تتقع جمهورية الكاميرون وعاصمتها ياوندي عند قاع خليج غينيا في وسط أفريقيا، بين خطي عرض 2 و 3 درجة شمالا وخطي طول 9 و 16 درجة شرقا. وتبلغ مساحة الكاميرون 000 475 كم2. ويمنح هذا الامتداد الجغرافي الدولة مدى واسعا من التنوع الجغرافي والبيئي.
أدخل الاستزراع المائي للكاميرون في عام 1948. ومنذ ذلك الحين صارت الدولة شريكا في العديد من المشروعات والبرامج في هذا القطاع بهدف تشجيع تبني هذا النمط الجديد من الاستزراع السمكي. إلا أن ذلك كان يجري بعشوائية، ولذلك كان المردود متواضعا.
ونتيجة لتناقص إنتاج المصايد الطبيعية في الكاميرون وزيادة استيراد الأسماك المجمدة لسد العجز، تتجه الدولة لتطوير الاستزراع المائي لمواجهة الطلب المحلي المتزايد على الأسماك، الناتج عن زيادة السكان وتدفق النقد الأجنبي. لذلك أصبح هذا القطاع أحد أولويات الحكومة، التي وضعت إطارا لاستراتيجية التنمية المستدامة للاستزراع المائي. كما تقوم الحكومة حاليا بمراجعة الإطار القانوني المنظم للاستزراع المائي في الكاميرون.
ونظرا للظروف المناخية والإيكولوجية الملائمة فإن إمكانية تنمية الاستزراع المائي في الكاميرون هائلة. كما يعود الفضل في ذلك إلى السواحل البحرية الممتدة بطول 420 كم، وجود غابات المانجروف واللاجونات، وفرة المنتجات الزراعية والصناعية الثانوية، توافر الأنواع المحلية من الأسماك المناسبة للاستزراع ووجود شبكة هيدروجرافية كثيفة. وتدل المسوحات على أن القدرة الإنتاجية للاستزراع المائي في الكاميرون تتراوح بين 300 2 - 000 20 طن في العام.
لمحة تاريخية ونظرة عامة
يعتبر الاستزراع السمكي في أحواض المياه العذبة هو الصورة الوحيدة من صور الاستزراع المائي في الكاميرون (Satia, 1991). وقد تم تطوير هذا النظام بشكل جوهري من حيث تقنيات الإنتاج والأنواع المستزرعة. وقد أنشئ أول الأحواض في الدولة عن طريق السدود في الأحواض المائية إلا أنه لا يمكن تجفيف هذا الأحواض بصورة كاملة، حيث أنها تسير بمحاذاة الأودية. ونظرا لصعوبة إدارة هذه الأحواض أنشئت المجموعة الثانية من الأحواض في عام 1974 بين خزانات توزيع المياه، حيث يمكن التحكم في عوامل إنتاج هذه الأحواض.
بدأ الاستزراع السمكي في عام 1948 عن طريق استزراع البلطي ثم تبعه استزراع القرموط (السيللور). وفي عام 1969 أدخل الكارب الشائع ثم تبعه إدخال نوع غير مسمى (heterotis). وفي عام 1990 أدخل الكارب العشبي.
وقد جذب الاستزراع المائي في البداية المزارعين الصغار. ولكن مع مرور الوقت أدركت جميع قطاعات المجتمع أهمية هذا النشاط كمصدر غذائي وربحي.
أنشأت الدولة بالتدريج 22 مركزا لتربية وتناسل الأسماك، تستخدم حاليا في الأعمال الإرشادية. ويوجد في الكاميرون حاليا حوالي 000 15 حوض سمكي تنتج 330 طنا (بمتوسط 400 كجم للهكتار) بلغت قيمتها حوالي 4,71 مليون دولار أمريكي في عام 2003.
الموارد البشرية
تقوم العديد من المنظمات بتقديم الخدمات الإشرافية والإرشادية في المناطق الريفية. ويشمل ذلك المؤسسات الحكومية التي تعمل تحت مظلة الإدارات الوزارية المعنية، المنظمات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني. وطبقا "للبرنامج الوطني للبحوث والإرشاد الزراعي" تعتبر المؤسسات الإرشادية المحلية مسئولة عن تقديم الخدمات الإرشادية لجميع المزارعين. ويوجد 295 1 مؤسسة إرشادية في المناطق الزراعية-البيئية، تهتم اهتماما كبيرا بالاستزراع السمكي.
يوجد حاليا حوالي 000 10 مزارع صغير في قطاع الاستزراع السمكي، يعملون بصورة مؤقتة. هؤلاء المزارعون لديهم خلفية من التعليم الأولي أو الثانوي، كما أن بعضهم قد حصل على تدريب في كليات الزراعة وفي كلية eaux et forêts مبالمايو والمركز الوطني لتنمية الاستزراع المائي في فومبان. أما بقية العاملين فهم موظفون مدنيون ومدرسون متقاعدون. تبلغ نسبة النساء حوالي 10 في المائة فقط من عدد العاملين في هذا القطاع، وتعود هذه النسبة المنخفضة إلى التقاليد الكاميرونية التي لا تسمح للنساء بتملك الأرض.
ساحة النقاش