تم مؤخرا فقط تبنى الاستزراع المائى كوسيلة مضمونة لمواجهة النقص فى الاحتياجات السمكية لغانا. لذلك لم يكن هناك زيادة واضحة فى إنتاج الأسماك خلال السنوات. وقد أنتجت غانا فى عام 2003 ما لم يتجاوز 51.7% من إحتياجاتها من المصادر المحلية، واستطاعت فى 2004 بلوغ 68.1% من احتياجاتها السمكية من خلال الانتاج المحلى والاستيراد.
والبلطى (المشط) هى السمكة الرئيسية التى يتم استزراعها وتمثل 80% من إنتاج الاستزراع المائى. وتشكل أسماك القرموط (السلور) (Clarias sp., Heterobranchus sp.) و Heterotis niloticus نسبة 20% الباقية.
ويمثل الصيد قطاع هام فى التنمية الاقتصادية المحلية، وتقدر مساهمته بحوالى 3% من إجمالى الناتج المحلى وحوالى 5% من إجمالى الانتاج الزراعى المحلى. وقد قدر إنتاج الأسماك من الاستزراع المائى بحوالى 950 طن فى عام 2004. إلا أنه لم يتم حساب ما يمثله إنتاج الاستزراع المائى فى الإقتصاد القومى بصورة منفصلة، لذا فإن أهميته لم يتم تقديرها بعد.
فعلى سبيل المثال، لا توجد معلومات أو بيانات حول دور الاستزراع المائى فى الأمن الغذائى، العمالة والتخفيف من الفقر. وقد قدر أن الإنتاج من الأحواض الأرضية والمصايد المعتمدة على الاستزراع تبلغ قيمته 1.5 مليون دولار أمريكى سنويا .
ويعتمد قطاع الاستزراع المائى بدرجة أساسية على مزارعى الإعاشة اللذين يديرون وحدات صغيرة للاستزراع الموسع فى الأحواض الترابية على عكس الممارسات المكثفة فى الاستزراع التجارى. لذا، فإن القطاع يفتقر إلى التنظيم المطلوب لمواجهة تحدى توفير المدخلات مثل الزريعة والأعلاف المطلوبة للأنشطة التجارية لدعم نمو هذه الصناعة.
والاستزراع السمكى التجارى كنشاط زراعى كبير، هو تطور جديد وقد فتح سبل عديدة لخلق فرص العمل. وتنتج أغلب المنشآت التجارية الأسماك من الأحواض الترابية. وهناك منشأة واحدة للاستزراع فى الأقفاص تنتج 200 طن أو 21.1% من جملة الانتاج.
هناك العديد من القوانين التى تنظم وتسيطر على القطاع وقد أقامت الحكومة مؤسسات مسئولة عن تنمية سياسات المصايد والاستزراع المائى وتوجه وتضع أولويات البحوث. وإدارة المصايد هى الجهة الحكومية الرئيسية المسئولة عن تنمية الاستزراع المائى، ويتولى معهد أبحاث المياه التابع لمجلس الأبحاث العلمية والصناعية القيام بأبحاث الاستزراع المائى. ولتشجيع تنمية الاستزراع المائى، فإن استيراد أسماك الاستزراع غير مسموح به.
لمحة تاريخية
بدأ الاستزراع السمكى عند بناء الأحواض الأرضية لتربية الأسماك فى 1953 بمعرفة إدارة المصايد السابقة فى الجزء الشمالى من غانا. وقد أقيمت هذه الأحواض لتعمل كمفرخ لدعم برنامج الصيد القائم على الاستزراع فى البحيرات الذى تبنته الإدارة الاستعمارية كسبيل لاستكمال الاحتياج الوطنى للأسماك وفرص رفع مستوى المعيشة.
وقد تم تعليم مهارات الصيد للمجتمعات القاطنة بالقرب من البحيرات الصغيرة، والتى لم تكن تستغل فى الصيد من قبل. وبعد الاستقلال فى عام 1957 تبنت الحكومة الوطنية سياسة لتنمية الأحواض السمكية فى إطار منظومة الرى فى البلاد. وقد أقيمت منشآت رى تملكها الدولة، كلما أمكن ذلك فنيا، فى إطار سياسة تهدف لتحويل 5% من منشآت الرى إلى مزارع سمكية.
وفى الفترة من 1990 وحتى 2004، تم تحسين تقنيات إنتاج الاصبعيات بدرجة كبيرة. وأنتجت الاصبعيات من الأحواض الخرسانية والهابات بالإضافة إلى الأحواض الترابية، مثلما كان يتم فى السنوات السابقة. وعلى الرغم من أن زريعة الأسماك مازالت تجمع من الأنهار والبحيرات فى المناطق النائية، إلا أن المزارع التجارية الخاصة تنتج اصبعيات البلطى بأعداد أكبر من إحتياجاتها وهم مستعدين لبيع الفائض. واستزراع البلطى وحيد الجنس من الذكور أصبح واسع الإنتشار.
وتنتج الاسماك بالدرجة الأولى من الاحواض الترابية ومن مزارع الاقفاص فى بحيرة فولتا. ولا توجد منشآت للاستزراع فى المياه الشروب والمياه البحرية فى البلاد. وتربى كل الوحدات سمكة البلطى النيلى Oreochromis niloticus. وينتج المربون الصغار انواع مختلفة أخرى بالإضافة إلى الأنواع الأساسية التى تشمل O. niloticus, Clarias gariepinus و Heterotis niloticus.
والغالبية العظمى من المزارعين من صغار المربين الذين يستخدمون نظم التربية الموسعة. والمشغلين الخمس الرئيسيين للوحدات التجارية، يضمون إثنان من النساء، اللائى انضممن إلى دائرة الانتاج خلال السنوات الخمس الماضية. وهم يقمن بممارسة الاستزراع السمكى المكثف ويعلفون الأسماك بعلائق متزنة يقومون بتحضيرها بأنفسهن. ولا توجد أعلاف أسماك تجارية مصنعة معروضة للبيع نظرا لعم وجود سوق بيع ثابت.
وقد بلغ إجمالى إنتاج الاستزراع المائى 950 طن فى عام 2004، بلغت قيمتها حوالى 1.5 مليون دولار أمريكى. ويبلغ الإنتاج من المصايد القائمة على الاستزراع فى البحيرات 150 كجم/هكتار/سنة. ويبلغ متوسط إنتاج المزارع الصغيرة من الأحواض الترابية ما قدر بحوالى 2.5 طن/هكتار/سنة والقيمة الاجمالية لإنتاج المزارع الصغيرة 0.463 مليون دولار أمريكى.
والإنتاج المقدر من الاستزراع التجارى فى الأقفاص يبلغ 200 طن/هكتار/سنة بقيمة 0.316 مليون دولار أمريكى. وإنتاج مزرعة تجارية من مساحة 8.7 هكتار كان 83 طن بلغت قيمته 0.143 مليون دولار أمريكى.
الموارد البشرية
هناك 46 مفتش محترف حاصلين على شهادات جامعية (بكالوريوس) فى تحت قطاع المصايد التابع لوزارةالغذاء والزراعة، ومن بين هؤلاء 29 حاصلين على تدريب بعد جامعى متخصص فى الاستزراع المائى وهم مكلفين بمهام الاستزراع المائى.
ومن بين هؤلاء التسع والعشرون، هناك 10 حاصلين على البكالوريوس و8 حاصلين على الماجستير فى التخصصات المختلفة للاستزراع المائى بما فى ذلك استزراع الجمبرى (القريدس) وإدارة المفرخات. وباقى الكوادر المختصين بالاستزراع المائى حاصلين على درجات المدارس العليا، ومن بينهم أربعة حاصلين على دبلوم فى الاستزراع المائى من الجامعة.
وقد أوضح مسح قامت به إدارة المصايد فى عام 2003 وغطى 77 مركز من المراكز المائة وعشر فى غانا أن هناك 709 مزارع أسماك صغير. ويعمل هؤلاء فى 1380 حوض ترابى بمساحة إجمالية قدرها 112.28 هكتار ومساحة 42.02 هكتار من الأحواض المتروكة للاستخدام كمفرخات.
وهذا التعداد العام لم يجمع معلومات حول تفاصيل أخرى مثل الملكية أو إذا ماكان المزارعين يعملون كل الوقت أو بعض الوقت. إلا أنه، وفى دراسة أخرى تبين أن 161 من بين 324 مزارع أسماك فى أربعة مقاطعات من غانا، (FAO, 2005)، سجلت الملاحظات التالية: مثلت النساء حوالى 5% من مزارعى الأسماك فى ثلاث من المقاطعات الأربع، وأقل من 40% من المزارعين يعتبرون الاستزراع المائى نشاط رئيسى.
وهناك خمسة مزارعى أسماك تجاريين يعملون بدوام كامل، من بينهم أربع لديهم مزارع أحواض ترابية بمساحات 10.0، 8.8، 8.7 و 3.1 هكتار على الترتيب. والمزرعة الخامسة تتكون من ثمانية أقفاص، كل واحد منها ذى قطر 15متر وعمق 4 أمتار.
ومنشأة الأقفاص ومساحة 3.1 هكتار من الأحواض الترابية تملكها وتديرها سيدة. ويعمل فى الأقفاص وأحد مزارع الأحواض الترابية فنى بدوام كامل لتناول النواحى الفنية للادارة. والفنى فى مزرعة الأحواض الترابية ألمانى الجنسية.
وقد أوضحت نفس الدراسة أن 9% من المزارعين حاصلين على 1-6 سنوات من التعليم، 10% أتموا التعليم الثانوى و 8% التحقوا بالجامعة، بينما 10% لم يحصلوا علىتعليم رسمى. ومزارعى الاسماك من الرجال كانوا افضل تعليما من النساء. وقد تكون هذه النتيجة إنعكاس للحالة والخواص العامة لمزارعى الأسماك فى كل البلاد.
ساحة النقاش