فوجئ المشاهدون بالمشير / محمد حسين طنطاوى القائد الأعلى للقوات المسلحة يتحرك فى جولة بوسط البلد ، بزى مدنى، وبدون أى حراسات خاصة ، و الجماهير تلتف حوله للترحيب به.
تأتي خطوة المشير ( ربما ) فى إطار تخفيف العاصفة التي صاحبت شهادته ، والتي أصابت المحامين وأسر الشهداء وجموع المصريين بصدمة ، رغم حظر النشر فيما يتعلق بتفاصيلها .
المعلق ( فى التلفزيون الرسمي ) فى تقرير ـ فاشل ـ ( تكرر على مدى ثلاثة عقود ) ، ربما استبق الأحداث بالحديث عن صلاحية المشير للرئاسة فى خطوة مفاجئة ، وكأنه لن تكون هناك إنتخابات تحسم هوية نظام حكم ما بعد الثورة (التي قام بها شعب ثائر ) ، ووضعها ( ثقة ) في وصاية عسكر ( وقفوا على الحياد ) .
معلقون أبدوا تخوفهم من محاولةٍ ( ربما ) لاستنساخ وتكرار تجربة ثورة 1952 ( الأليمه ) ، وفى هذه الحالة تكون ثورة يناير ( حقيقةً ) قد انتهت بخسارة فادحة لا تتناسب وعظم التضحيات ، ودروب الشجاعة التي قدمت فى سبيل إنتصارها الذي توقف عند الإطاحة بالديكتاتور المخلوع ، وشددوا على أنه ربما ( عملت ) حكومة شرف على تبريد الثورة وشوهت خطواتها ، فى سبيل ترسيخ مؤشرات ( سلبية ) لما مضي ، وتعظيم مقنن ( لإيجابيات ) ماهو ( برؤيتهم ) آت .
قد تكون حركة المشير بسيطة فى مراميها ، لكن ذلك لا يقلل من إمكانيات من خطط لها .
وتبقى التخوفات مشروعة فى أعين جماهير عاشت معاني الإستبداد والاستعباد ، وكانت على وشك أن تورث من الأب لإبنه فى ترتيب مقنن سبقه الحكم والأراضي والأموال والحكومة والمصارف والبرلمان ، ودعّمه الإعلام والخوف وترسيخ مشاعرالاستسلام لما اعتبروه قدراً لا فكاك منه .
عقود مرت قبل أن ينتهي (المورث) نائماً على نفسه فى زنزانة ، و(الوريث) جامداً معه فى المشهد ( كاللوح ) إلا من نظرات وتعبيرات ( باردة ) قطتعها الإشارات البذيئة إلى أسر الشهداء الذين كانوا الوقود لبركان الغضب الذي أطاح بالأب والإبن و ( جزء ) من النظام، وترك البعض (الذي يرى البعض تشككاً ) أنه لا يؤمن مسعاه !!
ساحة النقاش