أكد د. عصام العريان، نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة"، أن الراحل د. عبد الوهاب المسيري ترك لنا أفكارًا وأحلامًا تحقق بعضها وسيتحقق الباقي، مثل زوال الكيان الصهيوني أكبر الخاسرين من ربيع الثورات العربية، مشيرًا إلى أنه نشأ بزلزال وسيزول بزلزال، بدأ اجتياح النظم العربية التي كانت تعمل لمصلحة هذا الكيان ولخدمة مصالح غربية.
وأضاف- خلال احتفالية نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، مساء أمس، في الذكرى الثالثة لوفاة المسيري-: "ولكننا نرى فجر نظام عالمي إنساني جديد كان يعمل له وينادي به المسيري رحمه الله".
وأشار إلى أن الراحل أثناء الثورة المصرية كان يملأ بروحه ليس ميدان التحرير فقط، بل ميادين مصر كلها، وأنه كان يحمل في شخصيته جوانب متعددة وكثيرة، فهو يصف نفسه بالماركسي الصوفي المؤمن بالله، وأنا أصفه بأنه كان من العارفين بالله الزاهدين الذين يعيشون في الدنيا ولا يعملون لها.
وأوضح د. العريان أنه كان من الشخصيات النادرة في تاريخ مصر، قليلة العدد كثيرة التأثير، أمثال د. محمد عمارة، والمستشار طارق البشري؛ الذين سيبقى تأثيرهم ما بقي منهجهم في التفكير، وسيظل تأثيرهم ممتدًا عبر الزمان.
وقال د. سيف الدين عبد الفتاح، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: إنه ليس هناك تيار سياسي أو فكري لا يعترف بفضل المسيري في تكويناته الفكرية وتلك كانت قيمته؛ حيث كان يأخذ من فكره كل على حسب حاجته.
وأضاف: "ولذا أسهم المسيري في معمار الثورة المصرية، وكنا نجد روح التحرير في بيته قبل أن تأتي بسنوات؛ حيث تجمع فيه أناس من كل فكر وصنف ومعرفة وكل اتجاه سياسي".
وأشار عبد الفتاح إلى أن المسيري علمنا دائمًا أن نفكر خارج الصندوق، وكذلك فعل الشباب الذين تركوا السياسة للسياسيين، واستحضروا تلك الروح التي ظهرت في ميدان التحرير، ورأينا المسلم بجوار المسيحي والماركسي بجوار الإسلامي، وأفرز ذلك في النهاية ما رأيناه من إنسانية الثورة وسلميتها وحضاريتها.
وشدد د. عبد الحليم قنديل، المنسق السابق لحركة كفاية، على أن الحديث عن المسيري بلغة الغائب لا يصح؛ لأنه محصن ضد جريان الزمن بأعماله وفكره وتلاميذه، مشيرًا إلى أن المسيري كان المفكر الأعظم الذي كان يطابق بين الأقوال والأفعال؛ الأمر الذي كنا نراه عند الكثيرين في عالمنا العربي؛ حيث هناك فجوة كبيرة بين الأقوال والأفعال، على حدِّ وصفه.
وأكد أن أحدًا لم يكن ليلوم المسيري لو جلس في بيته وترك النضال لمرضه وسنه، ولكنه كان يحمل نفسًا لوامة؛ حيث كان الصادق العظيم ينزل مثقلاً بأعباء المرض؛ ليفعل ما يفعله الشباب؛ وليلهم الآلاف ثم الملايين لتخرج في ثورة مصر العظيمة.
وأضاف قنديل أن المسيري قدَّم بالتفسير العلمي معنى نهاية الكيان الصهيوني، رغم انتقاله في سنواته الخمسين الأولى من نصر إلى نصر، ولكن ذلك الكيان سينتقل في الخمسين الثانية من هزيمة إلى هزيمة، مشيرًا إلى التفاؤل الذي طرحه المسيري بانتصار المقاومة الفلسطينية التي طورت من نفسها وأدواتها.
المصدر: "إخوان أون لاين"
ساحة النقاش