الاسلام منهج حضارى وتنموى
تناولنا فى المقال السابق الأسباب التى شكلت نهضة للأمة الالمانية بعد الحرب العالمية الثانية والمتمثلة فى وجود رؤية، وارادة لشعب فقد ممتلكاته، ولم يفقد عقله ثم آلية عمل تتضمن خمسة عناصر كانت سببا فى تحقيق التنمية وهى "بنوك الإدخار، والوعى المصرفى، ونظام المعلومات، والولاء، وقانون مارشال’ " وانتهينا الى ان الدكتور احمد النجار أرسل رسالة الى أحد رواد الفكر الاقتصادى الإسلامى "دكتور محمد عبدالله العربى " يشرح له فيها نتائج بحثه وأجاب الدكتور العربى برسالة يقول فيها :
لقد عشت بعقلى وقلبى ومشاعرى مع ماتفضلت به، وكأننى أعيش فى العصور الخوالى مع النبى محمد صلى الله عليه وسلم و صحبه الأطهار، هذا سلوك المسلم الملتزم، وهذا منهج الاسلام فى البناء، وإعمار الارض، وفق منهج الله وشريعته. ان كل ماأشرت اليه موجود فى شريعتنا . فالرؤية قد وضعها الله عز وجل فى كتابه العزيز منذ اربعة عشر قرنا وهى قول الله عز وجل فى كتابه الكريم" كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" اية 110 ال عمران. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " الخير فى وفى امتى الى يوم الدين" والخيرية تتحقق باقامة المسلمين للمنهج . ولما بعد المسلمين عن المنهج فقدوا الخيرية.
أما فيما يتعلق بالإدخار فقد وضع الإسلام منهجا مترابطا للمال كسبا، وانفاقا ، واستثمارا وهو أن يكون الكسب من حلال وأن نعتدل فى الإنفاق والبعد عن الإسراف والفائض يتم إستثماره .والنهى عن الإكتناز والنهى عن التعامل فى المحرمات والربا وأكل أموال الناس بالباطل وبين لنا الاسلام أن المال" كل النعم والطيبات" مال الله ونحن مستخلفون للعمل فيه وفق منهج الله وحض الإسلام على أداء الزكاة فى مصاريفها الشرعية "انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل" اية 60 التوبة.
أما فيما يتعلق بمنهج الأولويات فقد أرسل لدكتور أحمد النجار كتاب" الموافقات" للإمام الشاطبى محددا به الأولويات ومقاصد الشريعة الاسلامية وموضحا له أن المقاصد الضرورية التى تحقق للناس المأكل والمسكن والزوجة والصحة، انه بتوفير ذلك تتحقق المقاصد الكلية الخمسة" حفظ الدين و النفس و العقل والنسل والمال".
أما فيما يتعلق "بالولاء أى إتقان العمل " فالإسلام حريص على الإتقان " إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه " حديث ضعيف لكن يتم الإستشهادبه ’ فإتقان العمل عبادة لله وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة.
وكان لهذه الرسالة أثرا كبيرا فى توجه الدكتور النجار نحو الدراسة فى المصادر الاسلامية وبصفة خاصة فى فقه المعاملات ، وفقه العبادات ، والاخلاق ، وقد وجهنى فى بداية دراستى للماجستير أن أقرأ اقتصادنا لمحمد باقر الصدر.
ما أثر هذه الدراسات على فكره، وسلوكه هذ ما سنراه ان شاء الله فى المقالة التالية.
دكتور سمير رمضان الشيخ
مستشار تطوير المصرفية الاسلامية
ساحة النقاش