لماذا لا تقرأ؟

لماذا لا تمارس الرياضة؟

لماذا لا تزور أقاربك؟

لماذا لا تقرأ وتحفظ القرآن؟

لماذا لا تنمى معارفك وثقافاتك؟

لماذا لا تجرب خبرة جديدة أو مشروع جديد؟

والآن أجب.. فأنت تملك الإجابة، وهى غالباً ستكون مجمعة فى جملة واحدة شهيرة:

ليس لدى وقت

لقد سئمت من هذه الكلمة، فالمرات التى أسمعها فيها تفوق الوصف، وهى التبرير الدائم لكل تقصير فى الحياة سواء مع نفسك فى ناحية التنمية الذاتية وإدراك الذات، وسواء مع أسرتك ومجتمعك من حيث التواصل والتعاون.

عندما كنت فى برنامج تدريبي يتحدث عن إدارة الوقت، كانت المدرب يرفض بتاتاً من يدعى أنه ليس عنده وقت، وتعلل ذلك بأنه لو اضطرته ظروف الحياة إلى عمل إضافى فى المساء، فسيجد له الوقت، وإذا اضطرته ظروف الحياة إلى الاستيقاظ مبكراً عن الميعاد المألوف للاستيقاظ فسيستيقظ طلباً لمعاشه.

فإذا حولنا العمل الإضافى فى المساء إلى برنامج تدريبى فى مجال ما، أو حتى فترة تقرأ فيها لتستزيد من معارفك وخبراتك. وإذا حولنا الاستيقاظ المبكر فى الصباح للعمل إلى الوقت الذى تمارس فيه الرياضة بانتظام، ستتحول حياتك إلى شكل آخر تماماً.

الأمر ليس إذن عدم وجود وقت، فالوقت موجود ومتوفر لكل الأنشطة.. الأمر فى الأساس عدم حسن ترتيب للأولويات.

قد يبدو الأمر غريباً ولكن إذا نظرت إليه من زاوية أخرى لرأيت ما أرى.. إذا أخبرتك أنك ستحصل على ألف دولار شهرياً فى عمل لن يستغرق منك أكثر من ثلاث ساعات يومياً ولكن توقيت هذه الساعات سيكون من الرابعة صباحاً حتى الشروق مثلاً، ماذا سيكون رد فعلك؟

سيصبح الاستيقاظ فى الرابعة صباحاً من أولى أولياتك، بل أكاد أجزم أنك أصلاً لن تنام حتى تنال حظك من هذه الفرصة.

وهناك قصة معبرة عن الرجل الذى استشعر صوت الحشرة فى زحام المدينة، وبرر ذلك لصديقه بأن هذا هو صوت الاهتمام الذى يثيره، وبرهن على وجهة نظره بأن ألقى عملة معدنية فى الطريق فالتفت الناس جميعهم لها، لأن هذا هو الصوت الذى يلفت انتباههم.

بالمثل، يتجه المرء منا إلى صوت اهتمامه ولكنه يغفل، هل هذا هو الطريق الذى يناسبه أم أن عليه سلوك طريق آخر للنجاح.

لقد ثبت فى إحصائية عالمية أنه يوجد واحد من كل اثنين على مستوى العالم غير راض عن العمل الذى يعمل به. فهل أنت واحد منهم؟

هل توقفت يوماً لتسأل نفسك هل أنت سائر فى الطريق الصحيح أم لا؟

ترتيب الأولويات علم عميق، ولتتأكد من ذلك ستجده علم بارز فى الفقه الإسلامى، يسمى فقه الأولويات، ومن أمثلته أنه مثلا لا يُعقل بأى حال من الأحوال أن تجد مدخناً شارباً للخمر، وتحدثه عن أهمية عدم الجلوس فى الطرقات.

الأمر يحتاج إلى إعادة ترتيب الأولويات فى المقام الأول، بناءاً على إدراكك لحاجاتك الفعلية فى الحياة. ليس منطقياً بأى حال من الأحوال أن تظل تفعل ما كنت تفعله من عشر سنوات، ولا يوجد تغيير فى النتائج، أنا معك تماماً فى أن تظل تفعل نفس الشىء بشرط أن يودى بك إلى زيادة أو تغيير فى الوضع القائم، ولكن أن تظل تفعل نفس الشىء، لتحصل على نفس النتائج، بدون أى فرصة للتغيير، هذا ما لا أرضاه لك ولا لى.

الكلام جميل .. لا يوجد أسهل منه، ولكن الفعل هو الصعب.

دعوتى لكم في هذا المقال هو أن تجلس وحيداً لنصف ساعة .. نصف ساعة فحسب تسأل فيها نفسك ثلاثة أسئلة:-

1- ماذا كنت من 5 سنوات؟

2- ما هو وضعك القائم الآن وهل هناك تطور من أى نوع عما كنت عليه من 5 سنوات؟

3- ما ترغب فى أن تكونه بعد 5 سنوات بناءاً على وضعك الحالى؟

بعد أن تنتهى من كتابة إجابة هذه الأسئلة فى ورقة أمام عينيك، وتنظر إليها بتمعن بنظرة جديدة تماماً عما كنت تنظر من قبل.

وحينها ستفهم قصدى.

المصدر: مقالات النجاح..النواوي
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 47/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 495 مشاهدة
نشرت فى 22 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,041,496