عالم الأدب والنقد الأدبي- د. محمدصالح رشيد الحافظ

الموقع خاص بعالم الإبداع الأدبي والإنساني - نصوص ودراسات

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]--><!--<!--

عمدت الكثير من النصوص الروائية العربية إلى استثمار موضوعة الجسد على وفق رؤى متباينة، وبتوظيف فني جمالي يختلف من مبدع إلى آخر. فقد حاولت المتخيلات السردية ان تعيد للجسد أهميته ودوره (سواء أكان سلبيا أم إيجابيا) في الخطاب الثقافي العربي الحديث وتكشف عن فاعليته بوصفه هوية ثقافية ملغزة.

وقد شغلت رواية (خطوط الطول.. خطوط العرض) للأديب عبدالرحمن مجيد الربيعي بقضية الجسد، وانحاز خطابها السردي عبر لغته الشعرية المكثفة ونمط العلاقات التي تحكمت في عناصره الفنية، لاسيما الشخوص والفضاء الزمكاني، نحو تأسيس مدونة سردية تهيمن عليها مدلولات ثقافية ترتكز في بناء معناها وطرح أفكارها على التمثيل الجسدي داخل المتخيل السردي.

ان التصورات والمعتقدات والإيديولوجيات المتباينة في اشتغالها على الجسدي بصورة عامة هي من يحدد رؤيتها له وطريقة التعامل معه وتعمل على قولبة مفاهيم محددة يمكن من خلالها رسم حدود العلاقة مع الجسد(1). إن هذه التصورات هي من تعيد تركيب الجسد على وفق الرؤية المحددة مسبقا وتفصل بين التفسير العلمي (التشريحي/ الوظائفي)، ووصفه وتصويره وإعادة إنتاجه من قبل المبدع(2).

إن الجسد الإنساني في الفضاء السردي المتخيل ليس بكتلة ولا حجم وإنما يؤشر في مدلولاته المتنوعة إلى شبكة مؤثرات، وهو ليس علامة على ظهور فسحة زمانية تستدرجه إليها بقدر ما يكون هو نفسه واهبا لهذه الفسحة المنفتحة، وكل ذلك يدل على أن الجسد ليس فراغا أو سكونا حياديا وإنما هو ملاء مسكون بعلامات تكسبه قيما ثقافية معينة(3).

لهذا فإن مقاربة الجسد في النص الروائي لها خصوصيتها التي تمتاز بها، وتكتسب هذه الخصوصية مشروعيتها من كون العمل الروائي نص حيوي متحرك تجتمع عبر فضائه النصي المتناقضات المتعددة وتتجاور فيه الرؤى المتباينة، مما يمنح الجسد عند مقاربته روائيا أبعادا ودلالات متعددة لا تقف به عند حدود الطرح الأحادي، كما إن وضع الجسد في الخطاب الثقافي العربي العام والخطاب الروائي خاصة له مدلولات مهمة تتعلق بالمحرم والمقدس والديني والانثربولوجي، وإعادة طرح أسئلة الذات والهوية والكينونة والعلاقة مع الآخر.

ــــــــــــــــ

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

1.           أيديولوجيا الجسد (رموزية الطهارة والنجاسة): فؤاد الخوري: دار الساقي: بيروت: ط1: 1997: 23.

2.    حول نظرية  الجسد العاشق وتأويلاته: مطاع صفدي: الفكر العربي المعاصر: بيروت باريس ع(118- 119) لسنة 2001: 9.

3.    جماليات الصمت (في اصل المخفي والمكبوت): إبراهيم محمود: مركز الانماء الحضاري: حلب: ط1: 2002: 110.

4.    خطوط الطول.. خطوط العرض: عبدالرحمن مجيد الربيعي: دار المعارف للطباعة والنشر: سوسة- تونس: ط2: 1993: 52.

المصدر: بحث د. فيصل غازي- بتصرف
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 192 مشاهدة
نشرت فى 8 يناير 2011 بواسطة Alhafedh

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

40,739