاية المكفوفين في مرحلة رياض الأطفال .
حدود الدراسة :
1)
الحدود البشرية : تقتصر عينة الدراسة الحالية البالغ عددها (15) طفلاً وطفلة من الأطفال المكفوفين بالمرحلة الأولى والثانية في رياض الأطفال ، في المرحلة العمرية (4-6) سنوات .
2)
الحدود الزمنية : طبق البرنامج خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسة (2007-2008) .
3)
الحدود المكانية : اقتصرت الحدود المكانية على روضات مدارس المكفوفين التابعة لوزارة التربية والتعليم بمحافظة الإسكندرية .
منهج الدراسة :
يستخدم الباحث المنهج التجريبي القائم في تصميمه على استخدام طريقة المجموعة الواحدة ذات القياس القبلي والبعدي One Group, Pre-Post Test ، بوصفه أحد التصميمات التجريبية المناسبة لاختبار صحة الفروض .
أدوات الدراسة :
1)
استمارة استطلاع رأي لبعض المهارات الحياتية التي يمكن تنميتها لدى للأطفال المكفوفين في مرحلة رياض الأطفال من (4-6) سنوات (إعداد الباحث)
2)
مقياس ”ستانفورد بينيهللذكاء ، الصورة الرابعة . (تعريب : لويس مليكة ، 1998)
3)
مقياس المستوى الاجتماعي / الاقتصادي / الثقافي (المطور) للأسرة المصرية .
(
إعداد : محمد بيومي خليل ، 2000)
4)
مقياس بعض المهارات الحياتية (المسئولية الاجتماعية ، التواصل الاجتماعي ، العناية بالذات) للأطفال المكفوفين (إعداد الباحث)
5)
برنامج مقترح لتنمية بعض المهارات الحياتية (المسئولية الاجتماعية ، التواصل الاجتماعي ، العناية بالذات) للأطفال المكفوفين (إعداد الباحث)
مصطلحات الدراسة :
المهارات الحياتية Life Skills :
تعرف المهارات الحياتية إجرائياً في الدراسة الحالية بأنها السلوكيات والمهارات الشخصية والاجتماعية اللازمة لطفل الروضة الكفيف للتعامل بثقة وأقتدار مع المواقف الحياتية المختلفة ، والتي تجعله يستطيع أن يتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه ، وتتركز على المهارات الآتية : (المسئولية الاجتماعية ، والتواصل الاجتماعي ، والعناية بالذات) .
الطفل الكفيف Blind Children :
يعرف الطفل الكفيف إجرائياً بأنه ذلك الطفل الذي فقد بصره كلياً منذ ولادته أو بعد ولادته ، وتقل حدة إبصاره عن (6/60) أو أقل ، وخالي من أي إعاقة أخرى ، ويتراوح عمره الزمني من (4-6) سنوات ، ومقيد في مرحلة رياض الأطفال بأحد مدارس النورللمكفوفين التابعة لوزارة التربية والتعليم بمحافظة الاسكندرية .
النتائج :
1)
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات الأطفال المكفوفين أفراد عينة الدراسة ، في بُعد المسئولية الاجتماعية قبل وبعد تطبيق البرنامج ، وذلك لصالح التطبيق البعدي .
2)
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات الأطفال المكفوفين أفراد عينة الدراسة ، في بُعد التواصل الاجتماعي قبل وبعد تطبيق البرنامج ، وذلك لصالح التطبيق البعدي.
3)
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات الأطفال المكفوفين أفراد عينة الدراسة ، في بُعد العناية بالذات قبل وبعد تطبيق البرنامج ، وذلك لصالح التطبيق البعدي .
4)
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات الأطفال المكفوفين أفراد عينة الدراسة ، في الدرجة الكلية لمقياس المهارات الحياتية قبل وبعد تطبيق البرنامج ، وذلك لصالح التطبيق البعدي .
5)
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات الأطفال المكفوفين أفراد عينة الدراسة ، في الدرجة الكلية لمقياس المهارات الحياتية بعد تطبيق البرنامج ، وبعد شهر من التطبيق البعدي ، وذلك لصالح التطبيق التتبعي .
توصيات الدراسة :
1)
توجيه اهتمام الدولة والباحثين بمختلف تخصصاتهم بأهمية رعاية الأطفال المكفوفين صحياً ، ونفسياً ، ومعرفياً ، وذلك لأنهم قوة لا يستهان بها ، كذلك لأن أعدادهم في زيادة مستمرة .
2)
توفير البيئة المدرسية التي تعتمد على تمكين الطفل المعاق بصرياً من تحمل المسئولية ، والعناية بذاته .
3)
تقديم دورات تدريبية للأسرة والمعلمين المتعاملين مع الأطفال المكفوفين لتوضيح أهمية المهارات الحياتية للأطفال المكفوفين في مرحلة ما قبل المدرسة .
4)
وضع برامج تربوية عن المهارات الحياتية تستهدف مشاركة الآباء والأمهات مشاركة فعالة في الأنشطة التي تقدم للأطفال داخل الفصل وخارجه .
5)
تصميم بعض المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت ؛ تعرض برامج لتنمية المهارات الحياتية للأطفال المكفوفين .
البحوث المقترحة :
1.
فاعلية برنامج لتنمية المهارات الحياتية لإعاقات أخرى مختلفة .
2.
برنامج مقترح لتنمية مهارة حل المشكلات لدى الأطفال المكفوفين في مرحلة ما قبل المدرسة .

 

المصدر: المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الإحتياجات الخاصة DAESN
Daesn

www.daesn.org

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 4519 مشاهدة

عالم الكفيف

Daesn
رؤية المؤسسة تفعيلا للقرارات الرشيدة من قبل الحكومة المصرية مثل قرار الدمج والتصديق على اتفاقية حقوق المعاقين، رأت المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة أن تقوم بدور فاعل في مجال التنمية المجتمعية وذلك بدعم وتمكين ورعاية المعاقين بصريا في شتى مناحي الحياة منذ نعومة الأظفار وحتى الدخول في مجالات العمل »

ابحث

تسجيل الدخول

DAESN

من نحن :

المؤسسة التنموية لتمكين ذوي لاحتياجات الخاصة مؤسسة أهلية مشهرة برقم 1277 لسنة 2008.
تهتم المؤسسة بتمكين  المكفوفين و دمجهم في المجتمع بشكل فعال يرتكز العمل داخل المؤسسة علي مدربين وموظفين مكفوفين وتعد هذه من نقاط القوة الاساسية  لمؤسستنا.

رسالتنا :

تعمل المؤسسة جاهدة لتمكين المكفوفين وتأهيلهم لسوق العمل المرتكز علي مفهوم الحقوق و الواجبات لتحقيق العدالة الاجتماعية بين كافة شرائح المجتمع.

رؤيتنا :

تحقيق العدالة الاجتماعية المركزة علي مفهوم الحقوق و الواجبات لذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم مع كافة شرائح المجتمع.