أظهرت دراسة أسترالية أن مكملات غذائية من مستخلصات مولاس (دبس) قصب السكر تمثل نهجا جديدا لمكافحة زيادة الوزن والبدانة الناجمة عن الغذاء الغني بالدهون، وفق بيان جمعية دراسة السلوك الابتلاعي (SSIB) .

قاد الدراسة ريتشارد ويزنغر الأستاذ بجامعة لاتروب الأسترالية ببُندورا، وعرضت نتائجها بالمؤتمر السنوي المنعقد مؤخرا بكليرووتر في فلوريدا للجمعية المتخصصة بدراسة سلوكيات الأكل والشرب.

درس ويزنغر وزملاؤه تأثير إضافة خلاصة الدبس لحمية غذائية غنية بالدهون على أوزان الفئران. والمعلوم أن خلاصة الدبس غنية بالبوليفينولات 
(polyphenols) وهي مركبات كيميائية متوفرة بالنباتات المعروفة بمقاومتها للأكسدة.

وتذكر الموسوعات أن مصادر البوليفينولات نباتية تماما، خاصة الأغذية الغنية بالمركبات الكيميائية النباتية: العسل، البقول، الفاكهة كالتفاح والتوت الأسود والأزرق والبري والأرضي والشمام والكرز والعنب والكمثرى والبرقوق والفراولة، والخضراوات كالبروكولي والكرنب والكرفس والبصل والبقدونس، الشوكولاتة، الشاي الأخضر، زيت الزيتون وزيت أرغان، حبوب لقاح النحل، الغلال.

ويتحقق تحصيل البوليفينولات باستهلاك تنويعة من الأطعمة النباتية، بينما يبقى دور مكملاتها وسيلة لتحقيق هذه الفوائد الصحية موضوعا للبحث.

وتلقت فئران الدراسة الأسترالية كميات متماثلة من غذاء عالي الدهون دون إضافات، أو نفس الغذاء مضافا إليه 2-4% خلاصة الدبس. وبعد 12 أسبوعا، أصبحت الفئران التي تلقت 4% خلاصة الدبس أقل وزنا وأقل دهونا بالجسم وبأقل مستويات لهرمون لبتين الذي تفرزه الخلايا الدهنية.

وقد أظهرت دراسات إضافية أن مكملات خلاصة الدبس أدت لزيادة إخراج الطاقة، أي ازدادت السعرات الحرارية المفقودة بالبراز.

ورافق ذلك زيادة في إطلاق نشاط الجينات المسؤولة عن المؤشرات الحيوية لأيض –التمثيل الغذائي- (ميتابولزم) الطاقة بخلايا الكبد والدهون.

ووفق البروفسور ويزنغر، يبدو أن إضافة خلاصة المولاس للحمية الغذائية عالية الدهون خفض وزن الجسم ودهونه من خلال خفض امتصاصه للسعرات الحرارية بالمقام الأول.

ونظرا لانتشار البدانة المتزايد بأنحاء العالم، وما يتصل بها من مشكلات صحية، ستكون فكرة إضافة خلاصة الدبس للغذاء طريقة فاعلة في التعامل مع معدلات زيادة الوزن والبدانة المضطردة.

في الخطوة التالية، سيجري الباحثون تجارب سريرية، العام القادم، لإتاحة الفرصة لتقييم كفاية وفاعلية خلاصة الدبس في السيطرة على أوزان البشر.

يُذكر أن اهتمامات البروفسور ويزنغر تركز منذ سنوات على دراسة تأثير مستخلصات بوليفينولات قصب السكر على تركيبة وكيمياء الجسم وحساسيته أو استجابته لهرمون الأنسولين المسؤول عن معالجة وتصريف سكر الدم وتزويد الخلايا بالطاقة اللازمة، مما يحد من الإصابة بالبدانة والنوع الثاني للسكري.

وأظهرت أبحاثه مؤخرا، ومنها هذه الدراسة، أن إضافة البوليفينولات للغذاء عالي الدهون قد تمنع البدانة وتحسن استجابة الجسم للأنسولين. وهناك خطة لتجارب أخرى لاستكشاف آليات عمل بوليفينولات قصب السكر تحديدا، وأثرها على عمليات الجسم الحيوية.

في سياق تفسير آلية عمل البوليفينولات كمضادات للأكسدة، يتداول أهل الاختصاص نظرية التنظيم القائلة بأن قدرة البوليفينولات المضادة للأكسدة تقتلع جذور الأكسجين الحرة وتعيد تنظيم تفاعلات المعادن بالخلايا.

وتشير النظرية لضرورة استمرار إزالة كافة أنواع الأكسجين التفاعلية، كــ"البيروكسي نَيْترايت" و"بيروكسيد الهيدروجين" من الخلايا للحفاظ على وظائف أيض الخلية سليمة وصحية.

بالمحصلة، يؤدي تقليص مستويات تركيز أنواع الأكسجين التفاعلية إلى فوائد حيوية عديدة مرتبطة ربما بمنظومات نقل الأيون (الشحنات الكهربائية) بما قد يؤثر على نظام إشارات الأكسدة.

ويحذر علماء من أن بعض البوليفينولات تكافح السرطان، لكنها تسبب التسرطن أيضا خاصة للصغار، لكن ذلك مستبعد لدى البالغين. ووجدوا في تجارب مخبرية أن البوليفينولات قد تقلل امتصاص الحديد خاصة من الغذاء النباتي.


  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 28 يوليو 2011 بواسطة BADRFOUDA

ساحة النقاش

ابو استشهاد

BADRFOUDA
ندعوا الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والى تكوين الفرد المسلم والاسرة المسلمة والمجتمع المسلم والى الحكومة المسلمة والى الدولة المسلمة والخلافة الاسلامية والى استاذية العالم »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

121,144