الكثير من الناس ممن تستهويهم الكتابات المختلفة في شتى الموضوعات الحياتية عبر وسائل النشر المختلفة وممن يتحدث أمام العلن في موضوعات قد لا يفقه كثيراً عن تفاصيلها ، دائما ما يعتقد بأنها نمط من أنماط التعبير عن الرأي وهذا لا خلاف فيه، ولا نستطيع إنكاره لأنه موجود وبكثرة بين مختلف فئات المجتمع .. ولكن؟
لابد أن نبدأ من التعريف حيث يقصد بحرية التعبير عن الرأي كما جاءت به موسوعة ويكيبيديا بأنها الحرية في التعبير عن الأفكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو عمل فني بدون رقابة أو قيود حكومية بشرط أن لا يمثل طريقة ومضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن اعتباره خرقاً لقوانين وأعراف الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير ويصاحب حرية الرأي والتعبير على الأغلب بعض أنواع الحقوق والحدود مثل حق حرية العبادة وحرية الصحافة وحرية التظاهرات السلمية.
ومن خلال التعريف تتضح لنا معالم التعبير عن الرأي ولكن من غير الممكن أن تجعل التعريف بمثابة الرقيب على كل من يعبر عن رأيه بأي طريقة كانت، فالرقابة هنا ليست بالتعاريف التي تكتب فمن صاغها وجد فيها وفي اتباعها شيئاً من التنظيم الذي لا بد من أن يتم مراعاته في حالة من يعبرون عن آرائهم دون المبالغة فيها، فحقيقة التعبير عن الرأي هي محاولة إيصال رأي أو فكرة دون الزام الآخر بقبولها، مع الالتزام بكل ما جاءت به القوانين والعادات والتقاليد.
ومثل ما يقال بأن حرية التعبير مكفولة وفق القانون فعلينا بأن لا نجعل من هذه العبارة غطاءً لكل ما تخطه أقلامنا وتلفظ به ألسنتنا ،من مبدأ فهمنا البسيط بأن المشرع أباح لي أن أقول وأكتب كل ما يخطر ببالي من أفكار، بل على العكس من ذلك بأن المشرع أباح لي بأن أعبر عن الآراء التي أعتنقها دون تخطي الحدود، والحدود هنا ما تطرق إليها التعريف .
ان الاستغلال الأمثل للمواهب الابداعية في التعبير عن الرأي وتبنيها يجعل من صاحبها منطلقاً في خدمة المجتمع وقضاياها بشكل إيجابي، ولا نقصد هنا «تلميع الصورة «بل نقل الحقيقة بصورتها دون التهويل والمبالغة بهدف استمالة الرأي العام بل على العكس فالرأي العام يجب أن يكون جزءاً منها في حل بعض القضايا، وهنا نرجع الى أهمية أن يكون صاحب الرأي حيادياً لا يخدم في رأيه مؤسسة أو أشخاص ولا ينتظر من طرح رأيه مصلحة شخصية وإلا أصبح رأيه بلا فائدة.
وعليه لا بد ان توجه طاقات التعبير عن الرأي في وجهة البناء لكي تضع بصمتها على كل تغيير يطرأ في أي منحى من مناحي الحياة، ولا بد ان تسخر طاقات الابداع بشكل إيجابي في التعبير ينأى عن تداول أو نشر الاشاعات التي من شأنها أن توجه القارئ لمعنى بعيد كل البعد عن الحقيقة.

 

 

المصدر: منقول
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 61 مشاهدة
نشرت فى 13 إبريل 2016 بواسطة BalqeesPress

المحامية والمدربة / إفتكار السقاف

BalqeesPress
موقع صحفي / شامل اجتماعية- ثقافية - رياضية - أراء ومقالات منوعة وتنمية الذات »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,042