جريدة بصمة أمل ..... رئيس مجلس الإدارة / خالد البري

 

تعال وقف بجانبي في الصف.

 

بالطبع تسأل نفسك في تعجب! أين أنت ؟

 

سأكون رفيقك في هذا حتى النهاية؛

 

إما الشهادة في سبيل الله وإما نحيا لنستمر فى طاعة الله.

 

نحن الآن نقف في اليمامة، وذلك الجيش الذي أمامنا هم أتباع اللعين مسيلمة الكذاب، تُقرع الطبول من جيش مسيلمة وأنت تنظر إليهم؛ جمع كبير وضخم، أرى في عينيك الذهول! ولكن مهلاً لماذا ترتجف أقدامك؟

 

لا لا.. انظر حولك سترى جميع أقدام من حولك ثابتة كالطود الشامخ.

 

يا أخي؛ يثبت الله أقدام الذين آمنوا! الآن تشعر بطمئنينة؟

 

هذا جيد.

 

لا تدع صيحاتهم وأصوات طبولهم تُخيفك، اسمع ردّنا عليهم، حاول أن تستشعر ذلك بداخلك وتسمعه بأُذنك.

 

هل تسمع تلك التكبيرات؟

 

الكل يكبر بصوت واحد وكأننا رجل واحد، كبِّر معي يا أخي.. الله أكبر!

 

بعد لحظات سيُعطي أميرنا خالد بن الوليد الأمر بالهجوم، ثم نسمع معًا ذلك الصوت وكأنهُ صوت زئير الأسد قائلاً: احملوا على بركة الله.. الله أكبر!

 

هيا يا أخي هذا أميرنا خالد أعطانا الأمر للهجوم!

 

ثم نجري سويًا إلى العدو. أعلم تلك الرائحة التي تُشمها الآن؛ رائحة الغبار، فسيمتلئ هذا المكان بالغبار الآن.

 

التحمنا معهم، أُذُنك لا تسمع إلا صيحات عدو الله وعدوّك، وتكبيرات إخوانك المسلمين، وقعقعة السيوف، وعينك لا ترى سوى سيوف تلمع من ضوء الشمس، وسيوف أخرى لطّختها الدماء. ترى أمامك جثث من العدو ومن إخوانك تسقطُ أرضًا؛ كلا.. لا تفزع، اثبت فيُثبّت الله أقدام الذين آمنوا! قاتل فإما شهادة وإما نصر من الله.

 

انظر حولك.. بعض المسلمين بدأوا بالتراجع.

 

انظر.. انظر؛ هذا سالم مولى أبي حذيفة ماذا يفعل؟ إنه يحفر حفرة فى الأرض ليُثَبِّت نفسه وهو يصيح قائلاً: ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله.

 

هل تسمع صوته يا أخي.. ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله!

 

يا الله.. انظر؛من بجانب سالم إنه أبو حذيفة، يقاتلون ويلتف من حولهم العدو، فلنساعدهم.. أسرع.

 

ولكننا توقفنا.. نعم توقفنا فقد كان المرتدون أسرع منا، قد استشهد سالم وصديق عمره أبو حذيفة...

 

انظر يمينك يا أخي؛ هذا حامل رايتنا زيد بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب الكبير. انظر ماذا يفعل؛ إنه يتقدّم على العدو، هل تسمع ما يقول؟؟

 

لا ياعمرو.. لا أسمع ما يقول فقد أتلفت الصيحات والصرخات وقعقعة السيوف أذني، فأخبرني.

 

إنه يقول: أما الرجال فلا رجال.. أما الرجال فلا رجال.

 

انتظر ياعمرو الآن اسمعه، قد ارتفع صوته بشدة إنه يقول: اللهم إني أعتذر إليك من فرار أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة ومحكم اليمامة.

 

أخي؛ هل نتركه يتقدم وحدة ويُقاتل؟ ألسنا رجالاً؟

 

فلنتقدم معه هيا بنا..

 

قاتل يا أخي وكبِّر..

 

يا عمرو؛ انظر.. قد استشهد زيد! لا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون..

 

أخي؛ انظر خلفك.. ها هم المسلمون الذين حاولوا الفرار عندما اشتد القتال يعودون! فلنحمل على بركة الله على عدو الله..

 

هل تسمع تلك الصيحات؟ فإننا نقتُل منهم مقتلة عظيمة، تلك صيحات قتلاهم استمر أثابك الله استمر..

 

الله أكبر.. انظر! مسيلمة يهرب هو ومن معه! الله أكبر.. الله أكبر.

 

اجْرِ معي ورائهم.. يا الله من استطاع الفرار قد دخل تلك القلعة وأغلقوا الأبواب حتى مسيلمة قد دخلها.

 

سنجد حلاً إن شاء الله، لننضم لأميرنا خالد.. ها هو هُناك تعال معي.

 

ونحن بجانب خالد تري شخص ما يأتى مسرعًا، يا عمرو من هذا؟

 

هذا البراء بن مالك.. يا خالد احملونى فى الداخل وسأفتح لكم الباب إن شاء الله.

 

هيا يا أخي لنحمله مع باقي إخواننا المسلمين.. لنجلب هذا السلم الخشبي ونضعه هيا بنا.. قد وضعنا السلم، الآن لنحمل البراء هيا.

 

فيدخل البراء ويستطيع بتوفيق من الله أن يفتح الباب.

 

هل تسمع ذلك الصوت؟ إ نه صوت فتح الباب! لنهجم عليهم الله أكبر..الله أكبر.

 

نقتحم جميعنا المكان ونقاتل عدو الله سويًا.. يا عمرو؛ مَن هذا الذي يقف بلا حركة وعيناه مثل الصقر؟

 

أين هذا؟

 

إنه على يمينك، انظر!

 

أها.. هذا وحشي يا أخي، فقد أسلم والآن هو في صفوف الموحدين يُقاتل أعداء الله.. ثم تتفاجأ بعلو صيحات التكبير، لم تسمع مثل تلك التكبيرات من قبل، تشعر وكأن المكان حولك يهتز من التكبير! فقد قَتل وحشيُّ مسيلمة!

 

الله أكبر! النصر لله.

 

المصدر: قتل وحشي مسيلمة بقلم .. عمرو عاطف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 312 مشاهدة
نشرت فى 18 أغسطس 2019 بواسطة BsmetAmal
BsmetAmal
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

93,633

للإعلان على الموقع


اتصل 01270953222