قام المتقاعد الكفيف بيوتر ناوموف (61عاما)باجتياز المسافة من كالينينغراد الى فلاديفوستوك جريا مع العلم انه معاق بصريا وقد اعطى بذلك مثالا حيا بانه لا يوجد شيء مستحيل في الحياة .
ـــ قطع بيوتر المسافة في الـ 25 مارس اذار 2010 مع عربته الصغيرة التي تحتوي على اشيائه البسيطة وهو يرتدي نظارته السميكة التي لا يرى من خلالها الا القليل . لقد كانت نقطة انطلاقه من اقصى الجزء الغربي لروسيا في كالينينغراد وكان اصعب شيء بالنسبة له تمييز الاشارات المرورية على الطرق. ومع ذلك ، بيوتر ناووموف هو رياضي من ذوي الخبرة في التعامل مع الصعوبات وهذا ماساعده كثيرا في ان يجتاز خلال 8 اشهر مسافة قدرها 12 الف كيلومتر تفصل بين كالينينغراد و فلاديفوستوك. كان يقطع في اليوم 50 كيلومترا ، وينام في خيمة. وكان عليه أن يتحمل البرد ، والمطر وحرارة الصيف. ومع ذلك ، على الرغم من جميع الصعوبات وصل الى هدفه وهو يحمل ذكريات دافئة من أولئك الذين ساعدوه في تحقيق حلمه . اليكم مايقوله ناوموف بهذا الصدد:
ـــ بطبيعة الحال كان هذا العمل الرياضي صعبا بتنظيمه وبتمويله فقد ساعدوني اهلي واصدقائي وابناء قريتي والناس الذين التقيتهم خلال مهمتي ويمكن القول ان هذا الجري كان بنوعه شعبيا فقد ساعدوني في ياقوتيا وفي كل روسيا وحتى الاجانب ساعدوني
ـــ لقد استقبل اهالي ياقوتيا ابن وطنهم الذي عاد بالطائرة من فلاديفوستوك بعد انتهائه من رحلته الماراثونية حيث هنأه رئيس ياقوتيا دميتري غلوشكو لانجازه هذه المهمة وقدم له جائزة كرمز لمساهمته في الرياضة.
ـــ كرس بيوتر ناوموف عمله الرياضي هذا للذكرى السنوية الـ 65 للنصر في الحرب الوطنية العظمى. وأثنى على بطولة أولئك الذين دافعوا عن روسيا ضد الفاشية ويمكن القول انه هو نفسه حقق في الجري الذي قام به ماثرة كبيرة فيما قاله المنظم لهذه الرحلة الرياضية فيدوت كوليسوف، الممثل لمنظمة الخبرة الاجتماعية في ياقوتيا) حيث قال بهذا الصدد مايلي:
ـــ لقد اثبت المعاق بصريا للناس اجمع ان اي انسان حتى ولو كان معاقا يمكنه ان يتغلب على الصعاب ونحن في الجمعية الياقوتية في غاية الامتنان له لمثل هذا العمل الفذ ، ولغيره من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ينجزون مثل هذه الأفعال. مما يثبت أن قوة الروح لا تنتهي.
ـــ للاسف غالبا ما يستخدم الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية قوة العقل لحل المشاكل المنزلية الشائعة. ولكي يتم خلق مناخ افضل لـ 13 مليون معاق في روسيا وضعت الحكومة برنامجا بعنوان "البيئة المتاحة".وتهدف الى خلق ظروف مساعدة لهؤلاء المعاقين من شأنها أن تسمح لهم بالتحرك بحرية ، والعمل ، والرياضة ،و اللعب ، وزيارة المتاحف والمسارح. وباختصار للتفاعل مع الحياة بشكل كامل. أمّا العزم والارادة كما قال بيوتر ناوموف يجب ان تتوفر مسبقا لانه من الصعب اعطائها
ساحة النقاش