فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج .. 2 يناير 2011 - مصنف في: كتب إسلامية, كتب رحلات, كتب علمية

******************************

فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج انتهيت من هذا الكتاب وأنا محمّلة بمعلوماتٍ لم أتوقع أبداً تطرقه لها. يحاول المؤلف فيه كشف الغموض عن قصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج ( كما هو واضح من العنوان ). ويعتمد بحثه هذا على الأبحاث العلمية والمخطوطات القديمة مستنداً في كل ذلك على المرجع الموثوق الأساس “القرآن الكريم” وما ذكره عن قصة ذي القرنين. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا(91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) )). تبدأ رحلة الكتاب في فك الألغاز, من مصر عصر الفراعنة من بداية عهد حكم الهكسوس إلى عهد الأسرة الثامنة عشر التي ينتمي إليها أخناتون ( الذي توصل البحث إلى كونه هو ذا القرنين ) ويتكلم بتفصيل عن أهم وأشهر ملوك وفراعنة هذه الأسرة ( منهم الفرعون الذي أغرقه الله وجنده في البحر وقصته مع موسى عليه السلام, ويكشف عن دور أخناتون في هذه القصة ). ينتقل بعدها إلى مغرب الشمس, يحدد موقع هذا المكان ويعطي افتراضات عن معنى العين الحمئة التي شاهد ذو القرنين الشمس تغرب فيها. ثم يتحدث عن مطلع الشمس, ويحدد الموقع مع الأدلة والبراهين .. بعدها يأخذك الكتاب إلى الصين ( التي تحتضن بداخلها الردم الذي بناه ذي القرنين كما توصل إليه البحث ) ويفصّل هنا عن معنى عبارة “يأجوج ومأجوج” وكيف تمت ترجمتها ( حيث اكتشف أنها جملة باللغة الصينية تعني “قوم قارة آسيا وقوم قارة الخيل” ), وعن موقع الردم ومكوناته ومقارنتها بما ذكر في القصة القرآنية. ثم ينتقل للحديث عن من هم يأجوج ومأجوج, والأسباب التي جعلت منهم قوماً مفسدين في الأرض, وماهي صفاتهم الخَلْقية والخُلُقية. نهايةً, يكشف لنا عن أوضاع الصين عند بلوغها من قبل ذي القرنين, ونبذة عن الأسر التي حكمتها, وعن التاريخ المحتمل لوفاته ومكان دفنه وكيف أصبحت ذريته ملوكاً للصين لمدة 800 عام. / خلال هذه الرحلة الطويلة يعطيك المؤلف تفصيلاً دقيقاً لكل افتراضاته وما أثبتها من أدلة وترابط يعجز عقلك معها عن التشكيك فيها. وأيضاً يتضح من الكتاب الجهد الجبار الذي بذله المؤلف في بحثه حيث أنه كان شاملاً تقريبا لكل جوانب القصة وقد قام بمعاينة بعض الأماكن بنفسه للتأكد مما توصل له, فزار الردم وزار جزيرة كيريباتي الذي يعتقد أنها هي موقع مطلع الشمس. ويحتوي الكتاب أيضا على ملحق صغير للصور, تجد فيه صوراً للردم وبعض الصور التوضيحية. / استمتعت كثيراً في قراءته حيث كان أسلوب المؤلف سهلاً شيقاً, وكانت محاوره منوعة, أضافت لي الكثير. أعتقد أن الكتاب يستحق الإضافة إلى مكتبتك الخاصة, فإنك بعد الانتهاء منه ستعيد قراءة الآيات السابقة بنظرة مختلفة وتأمل أعمق. ملاحظة : الكتاب الذي معي هو من الطبعة الثانية المنقحة, حيث أضاف المؤلف الكثير من المعلومات وصحّح بعض الأخطاء وأكّد بعض الفرضيات المذكورة في الطبعة الأولى.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

كيريباتي جزيرة تشكل دولة صغيرة تقع جنوب غربي المحيط الهادئ، وتتكون من 33 جزيرة. وهذه الجزر هي جزر جيلبرت الست عشرة، وجزيرة بانابا، وجزر الفونيكس الثمانية، وثماني جزر حدودية. وتنتشر جزر كيريباتي فوق نحو خمسة ملايين كم².

ولكيريباتي مساحة يابسة تبلغ نحو 726كم²، ويبلغ عدد سكانها نحو 87,000 نسمة. ويعيش أكثر من 95% منهم في جزر جيلبرت. وعاصمة كيريباتي هي تاراوا، إحدى تلك الجزر.

حكمت بريطانيا ما يعرف الآن بكيريباتي من عام 1892م حتى عام 1979م، عندما أصبحت كيريباتي دولة مستقلة. والوحدة الأساسية للنقود هي الدولار الأسترالي.

أهالي كيريباتي يزرعون معظم طعامهم، وينتج الكثيرون منهم الطماطم لبيعها للسفن عابرة المحيطات التي ترسو في موانيها.