"جهاد كرم محمد عطية" فتاة فى الثانية والعشرين من عمرها من أسرة فقيرة، كانت فى انتظار ليلة عرسها، لكن حدث لها ما لم تتوقعه عندما صرخت، ولم تعد قادرة على رؤية ما حولها.. فقدت بصيص النور لعينيها، وأصبحت ضحية لرصاص أحد البلطجية الذين انتشروا فى الآونة الأخيرة.
أمام وكيل النائب العام الذى تولى التحقيق فى المحضر رقم " 5622" جنح دار السلام جلست جهاد لتروى له ما حدث، فلم يتمالك نفسه أمامها، نزلت الدموع من عينيه ونسى منصبه، وأنه محقق، ولا مكان للعواطف لكن بشريته كانت فوق كل التقاليد والبرتوكولات.. بكى وكيل النائب العام، عندما دخلت عليه جهاد وأمها، تساندها، فقد فقدت بصرها أثناء معركة بين بلطجية، أمام منزلها فى 13 شارع إسماعيل متولى بدار السلام.
استيقظت على صوت الرصاص، وخرجت مسرعة إلى شرفة شقتها.. إنها تذكرت أخواتها الصغار الذين يأخذون الشارع مكانا للعبهم، فخافت عليهم، وما إن فتحت النافذة حتى اقتحمت شظايا عينيها، أسرع بها أهلها إلى أقرب مستشفى، وهناك أبلغوها أن حالتها خطيرة، ذهبت لطبيب عيون شهير، ليخبرها بأسوأ خبر فى حياتها، وهو أن الأمل فى عودة بصرها ضعيف للغاية، وعليها أن تستسلم للواقع.
قالت جهاد فى نهاية التحقيق "فقدت نور عينيا، بدون أى ذنب أقترفه، فهل تتكفل الدولة، بنفقات عملية زرع القرنية لى حتى أسترد بصرى؟".