جريدة بصمة أمل ..... رئيس مجلس الإدارة / خالد البري

من داخل المملكة العربية السعودية تحدث إلينا الدكتورأحمد شحاتة   

عن التهاب  الغدة النكافية أو مرض «النكاف»، هو التهاب فيروسي حاد ويتم شفاؤه تلقائيا، وهو التهاب لواحدة أو أكثر من الغدد اللعابية، وتقع الغدد اللعابية على جانبي الخدين في المسافة بين الأذن والفك أو تحت الفك الاسفل. وفى مرض النكاف يكون الالتهاب في الأغلب بالغدة التي على جانبي الخد وتسمى (النكفية) parotid glands، ونتيجة للالتهاب، تتورم الغدة ويزيد حجمها ويبدو الخد منتفخا ومتورما، ويسبب ألما. من المعروف أن الإصابة بالمرض تراجعت بعد فرض التطعيم الإجباري ضد الالتهاب من قبل منظمة الصحة العالمية، خاصة في الدول المتقدمة؛ ولكن مع الأسف، فهناك كثير من الدول النامية لم يطبق بها نظام التطعيم الاجبارى بعد. وفى السابق، كانت الإصابات تنتشر بشكل كبير، وفى دولة مثل الولايات المتحدة الأميركية وقبيل نهاية الستينات (بدء تطبيق التطعيم الإجباري) كانت معدلات الإصابة كبيرة وتصل إلى نحو 200 ألف حالة؛ ولكن بعد إدراج تطعيم النكاف ضمن جدول التطعيمات الإجبارية للأطفال تراجع معدل الإصابة ليصل إلى أقل من 1000 حالة في العام. الحالة المرضية ينتشر المرض في معظم بلدان العالم، وهو السبب الوحيد لالتهاب الغدة النكافية بشكل وبائي، أي يشبه العدوى epidemic ويصيب الأطفال في الفئة العمرية من 2 إلى 15 عاما، وأحيانا نادرة يمكن أن يصيب المراهقين أو الشباب ويصيب الأطفال من الجنسين بالنسبة نفسها، والأطفال قبل عمر العام يكونون في حماية من الإصابة بسبب الأجسام المضادة من الأم. ينتقل المرض عن طريق الرذاذ أو اللعاب، وهناك فترة حضانة للفيروس نحو أسبوعين إلى 3 أسابيع؛ ولكن في بعض الأحيان تظهر الأعراض في وقت أقل يتراوح بين 10 أيام الى 14 يوم وبعد فترة الحضانة للفيروس تظهر أعراض عامة غير محددة للمرض مثل آلام في العضلات، وعدم الرغبة في الأكل، وصداع، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وتستمر هذه الفترة من 3 إلى 5 أيام ويكون الطفل معديا بدءا من نحو 3 أيام قبل ظهور الورم وحتى 3 أيام بعد اختفاء الورم، وفى نحو 20 إلى 30% من الأطفال لا تكون هناك أي أعراض وتظهر فى صورة مشاكل بالجهاز التنفسي. وبعد فترة الأعراض العامة، تبدأ الغدة اللعابية التي على جانب الخد في التورم، ثم يمكن ان تليها الأخرى على الخد الآخر؛ ولكن يمكن تورمهما معا، وتصبح مؤلمة، ويحدث ألم في الأذن، ويزداد الألم عند تناول المشروبات الحمضية مثل عصير الليمون أو مضغ اللبان، وفى الأغلب يختفي هذا الورم في خلال أسبوع. المضاعفات في الأغلب يتم شفاء مرض النكاف بسهولة ومن دون حدوث مضاعفات؛ ولكن أحيانا يمكن حدوث بعض المضاعفات ومن أهمها: – التهاب الخصيتين Orchitis وهو عرض شائع جدا إذا حدثت الإصابة للأطفال الذكور بعد البلوغ، ويحدث لما يقرب من 30%، ويندر حدوثه في الأطفال أقل من 10 سنوات، ويحدث الالتهاب في الأغلب في خصية واحدة؛ ولكن يمكن حدوثه في الخصيتين بنسبة تصل إلى 10% من مجموع الحالات، ويظهر في الأسبوع الأول من المرض؛ ولكن في أحيان أخرى يمكن ظهوره في الأسبوع الثاني أو الثالث. ويحدث ارتفاع في درجة الحرارة يصل إلى 40 درجة مئوية، ويحدث ألم في الخصية واحمرار وتورم في كيس الصفن المحيط بالخصيتين scrotum ويزول هذا الالتهاب خلال أسبوع؛ ولكن أحيانا يمكن أن يتسبب في ضمور الخصية في حالة إصابة الخصيتين؛ ولكن حتى في حالة حدوث الضمور تبقى الإصابة بالعقم نادرة الحدوث. - التهاب في الأغشية المخاطية للمخ(التهاب سحائى)، أو بنسبة أقل يحدث التهاب لخلايا المخ نتيجة لانتشار الفيروس، ويمكن حدوثه بعد الإصابة بنحو 10 أيام. ويصاب الأطفال الذكور أكثر مما تصاب الإناث بمعدل نحو 3 أضعاف؛ ولكن الأعراض المعروفة لالتهاب الغشاء المخاطي للمخ مثل الصداع والقيء وارتفاع في درجة الحرارة وتصلب الرقبة؛ تكون نادرة الحدوث. وكذلك من المضاعفات الخطيرة؛ ولكنها نادرة الحدوث، فقدان السمع. - التهاب البنكرياس يحدث انتفاخا وألما في البطن، وكذلك يحدث إحساسا بالغثيان والقيء وارتفاعا طفيف في درجة الحرارة، ونتيجة للالتهاب تحدث زيادة في مستوى السكر؛ ولكن الإصابة بمرض السكري نتيجة لالتهاب الغدة النكافية، غير مؤكدة. -التهاب بالعصب السمعى مما يسبب فقدان للسمع احيانا. وفي أحيان نادرة يمكن حدوث التهاب للغدة الدرقية أو التهاب للمبيض للأطفال الإناث في مرحلة ما بعد البلوغ؛ ولكنه لا يسبب العقم وليس له تأثير على خصوبة الإناث، أو الالتهاب الرئوي أو التهاب الأعصاب أو التهاب الكليتين أو التهاب المفاصل، وهذه الأعراض يتم شفاؤها خلال أسبوعين أو ثلاثة من دون أن تترك آثارا. التشخيص والعلاج يجب أن يتم تشخيص التهاب الغدة النكافية بالكشف الإكلينيكي مع الوضع في الاعتبار استبعاد أي أمراض أخرى يمكن أن تتشابه أعراضها مع التهاب الغدة النكافية الفيروسي مثل، وجود حصوة في القناة اللعابية للغدة النكفية، أو التهاب في الغدد الليمفاوية الموجودة بالرقبة ، وكذلك التهاب الخصيتين لأي سبب آخر، والتهاب الأغشية المخاطية للمخ وغيرها، ويمكن أيضا عمل تحاليل في حالة وجود المضاعفات. ويتم علاج النكاف في المنزل، ويتم علاج الأعراض التي تظهر على الطفل ولا يتم إعطاؤه أي مضادات حيوية أو حتى مضادات للفيروس. ويتم شفاء المرض تلقائيا، وينصح أن يخلد الطفل إلى الراحة التامة بالفراش لتفادى المضاعفات، ويتم تناول الغذاء بالشكل الذي يتقبله الطفل مع الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوى على أحماض مثل الطماطم أو الخل، ويتم إعطاء الطفل السوائل بكثرة مع الابتعاد أيضا عن المشروبات الحمضية مثل الليمون والبرتقال، حيث إنها يمكن أن تسبب صعوبة في البلع، ويمكن إعطاء الأدوية المسكنة في حالة الشعور بالألم، وفى حالات التهاب الخصية يتم إعطاء المسكنات مع الراحة التامة. الوقاية وقد أصبحت الآن الوقاية من مرض النكاف ميسرة بعد التطعيم الإجباري بالمصل الواقي منه، ويؤدى إلى نسبة حماية كبيرة جدا. ويفضل أن يتم تطعيم المراهقين أو البالغين الذين لم يتم تطعيمهم من قبل ويتم وجودهم في أماكن بها نسبة إصابات.

 

 

المصدر: دكتور أحمد شحاتة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 146 مشاهدة
نشرت فى 5 ديسمبر 2017 بواسطة BsmetAmal
BsmetAmal
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

94,188

للإعلان على الموقع


اتصل 01270953222