إن واقع الشباب في العالم العربي يعاني من جملة أزمات ، فقد أدت المتغيرات الاجتماعية في العصر الحديث إلى خلل في الأسرة العربية والإسلامية ، بعد أن غزت الثقافات الوافدة من خارج الإسلام إلى أبناء الإسلام فأدت إلى بعض التصدعات داخل الأسرة ، الأمر الذي غير من شكل العلاقات الأسرية والاجتماعية حيث اهتزت بعض القيم والمبادئ لدى الشباب. وينقسم الشباب إلى ثلاث أنواع داخل الوطن العربي:
أولاً: الشباب يعيش في عالم الخيال:
شباب يحلم بمستقبل مزدهر وعالم كله ورود وحياة مملوءة بالسعادة ومكانة اجتماعية مرموقعة وحالة اقتصادية لا يدنو منها غيره ، لكنه يعيش في واقع أليم فهو لا يحمل شهادات علمية ولا يحمل أي صفات اجتماعية أو اقتصادية تؤهله لهذا الحلم الرومانسي ، ومن هنا يحدث تصادم بين الواقع والخيال ومع ذلك يصدق الخيال ويكذب الواقع ، ويصف المجتمع بالظلم وبأن حقه مهضوم ، وربما إذا سألته عن أحواله لقال لك [أنني مثل الشمعة تضيء لغيرها وتحرق نفسها] ، وربما إذا سألته عن ماذا قدم للمجتمع أو لنفسه لا يدرك هذا المعنى ولكن ما هي إلا عبارات اعتاد عليها اللسان [نحن مظلومين – نحن غرباء في بلادنا – نحن الفئة المسكينة – نحن .. نحن .. وغيرها من العبارات] .
ماذا تفعل هذه الفئة :
- تحمل مجموعة من الأوراق تحتوي على مايلي:
1- شهادة المتوسطة أو أدنى من ذلك .
2- شهادات عديدة من مراكز مختلفة تحمل اسم دورات .
3- لا يفهم ولا يدرك معنى أي دورة قد حصل عليها لكنها شهادة .
- يسعى للحصول على وظيفة بالشروط الآتية :
1- حكومية .
2- مرتب مغري ومجزي لأنه خبير !!
3- نصف دوام ، أي[ ساعة أو ساعتين أو تكون نصف ساعة أفضل] .
4- إجازة الأربعاء والخميس والجمعة ويوم في نصف الأسبوع .
ثانياً: الشباب الاعتمادي على الآخرين :
هم فئة من الشباب تحتاج إلى تلقي الرعاية دائماً من الوالدين والتعلق بهما والالتصاق بالآخرين والخوف الشديد من الانفصال وصعبة في اتخاذ القرارات ، وإلقاء مسئولية أعماله والأشياء التي تخصه على الآخرين والافتقار إلى الثقة بالنفس والانشغال غير الواقعي بالخوف من غياب مساندة الآخرين وأن تترك له مسئولية الاعتناء بنفسه أو تحمل المسئولية .
ثالثاً: الشباب الحقيقيون والذين يشرفون المجتمع :
هم الفئة التي يشرّف بها المجتمع وكل من يتعامل معهم ، شباب يعرف دوره ومسئولياته ، دائماً يبحث عن ذاته محاولاً تفجير طاقاته العلمية ليضع بصمة في طريق مستقبل منير ، يواجهه الصعوبات ليكتشف فيها اليسر ، يبحث عن المعلوم يرى منه المجهول ، ينادي في محرابه بأن ليس هناك شيء مستحيل أمام العمل والطموح ، مؤمن بالله وواثق في قدراته التي وهبه الله إياها ، نغوص في أبحار هذه الفئة لنتعلم منها كيف نطمح وكيف نتعلم وكيف نبني مستقبلنا .
ماذا تفعل هذه الفئة :
شباب يحدد طموحاته وأهدافه : وهو طالب يرسم طريقه للوصول إلى مبتغاه ، فيختار مساره التعليمي المستقبلي ولا يترك الصدفة تختار مستقبله ، يريد كلية الطب فيعمل لها ، يريد كلية الهندسة فيعمل لها.
2- شباب يعرف قدراته ، من أهم العوامل في التفوق هي أن يدرك الفرد مدى قدراته فلا يعطي نفسه أكثر من قدراتها ولا أقل من إمكانياتها .
وهم دائماً يرددون كلمة أنا أعرف نفسي وأعرف قدراتي ، لا أشترك أو أغامر في شيء دون دراسة ومعرفة مدى إمكانياتي واستعداداتي في هذا الموضوع .
ساحة النقاش