بدأ نشاط الاستزراع المائي شبه الصناعي والاستزراع المائي التجاري في الأرجنتين في التوسع في التسعينيات من القرن العشرين. وحتى لو لم يحدث النمو بشكل سريع فقد كان نمواً ثابتاً مطرداً. ويعتبر تراوت قوس قزح (Oncorhynchus mykiss) هو المحصول الرئيسي للبلاد من الاستزراع المائي حيث وصل إنتاجه إلى 231 1 طن (في عام 2003) بما يساوى 74% من الإنتاج المائي القومي. ويمكن مضاعفة هذا الإنتاج في الأعوام القليلة التالية عند ما بدأت الامتيازات في خزان إليكورا (Alicurá impoundment) شمال الأرجنتين.

أما المحصول الثاني فهو الباكو Pacu Piaractus mesopotamicus، حيث بدأت تجارة هذا النوع في عام 2000 بمعدل 70 طن، ثم حقق نمواً بمعدل 300 طنا في العام من المنتجات الحية (18% من إجمالي الإنتاج المائي). وقد أدى هذا الانخفاض الكبير في إنتاج المصايد من هذا النوع في نهر بلاتا (Quirós, 1990) واهتمام المنتجين باستزراعه بسبب الطلب الكبير عليه في السوق إلى التنبؤ بإنتاج متزايد من الاستزراع المائي له.

أما الرخويات ثنائية المصراع فاحتلت المرتبة الثالثة من حيث إنتاج الاستزراع المائي. يستزرع المحار في الجزء الجنوبي من ساحل مقاطعة بيونس أيريس، بينما يتم إنتاج بلح البحر في ريو نيجرو شوبوط وتيرا ديل فيوجو. تتضمن الأنواع المستزرعة المحار الكأسي (Crassostrea gigas) ونوعين من بلح البحر (Mytilus edulis و M. chilensis)، حيث وصل إنتاجها إلى السوق منذ عام 2000. وبحلول عام 2003 تم الاتجار في 80 طنا (بما يعادل 5% من إجمالي إنتاج الاستزراع المائي) ليبلغ نمواً مستداما في الوقت الحالي.

وأخيرا اكتمل جدول الإنتاج المائي باستزراع بعض الأنواع من خلال الاستزراع الأحادي صغير المدى (الاستزراع الريفي) والمصايد القائمة على الاستزراع الموسع في بعض المسطحات المائية؛ مثل السمك فضي الجانبين (Odonthestes bonariensis) في المنطقة الوسطى والمنطقة العشبية الحارة الرطبة، حيث حقق إنتاجا وصل إلى 80 و120 كجم للهكتار أو أكثر في العام اعتمادا على بيئة الاستزراع. ويقدر إنتاج إصبعيات السمك فضي الجانبين بأكثر من 3,5 مليون سمكة أنتجتها العديد من المفرخات.

أما استزراع الكارب العشبي (Ctenopharyngodon idellus) فيتم في شكل استزراع أحادى أو متعدد مع أنواع الكارب أو الباكو الأخرى عن طريق المنتجين الريفيين الصغار. ويتطور هذا النوع من النشاط أساسا في إقليم مسيون Misiones (NEA)، وكذلك استزراع البلطي (20 طن و3 طن، بالترتيب).

ويمكن استزراع نوعين لهما قيمة تجارية عالية في المناطق المعتدلة والدافئة هما الضفدع الأمريكي (Rana catesbeiana) وجراد البحر أحمر المخالب (Cherax quadricarinatus). يتم الاستزراع بنظام الصوبات أو تحت ظروف التحكم في درجة الحرارة.

أما في المناطق تحت الحارة فيتم أيضا استزراع الياكار yacare (Caimán latirostris) بإنتاج يبلغ 000 50 سمكة/ في العام (4-5 كجم / للسمكة). ويتم بيع لحم هذه السمكة في سوق بيونس أيريس (بسعر 12 دولار أرجنتيني للكيلوجرام)، كما يباع الجلد في الأسواق الداخلية والخارجية بسعر 2 دولار أمريكي لكل سم عرض(A. Larriera اتصال شخصي).

وأخيرا جمع نشاط تربية أسماك الزينة مختلف المنتجين والتجار؛ ففي عام 2004 وصلت الصادرات إلى 000 370 سمكة، لتتغلب على مشكلة الاستيراد السابق لأنواع الزينة (Panné et al, 2004).

لمحة تاريخية

تم إدخال عدة أنواع من السلمون في بداية القرن العشرين بهدف تخزين البحيرات البتاجونية لممارسة رياضة الصيد. وتتضمن هذه الأنواع تراوت قوس قزح وسلالتها المعروفة باسم ذي الرأس الفولاذية, التراوت البني, تراوت الجداول المائية وسلمون الأطلنطي والسلمون المحلي (انسيرادو encerrado). ومن بين هذه الأنواع كلها فإن تراوت قوس قزح والتراوت البني هما النوعان اللذان تكيفا بسهولة. وعند بداية الاستزراع السمكي كان النوع الأول يستخدم بغرض الاستزراع الحرفي وكذلك الاستزراع شبه الصناعي، مثلما يجري هذه الأيام.

وعند بداية القرن العشرين، وفي عام 1904 تحديدا, حدث أول تفريخ صناعي للسمك فضي الجانبين (Odonthestes bonariensis) في مقاطعة بيونس أيريس. وعقب عام 1940 تمت ممارسة تخزين عدة مساحات مائية في جميع أنحاء البلاد سنويا. وتوجد عدة مساحات شاسعة للصيد الرياضي لهذا النوع في المنطقة المعتدلة.

وقد تم بناء مركز الاستزراع المائي للسلمون في باريلوشي Bariloche في عام 1932 وكان مسئولاً عن تزويد الاستزراع الموسع بالبيض والإصبعيات من تراوت قوس قزح (Oncorhynchus mykiss) حتى التسعينيات من القرن العشرين، ليتم توزيعها على الأماكن المناسبة لإنتاج هذا النوع في البلاد. ويتم حاليا القيام بعملية إعادة التخزين من جديد في كل مقاطعة لديها ظروف مناسبة بطول البلاد من جوجوي jujuy في الشمال وحتى تيرا ديل فيجوTierra del Fuego جنوبا.ومنذ منتصف الستينات من القرن العشرين يتم القيام بالاستزراع المائي وفق ظروف محكومة وشروط تجارية صارمة. وعلى الرغم من أن أول منشأة متخصصة في استزراع تراوت قوس قزح تقع في مقاطعة بيونس أيريس، فقد تم إنشاء منشآت أخرى في بتاجونيا الشمالية عام 1970 (لتنتج ما بين 30 - 100 طن في العام).

وتحقق هذه المنطقة ( بتاجونيا الشمالية) أكبر إنتاج من هذا النوع من التراوت. وفى البداية كان الاستزراع فيها يتم في مجارى مائية أسمنتية مبنية على الأرض، تتميز بمعدلات عالية من تغيير المياه. وعقب التسعينيات يجري القيام بمعظم عمليات الاستزراع المائي في أقفاص معلقة، بينما لا يزال صغار المنتجين يستخدمون المجارى المائية. (لا يزيد الإنتاج عن 30 طنا في العام). ويتم استزراع الإصبعيات ذات الجرام الواحد والتي سيتم نقلها إلى الأقفاص في نفس المفرخات الموجودة والتي تخص المشاريع الخاصة أو الحكومة المحلية. ويتم استيراد نسبة ضئيلة من البيض الملقح من الولايات المتحدة، بينما يتم تزويد معظم المنتجين بسلالات أرجنتينية.

وقد تم البدء في عمل أول دراسات بحثية بغرض تنمية تكنولوجيا استزراع الباكو pacu Piaractus mesopotamicus في الثمانينات من القرن العشرين، مما أدى إلى تكاثرها صناعيا في بداية التسعينيات، والحصول على أول بيانات عن النمو والإنتاج. ويجري القيام باستزراع هذا النوع في أحواض محفورة في الأرض بالأنظمة شبه المكثفة. كما تجري اليوم محاولة الاستزراع في الأقفاص المعلقة بالاعتماد على الخبرات المكتسبة والتي يتم تطويرها في المركز القومي للتنمية المائية (CENADAC).

وقد تطور محصول الرخويات من خلال تكييف التكنولوجيا مع ظروف الدولة، في مفرخ ومعمل أوست، ريو نيجرو (S.A. Oeste, Río Negro) في التسعينات، على الرغم من أن أولى المحاولات كانت في الثمانينات. ومع بداية القرن بدأ الإنتاج الموجه للاستهلاك. وتتم الآن ممارسة الاستزراع الحرفي للرخويات في إقليم بيونس أيريس (وخاصة المحار) وفي شوبوط وتيرا ديل فيجو (بلح البحر).

وقد بدأ استزراع المحار الكأسي من خلال الإدخال غير العمدي لنوع (Crassostrea gigas) إلى باهيا أنيجادا Anegada Bohia(إقليم بيونس أيريس)، حيث يتم اليوم إنتاجها واستخراجها. وأدي تكوين بنك طبيعي في عام 1980 إلى البدء في أنشطة التفريخ مما أدى إلى البداية الناجحة لاستزراع هذا النوع، وما زالت الزريعة يتم استخراجها من هذا البنك حتى اليوم.

كما بدأت الخطط الخاصة بالاستزراع على نطاق صغير مع المنتجين الريفيين في عام 1970 في مقاطعة مسيون. وتم تشجيع هذا النوع من الاستزراع عن طريق تقسيم الأرض إلى أجزاء صغيرة مكونة من 25 هكتار فقط تسمى (minifundios). ومنذ أواخر الثمانينات وحتى الآن زادت المساحة المستزرعة وعدد المنتجين عن 200 منتج. ويتم بيع إنتاج هذه المزارع السمكية الذي يحتوى على الآمور أو السلمون السيبيري وعدة أنواع من الكارب، الباكو والبلطي في الأسواق المحلية.

يمتلك استزراع أنواع الزينة في الدولة تاريخا طويلا، حيث مر بالكثير من التقلبات بسبب الموقف الاقتصادي للبلاد. والأنواع الرئيسية المستزرعة هي عائلة الكارب أو الشبوط (سيبرينيدي) وعائلة البلطيات (سيكليدي). وتقع أهم المنشآت في أقاليم قرطبة Cordoba, بيونس أيريس، سانتا في ومقاطعات كورينتيس

الموارد البشرية

يأتي المتخصصون والفنيون الذي يشاركون في هذا القطاع اليوم من مجالات شتى مثل: البيولوجيا (علم الأحياء), الهندسة الزراعية، والطب البيطري. ويمتلئ السلم الفني بالفننين المهنيين في مجال الاستزراع المائي، وهم في الأصل خريجو الجامعة القومية في بتاجونيا، التي تعتبر من أقدم الجامعات في البلاد في هذا التخصص. وعلى المستوى الثلاثي يتم تدريس تخصص فني آخر للاستزراع المائي في المنطقة الوسطى (Rosario, Santa Fe)، وكذلك تخصص مهني في الصيد والاستزراع البحري في سان انطونيو أوست.

وفي عام 2000 تم افتتاح أول درجة لما بعد الدرجة الجامعية (درجة الماجستير في الاستزراع المائي) في الجامعة القومية في بيونس أيريس، في المدرسة العليا للزراعة.

وقد كانت جميع الأنشطة المائية التي تطورت في البلاد ذات طبيعة تجارية (فيما عدا محطات استزراع أسماك المياه العذبة المخصصة للاستزراع الموسع للسمك فضي الجانيين والتراوت في الأقاليم المختلفة). وخلال الأعوام الأخيرة زاد عدد العمال في هذه الشركات سواء كانت حرفية، عائلية أو شبه صناعية.

جدول 1. العمالة في الاستزراع المائي


نوع العمل العدد
عمالة تشغيل مستديمة 47
عمالة تشغيل مؤقتة حصاد 20
فنيو الاستزراع المائي 17
المحترفون المتخصصون * 19
صغار المنتجين ** 190-220


* يتضمن: البيولوجيين، البيطريين، والمهندسين الزراعيين، وآخرين.
**يتضمن: ملاك الأعمال الأسرية، والاستزراع السمكي الريفي. ويشتمل ذلك فقط على المؤسسات
المسجلة في مديرية الاستزراع المائي. لا يتضمن 16 مؤسسة تقوم باستيراد وتصدير الكائنات الحية للزينة (العديد منها يتم في مزارعهم).

نوع العمل العدد
عمال تشغيل 61
المساعدون 6
رؤساء عمال 6


ملحوظة: يتم تغيير الأفراد في مؤسسات الاستزراع التي تمللك مصانع معالجه حسب الحاجة. كما يمكن للاستزراع المائي الوصول لمصانع معالجة منتجات المصايد المتنوعة والمنتشرة في البلاد

ولم يتم تحديد نسبة عدد العمال من الرجال والنساء، إلا أن الرجال هم الذين يقومون بمهام الاستزراع بينما تكون مشاركة النساء أكبر في مصانع المعالجة.

أمانى إسماعيل

Atlanticocean

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

Atlanticocean
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

369,445