أثير الجدل مرة أخرى حول ارتباط الهواتف المحمولة بالإصابة بمرض السرطان، بعد أن أعلن خبراء في السرطان بمنظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء أن استخدام الهاتف المحمول قد يزيد خطر الإصابة بأنواع معينة من سرطان الدماغ لدى الإنسان ويتعين على المستهلكين البحث عن سبل لتقليل الاستخدام.
وقالت مجموعة من 31 عالما من 14 دولة في اجتماع للوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة للمنظمة إن مراجعة لكافة الأدلة العلمية المتاحة تشير إلى أن استخدام الهاتف المحمول يجب أن يصنف باعتباره "مسببا محتملا للسرطان".
وأشارت مراجعة الأدلة على ذلك إلى أن زيادة خطر الإصابة بالنوع الخبيث من سرطان الدماغ لا يمكن استبعادها.
وقال العلماء إن هذه النتيجة يمكن أن تدفع منظمة الصحة العالمية لإعادة النظر في إرشاداتها بشأن الهواتف المحمولة، لكنهم أضافوا أن من الضروري إجراء مزيد من الأبحاث قبل الجزم بوجود أي ارتباط محتمل.
وكانت المنظمة التابعة للأمم المتحدة قالت في وقت سابق انه لا يوجد دليل قوي على وجود علاقة بين استخدام الهاتف المحمول والإصابة بالسرطان
دليل ضعيف
في المقابل، قالت جمعية خيرية عاملة في مجال السرطان إن هذا الدليل "ضعيف جدا"، ولا يمكن التوصل إلى استنتاج راسخ منه.
يذكر أن وكالة أبحاث السرطان يمكن أن تضع الهاتف النقال في واحدة من الحقول الخمسة التالية، وهي مسرطن، مسرطن على الأرجح، ربما يكون مسرطن، غير مصنف أو غير مسرطن.
وتوصلت الوكالة إلى أن الهواتف النقالة يجب أن توضع في مرتبة "ربما يكون مسرطن"، بسبب الرابط المحتمل مع نوع من سرطان الدماغ.
لكن إيد يونغ رئيس وحدة المعلومات الصحية في مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا يقول لبي بي سي إن "حكم منظمة الصحة العالمية يعني أن هناك دليلا ما يربط الهاتف النقال بالسرطان، لكنه ضعيف جدا بحيث لا تسفر عنه نتيجة قوية".
ويضيف "الغالبية العظمى من الدراسات الحالية لم تجد رابطا بين الهواتف النقالة والسرطان، وحتى لو وجد دليل مثل هذا فليس من المرجح أن يكون دليلاً قوياً.
ويرى يونغ أن خطر الإصابة بالسرطان متساو بين أولئك الذين يستخدمون الهاتف النقال ومن لا يستخدمونه.
ويضيف أن معدلات الإصابة بسرطان الدماغ لم ترتفع خلال السنوات الأخيرة "على الرغم من الزيادة الكبيرة في استخدام الهاتف النقال خلال عقد الثمانينات".
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك حوالي خمسة مليارات اشتراك في خدمة الهاتف النقال في كافة أنحاء العالم.
ويقول كريستوفر وايلد مدير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان إنه "بالنظر إلى التداعيات المحتملة لهذا التصنيف، فإن من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث على استخدام الهاتف النقال لفترات طويلة وبشكل مكثف".
- وقد رأينا من واجبنا تجاه المكفوفين أن يجب أن نقوم بتحذيرهم أيضا من ذلك الخطر الداهم لأن كثير من المكفوفين يقومون بإستخدام الهواتف المحمولة بشكل مكثف سواء في حياتهم الشخصية أو في الحياة العملية.