مع أداء أبنائنا لإمتحانات نصف العام الدراسي تنشغل الأمهات بمتابعتهم في المذاكرة والمراجعة.. لكن هل هذه مسئولية الأم وحدها؟!
تؤكد د. أميمة مصطفي أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية ـ أن المسئولية هنا يجب أن تكون مشتركة بين الوالدين فمشاركة الأب ضرورية ومفيدة جدا للأبناء حتي لو كان الوقت الذي يقضيه معهم في المراجعة محدودا, فالطفل يشعر بالفخر عندما يجد أباه مهتما بدراسته ومتابعا لواجباته وامتحاناته, فتأثير الأب لا يقل أهمية عن دور الأم, فقد أثبتت احدث الدراسات أن للأب دورا فعالا ومؤثرا في متابعة النشاط الدراسي للأبناء, حيث يشعرهم بمدي الالتزام, كما انه يساعدهم في بناء القدرات المعرفية والمهارات التحليلية للأشياء خاصة للذكور.
وترفض د. اميمة النظرة السلبية من جانب الآباء التي ترسبت في اذهانهم وهي ان الدور التعليمي من مهام الأم فقط لأنها تتميز بالصبر وطول البال, وإنهم يعتبرون المذاكرة مثل أي عمل داخل المنزل, وهذا خطأ كبير فهذه المهمة هي بالدرجة الأولي مهمة تربوية وبحاجة إلي تكامل الأدوار والتعاون بين الأب والأم.
كما يجب أن يدرك الأب ايضا أن دوره ليس فقط خارج المنزل بل هناك ادوار مهمة جدا داخل المنزل كمتابعة الأبناء في الدراسة والمذاكرة لهم, فهي ليست بمهمة عادية أو سهلة, فعلي الأب أن يقوم بما لا تتمكن من فعله الأم لإنشغالها بمهام كثيرة أخري أو لتفوقه هو في مادة معينة بحيث يجيب فيها الطفل.
وهناك عدة نصائح توضحها د. أميمة للآباء ليستطيعوا من خلالها ان يذاكروا لأبنائهم.
أولا: تغيير الإعتقاد الخاطيء لدي الأب بأن دوره ليس مقصورا فقط علي العمل وتوفير حياة كريمة للأسرة وأن يؤمن الأب بأن أهم اللحظات هي تلك التي يقضيها مع أبنائه في تتبع أحوالهم ومشاكلهم ومتابعة مذاكرتهم وأمورهم المدرسية, وبالتالي سيختفي عدم الصبر والتعامل بعصبية لنجد بدلا منهما تفاعلا ومشاركة وأسرة مستقرة, والأهم من ذلك ابناء متوازنون نفسيا وعاطفيا.
ثانيا: ان يهتم الأب بمتابعة الشئون الدراسية لأبنائه كجزء مهم من أولوياته ومن الممكن ان تتم هذه المهمة بالتدريج, فيبدأ بسؤالهم عن واجباتهم المدرسية وكيفية تحصيلهم لها, ثم يشاركهم الحلول اذا كانت هناك مشكلة تؤرقهم, وتعترض طريق تحصيلهم الدراسي, وبمتابعة هذه الأمور سوف تجد نفسك تلقائيا عزيزي الأب قد اندمجت في هذه المهمة.