محب مصر

كاتب أرجو أن أنفع الناس وأن أرى مصر في طليعة الأمم.

وضع الإسلام آلية واضحة لفهم النص القرآني، وجاءت في خطوات واضحة متتالية؛ فلقد نزل القرآن الكريم بلغة العرب في قوم يفهمون معانيه ويدركون ما جاءهم به، فأول شرط لتفسير النص القرآني هو المعرفة الجيدة للغة العربية.

وتنقسم آيات القرآن إلى آيات محكمة وآيات متشابهة، قال تعالى:"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ " آل عمران-7

والمحكم هو الواضح البين الذي لا لبس فيه ويسهل فهمه، وهو الغالب في كتاب الله. أما المتشابه فهو الذي يشتبه أمره على بعض الناس. وحكمة وجود المتشابه في القرآن أنه اختبار وامتحان للإيمان والتسليم لأوامر الله.

ووضع لنا الإسلام أسلوب التعامل مع المتشابه فطالبنا برده إلى المحكم؛ فنرجع لفهم المتشابه إلى الآيات الواضحة؛ فالقرآن يفسر نفسه. فمنهج طالب الحق هو أن يُخضِع المتشابه إلى الواضح البين، وأما طالب الفتنة والتحريف فيقدم المتشابه على المحكم فيثير الشك والريبة في المحكم فيستطيع بذلك تأويل المتشابه تبعًا لهواه.

ومن أمثلة المتشابه قول الله تعالى: "وأقيموا الصلاة"؛ فإن كيفية إقامة الصلاة غير معلومة من الآية، ولكن المعلوم منها هو وجوب إقامة الصلاة فقط؛ فمن حاول تأويل هذه الآية بعقله بعيدًا عن الحديث النبوي فسوف يأتي بالعجائب التي لا علاقة لها بمراد الله.

فأول آلية لفهم القرآن هي القرآن نفسه، مع الدراية بالناسخ والمنسوخ، وبالمحكم والمتشابه.

ثم يأتي التفسير بالسنة النبوية الصحيحة في المرتبة الثانية ليزيل أي لبس أو إبهام، ويُفصِّل المجمل.

وبعد ذلك تأتي أقوال الصحابة الذين كانوا ملازمين ومعايشين لنزول القرآن، ويعرفون أسباب نزوله والسياق التاريخي للآيات.

فإذا لم يتضح المراد بالآية بعد تلك المراحل القائمة على التفسير النقلي، يتم اللجوء إلى اللغة العربية فنقوم بالتحليل اللغوي للآيات لندرك المراد منها، وهذا هو التفسير اللغوي.

ثم يأتي التأويل وهو ما يمكن أن نسميه التفسير العقلي والاجتهاد، والذي لابد أن محكومًا بالقواعد الكلية للقرآن وأحكامه وبأصول اللغة العربية بحيث لايناقضها.

ويقوم التأويل على منهج الاستنباط والقياس ليستخلص الجزئي من الكلي.

وشرط الاجتهاد المعرفة؛ فمن لم يستطع وجب عليه أن يسأل من له دراية؛ قال تعالى "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" النحل - 43.

ويمكن تلخيص هذه المنهجية فيما يلي:

1- التلقي المباشر من كتاب الله تعالى وفهم المعاني الواضحة.

2- استيضاح الغامض والمجمل من خلال سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة ومعرفة أسباب النزول.

3- التحليل اللغوي لفهم غوامض النص.

4- استخدام القياس والاستنباط لاستخراج الجزئي من الكلي.

5- استقراء الواقع بناء على الأسس والمبادئ التي أرشدنا إليها القرآن (مبادئ العلوم الطبيعية والإنسانية والحقائق الكونية).

المصدر: مقال شخصي "أشرف قدح"
AshrafQadah

أشرف قدح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 171 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2018 بواسطة AshrafQadah

ساحة النقاش

أشرف قدح

AshrafQadah
كاتب أرجو أن أنفع الناس وأن أرى مصر في طليعة الأمم. »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

209,623
Flag Counter