قد يؤدي التعرض للسموم، التي تنبعث من سيجارة المدخنين، إلى أمراض كثيرة، مثل الربو والسرطان وإلتهاب الشعب الهوائية، وهي كلها أمراض خطيرة. لهذا، علينا أن نراقب نوعية الهواء الذي نتنفسه ونتبنى خطوات إيجابية.

إن كنتم لا تدخنون، فذلك لأنكم واعون بأخطار التدخين على صحتكم. لكن، ماذا عن التدخين السلبي، أي وجودكم في مكان به آخرون يدخنون السجائر أو الشيشة أو غيرهما من أنواع التبغ؟ علينا أن نعلم أنّ التدخين السلبي يسبب أو يسهم في الإصابة بمشاكل صحية متنوعة، تتباين من أمراض القلب والشرايين إلى السرطان. لهذا، سيكون من الحكمة أن نفهم جيِّداً ما معنى التدخين السلبي، كيف يحصل، وما عواقبه على الكبار وعلى الأطفال، وكيف يمكن تجنبه.

-        سموم الآخرين:

التدخين السلبي، ويسمى أيضاً التدخين الثانوي للتبغ، ويتضمن بهذا المعنى الدخان الذي يستنشقه أو ينفثه المدخن نفسه، وأيضاً الدخان الذي يأتي مباشرة من التبغ المحترق، أي الذي لم يستنشقه المدخن بل نفثته السيجارة. ويحتوي هذا الدخان على آلاف المواد الكيميائية السامة، نذكر منها: البنزين، مونوكسيد الكربون، الكروميوم، السيانيد، الرصاص، النيكل، البلونيوم.. كما يمكن أن تبقى الجزيئات الناجمة عن التدخين السلبي عالقة في الهواء لساعات وساعات.

ويمكن لإستنشاق الدخان الناجم عن قيام شخص آخر بالتدخين بجوارك ولو لفترة قصيرة أن يهيج رئتيك وأن يقلل من كمية الأوكسجين الموجود في الدم. لهذا، فإنّ التعرض المستدام أو المتكرر لدخان سجائر الآخرين هو دائماً أمر خطير لا بل أخطر مما نعتقد.

وإذا اعتقدتم أن دخان السجائر وحده هو ما يشكل خطراً، فعليكم أن تعيدوا التفكير، لأن بقايا هذا التدخين التي تعلق في الشعر أو الثياب أو الوسائد أو أثاث المنزل أو السجاد، هي أيضاً قادرة على أن تشكل خطراً على الصحة، وخاصة صحة الأطفال.

-        مشاكل صحية متنوعة:

يتسبب التدخين السلبي أو يسهم في التسبب في مجموعة من المشاكل الصحية التي تتفاوت خطورتها، ونذكر منها:

  • أمراض الرئة، فالربو والتهاب الشعب التنفسية وأمراض أخرى رئوية مزمنة يمكن أن يتسبب فيها أو يزيدها سوءاً التعرض لدخان السجائر.
  •   أمراض القلب، حيث يزيد التدخين السلبي من خطر التعرض لأزمة قلبية وغيرها من المخاطر التي تهدد القلب، كما يمكن له أن يضر بالشرايين والأوعية الدموية وأن يعرقل الدورة الدموية ويزيد من إحتمال حصول جلطات في الدم.
  •    السرطان: التدخين السلبي هو عامل معروف من عوامل زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة، هذا بالإضافة إلى أنّ العديد من الأبحاث والدراسات الطبية أظهرت وجود علاقة بين التدخين السلبي وأنواع أخرى من السرطان، وليس فقط سرطان الرئة.

ويمثل التدخين السلبي خطراً إضافياً على الأطفال، الذين يعتبرون على وجه الخصوص ضعفاء في مواجهة تأثيرات التدخين السلبي. ومن هذه التأثيرات الضارة نذكر:

·       إنخفاض وزن الطفل عند الولادة، فتعرض المرأة الحامل لدخان سجائر الآخرين يؤثر سلباً في الجنين ويجعله، في الغالب، يأتي إلى العالم بوزن أقل من الطبيعي.

·       متلازمة الموت المفاجئ للرضع، أي عندما تفاجأ الأُم بوفاة الرضيع في مهده خلال الأشهر الأولى من حياته من دون أي سبب واضح، وهنا تقول الأرقام إنّ تعرض الطفل المولود حديثاً للتدخين السلبي، سواء بعد ولادته أم خلال الحمل، يجعله معرضاً أكثر لهذا الخطر الشنيع، خطر الموت المفاجئ في المهد.

·       الإلتهابات، يكون الأطفال بطبيعة الحال معرضين للإلتهابات بكل أنواعها أكثر من الكبار، لكن الأطفال الذين يعيشون مع أشخاص مدخنين في منزل واحد يكونون معرضين أكثر للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى مثلاً، وأيضاً إلتهاب المجرى التنفسي لديهم.

·       ولا يفوتنا التذكير بأن من التأثيرات السلبية الأخرى للتدخين السلبي في الأطفال، التسبب في السعال المزمن وتكون البلغم وإصدار صوت كالأزيز من الصدر، هذا إضافة إلى تهييج العيون والأنف لدى الصغار.

-        كيف نتجنبه؟

قد نتساءل: كيف يمكننا تجنب التدخين السلبي، بينما المدخنون منتشرون في كل مكان في المقاهي والمكاتب وحتى في المنزل أحياناً؟ وكيف نتجنب التدخين السلبي بينما كثير من المدخنين هم أصدقاؤنا وأقاربنا وزملاؤنا؟ الجواب عن هذا السؤال يكون في كلمتين، هما: التخطيط والإرادة، فإذا خططنا لتفادي المدخنين وكانت لدينا العزيمة القوية لتنفيذ ذلك، سوف ننجح بالتأكيد في التقليص أو القضاء على التعرض للتدخين السلبي في حياتنا اليومية.

-        والآن، لماذا لا نبدأ بالخطوات البسيطة التالية:

·       لا تسمحوا بالتدخين داخل بيوتكم: إذا أراد أحد أفراد العائلة أو أحد الضيوف التدخين، فاطلبوا منه أو منها، بصرامة، الخروج إلى الشرفة أو الحديقة أو الشارع للتدخين. لا يجب أبداً الإعتماد على المكيفات أو المراوح أو على نافذة مفتوحة لتنقية الهواء وتغييره، فالمواد السامة التي تنفثها السيجارة، كما ذكرنا، تبقى عالقة في الوسائد والسجاد وفي أثاث المنزل حتى بعد الإنتهاء من التدخين.

·       لا تسمحوا بالتدخين داخل سياراتكم: إذا أراد أحد الركاب في سياراتكم أن يدخن أثناء قيادتكم السيارة، ينبغي التوقف في أقرب مكان إستراحة وإعطائه فرصة للتدخين خارج السيارة.

·       ألحوا على الإلتزام بالقوانين التي تمنع التدخين داخل المكاتب: فإذا قام أحد الزملاء بالتدخين داخل المكتب فإن ذلك يؤذي بقية الموجودين ولا يمكن أبداً الإعتماد على المكيفات لتنقية الهواء من دخان السجائر في المكتب.

·       اختاروا أماكن الرعاية التي تحظر التدخين داخلها: إذا كنتم تحتاجون إلى خدمات دار لرعاية الأطفال أو حضانة أو دار لرعاية المسنين، فاختاروا مؤسسة تمنع التدخين داخلها، وذلك حرصاً على صحة من تحبون.

·       شجعوا المطاعم أو المؤسسات التي تمنع التدخين داخلها: فهناك العديد من المطاعم وغيرها من المؤسسات التي تتبنى سياسة منع التدخين داخلها، لندعم هذه المؤسسات بأن تخبر مسيريها بأننا استمتعنا بنقاء وجودة الهواء في منشأتهم.

·       ابتعدوا عن التدخين: إذا كان من الضروري أن توجد في مكان به مدخنون، فلنجلس في أبعد مكان عنهم. وإذا كان شريك الحياة أو أي شخص آخر من المقربين مدخناً، فلنعرض عليه الدعم والمساندة لذلك الشخص وحده، وإنما لجميع أفراد العائلة والمحيطين به.

Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 288 مشاهدة
نشرت فى 13 ديسمبر 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,039,378