حقوق الإنسان : الصومال كارثة ليست في حسابات العرب
في غياب تام من الحكومات والشعوب العربية، يواجه الصومال والقرن الأفريقي أسوأ كارثة إنسانية منذ عقود، وبين وهن الحكومة الانتقالية في الصومال وسيطرة ميليشيات الشباب المسلحة على مقديشيو وبعض المناطق الجنوبية، وما تقوم به تلك الميليشيات من مداهمات مسلحة لمخيمات اللاجئين، والهجمات التي تنشنها القوات الحكومية التي تدعمها قوات الاتحاد الإفريقي على تلك المليشيات، قتل أكثر من 30 ألف طفل صومالي بسبب الجوع خلال الأشهر الثلاثة الماضية نتيجة أسوأ ازمة إنسانية يواجهها القرن الافريقي منذ عقود، ونحو 3.7 ملايين صومالي يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، كما يتعرض أكثر 12 مليونا لخطر المجاعة وانعدام الموارد الأساسية (وفقا لتقدير الأمم المتحدة).
وجدير بالذكر أن معظم سكان الجنوب بالصومال يعانون من عدم وجود الخدمات الأساسية، حتى أن نحو 1300 صومالي يفرون يوميا إلى كينيا المجاورة في محاولات يائسة للحصول على الإمدادات ولكن دون جدوى، وتضم مجموعة المخيمات في شمال كينيا نحو أكثر من 380 ألف لاجيء فارين من الجفاف والحرب، وبحثا عن القليل من الموارد الأساسية مثل المياه والطعام، يفر الآلاف من الصوماليين من القرى متجهين نحو المدن سيرًا على الأقدام، ولا يجدون بالمدن سوى هجمات المليشيات المسلحة التي ترتدي الزي العسكري على مخيمات الإغاثة الإنسانية، وتستغرق رحلات النزوح إلى المدن أياما يسقط فيها الأطفال والنساء بعد أن يقتلهم الجوع والعطش.
ويشير مكتب أوتشيا الأممي الى أنه تم تمويل نحو 47% من النداء الموحد من أجل الصومال أي بمبلغ 265 مليون دولار، والحاجة ماسّة لـ246 مليونا آخر. ومن بين المناطق الأكثر تضررا، ولاية شبيلي السفلى حيث يفتك المرض والجوع بأجساد الأطفال والنساء الصوماليات نتيجة موجة الجفاف.
وفي ظل اهتمام الأمم المتحدة ودول أوروبا وأمريكا، تأتي تلك الكارثة الإنسانية في غفلة من الحكومات العربية، وغني عن البيان أن هناك عدد من البلدان العربية الأكثر ثراء بالمنطقة يناط بها المساعدة في احتواء تلك الكارثة الإنسانية التي تعصف بالصوماليين.
وقد اهاب البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان بكل الحكومات العربية، ضرورة احتواء تلك الكارثة الإنسانية، كما يهيب بالمجتمع المدني العربي والمؤسسات الحقوقية العربية تسليط الضوء حول الأزمة الإنسانية في الصومال تأكيدا ومراعاة لما ورد بالاتفاقيات الدولية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
كما يدعو البرنامج العربي، كافة وسائل الإعلام العربية إلى تسليط الضوء حول تلك الكارثة الغائبة عن دائرة اهتمام الشعب العربي.
ساحة النقاش