في صبيحة اليوم الثاني للتصويت لاختيار رئيس الجمهورية، وهو المنصب الذي اقترب السيسي من الفوز به، أرصد الاستغاثات المتشنجة من الإعلام الفاسد المساند للسيسي وهو يستجدي المقاطعين أن يذهبوا للتصويت ولو بإبطال أصواتهم.
هذا التشنج يعكس حجم المأزق الذي يشعر به هؤلاء؛ ففي 30 يونيو 2013 زعموا نزول 30 مليون بلا دليل على صحة الرقم إلا صور خالد يوسف.
وفي 26 يوليو 2013 زعموا خروج هذه الملايين مرة أخرى لتفويض السيسي لمواجهة الإرهاب "المحتمل" .. وبلا دليل أيضا على صحة تقديراتهم.
ثم اعتبروا نزول 20 مليون للتصويت على الدستور دليلا على تأييد السيسي.
واليوم يبدو ضعف الإقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية فاضحا لتلك الادعاءات السابقة .. ومع ذلك فبنظرة منصفة للواقع فالسيسي سيفوز على حمدين .. وسيصبح رئيسا لمصر .
ولكن حتى لو وصل العدد اليوم إلى 25 مليون فهذا يعني أن هناك 30 مليون مقاطع للانتخابات مما يضع تحديا أمام الرئيس القادم.
سيكون على السيسي اختيار أحد حلين: إما أن يقهرهم، أو أن يسترضيهم فيحل مشكلاتهم حلا جذريا وبلا مسكنات.
المواجهة باستخدام القهر مارسها من وراء ستار لما يقرب من عام، وتمثلت في اعتقالات ومحاكمات ومواجهات للتظاهر بدعم قوي من الشرطة والقضاء .. وتحت شعار مواجهة الإرهاب (المتمثل في جماعات معروفة للأمن ولا يتجاوز عدد أفرادها 4000 - 6000 - حسب تقديرات رجال الأمن)، وباستخدام فزاعة الإخوان (الذين لا يتعدى عددهم 700 ألف).
توسيع دائرة القهر سيفتح جبهات لن تدع للرئيس القادم فرصة للاستقرار والمضي بمصر إلى الأمام، وسينذر باقتراب موجة ثورية ثالثة لا يستطيع الشعب المصري المنهك من السنوات الثلاثة الماضية تحمل تبعاتها.
يبقى أمام الرئيس القادم اختيار الطريق الثاني .. وهو طريق استرضاء الغاضبين، وهذا يتطلب تحقيق العدالة والقصاص لكافة الشهداء بدءا من 25 يناير 2011 وحتى اليوم. وأتصور من متابعتي لحوارات السيسي أن تصوره للعدالة سيدور حول الترضية والتعويض وتقديم الديات لذوي القتلى .. وعفا الله عما سلف! .. ولست أدري إن كان هذا سيحل المشكلة جذريًا أم لا ؟!
والخطوة الثانية في طريق الترضية تحقيق الأهداف التي ثار من أجلها الشعب وأن تظهر في خطته منذ اليوم الأول للحكم: تحقيق العدالة الاجتماعية - احترام الكرامة الإنسانية - سيادة القانون - ضمان الحريات - القضاء على الفساد.
بدون هذا لن يكون هناك استقرار وسيكون أمام المصريين موجة ثورية ثالثة لا يعلم ماستسفر عنه إلا الله!!
ساحة النقاش