جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قُلتُ أنا المهلهل
من البحر الكامل
قصيدة بعنوان
مَيْ
مُدِّيْ بِكَفِّكِ قد مَدَدتُ ذِراعي
يا مَيُّ قولي هل مللتِ سماعي
وضجيجُكِ الأمسَ التفتُ لحاله
فرأيتُ فيه الحُبَّ كالإشعاعِ
النَّورسُ المسكينُ أرخى جُنحَهُ
في الَّليلِ بعدَ تغيُّرِ الأوضاعِ
وينامُ بين قفارِهِ مُستَسلِمَاً
للموتِ حيناً أو لبعضِ صُداعِ
لَلْبَحرُ يعرفُ وجهتي بل غايتي
إلَّا التي خلفَ البحارِ بقاعِ
وأنا الغريقُ ولم أجِد مِنْ مَوْئلٍ
إلَّا الُّلجوءَ لخالقِ الأطباعِ
وأنا الدَّليفُ المُستميتُ بِخرقةٍ
ضَمَّتْكِ في وضعٍ من الأوضاع
أأضُمُّهَا أأشُمُّهَا أم أرمِها
كقميصِ يوسفَ كي أُزِيلَ وجاعي
قد كُنتُ أسمعُ كُلَّ ليلٍ هاتفاً
شَادٍ بصوتكِ فاحَ بالنَّعناعِ
فاذا ضَحِكْتِ مِنَ البعيدِ عَلِمْتُهَا
جاءت بإشعارٍ إلى أسماعي
وإذا بَكَيْتِ أُحِسُّ صدري ضيِّقاً
يستنهِرُ النَّفْسَ التي بمعاعي
ما عُدتُ أعرِفُ للمنامِ سبيلَهُ
والدَّمعُ يسبقُ لحظةَ الإدماعِ
فسألتُ عنكِ مُخاطِبَاً مَنْ تصحبي
لِتُجِيْبَ أنَّكَ بين طفلٍ واعيٍ
تُعطينَهُ مِنكِ الحنانَ مُدَلَّلاً
والثَّديُ يذكرُ فترةَ الإرضاعِ
أنتِ الملاكُ وقد رأيتُكِ جنَّةً
فيها الجمالُ يَهبُّ مثلَ قِلاعِ
ورأيتُ وجهَكِ وجهَ حورٍ قَرقَفَتْ
بالسُّكْرِ في تيهٍ بغيرِ قناعِ
أيَّامَ يثربَ قد جَنَتْ بجنايتي
لتكونَ في إثمٍ كإثمِ جماعي
إنْ كُنْتُ نازلتُ الشِّفاهَ بلثمها
وغَرِقْتُ بين روادفٍ وصُباعِ
فأنا الَّذي بالدِّينِ خُضتُ قوارعاً
والَّليلُ يعرفُ ثورتي ووقاعي
مَدَدَاً مِنَ الرَّحمنِ عِترةَ أحمدٍ
ومُحَمَّدٌ وابنٌ له ورفاعي
يا سَيِّدَ السَّاداتِ هل مِنْ نظرةٍ
كي تُخرِجَ المدلوفَ مِنْ قعقاعِ
لأنوحَ عند الرِّمشِ أعرِفُ أنَّنِي
كبُكاءِ مَنْ ثُكِلَتْ بغيرِ وداعِ
فإليكِ مَيُّ رسالتي فتريَّثِي
قبلَ القراءةِ واشربي بكراعي
لننالَ سُكراً لا يزولُ ولا يَرَى
للصَّحوِ باباً أو يُجيبُ لداعِ
انتهى
بقلمي
تمّام طاهر سلوم الخزاعي
المصدر: تمّام طاهر سلوم الخزاعي