يقول (ص): "إنّ هذا متين فأوغلوا فيه برفق".
مع الأسف هناك الكثير من الشباب، وأنا كنت واحداً منهم لم نوغل في هذا الدين برفق، وإنّما تحمسنا ومع الحماس – بالإضافة إلى أنّ الواحد كان يريد أن يعوض تقصيره – أوغلنا، ولكن ليس برفق بل باندفاع وهذا التوغل في الدين بالإندفاع يؤدي إلى عواقب وخيمة، وقد يؤدي إلى فهم خاطئ للدين؛ لذلك أقدم لكم عصارة تجربتي في طريق الإلتزام، سأقدم لكم خمسة محاذير أتمنى من كل شاب وشابة يريدان أن يلتزما الطريق الصحيح أن يحذرا من هذه الأمور ليكون التدين وسطياً صحيحاً سليماً.

قال (ص): "هلك المتنطعون – قالها ثلاثا وهم المتشددون".
1- إذا وجدت نفسك بعد تدينك بدأت تفتي من عندك فاحذر..
الفتوى تحتاج إلى علم عميق في اللغة العربية، وفي فقه الأولويات، وفقه الواقع والقرآن الكريم والحديث، علوم كثيرة تحتاج إلى سنين وسنين، ليس كل من قرأ كتاباً يفتي.. فبالتالي ينبغي على المتدينين حديثاً، أن يحذروا من الفتوى وكل ما يستطيعون القيام به في هذه المرحلة هو أن ينقلوا كلام العلماء وحتى هذه فيها حذر فينبغي حسن إختيار العلماء.

2- إذا وجدت نفسك أنك بدأت تكفر الناس، تقول هذا كافر وهذا مشرك وهذا صوفي وهذا وهابي وهذا من الإخوان فاحذر.. فالرسول (ص) يقول: "مَن كفر أخاه فقد باء بها أحدهما".

ثمّ لماذا أصلاً المغامرة في مثل هذه الأمور؟ دع هذه الأمور لله سبحانه وتعالى يحكم فيها يوم القيامة.

* قال حكيم: "أصعب الأمور أن يعرف الإنسان نفسه، وأسهلها أن يعظ غيره".

3- إذا لاحظت أنك بعد إلتزامك بدأت تهمل مظهرك، وتهمل شكلك ولبسك ولحيتك وشعرك فاعلم أن فهمك للدين فيه خلل.

إذا كنت تعتقد أنّ هذه الأمور هي من الزهد، فهذا خلل فالله جميل يحب الجمال، ويروى عن الرسول (ص) أنّه كان يهتم بخمسة أمور لا يتركها في حضر ولا في سفر من ضمنها (السواك – المشط – المكحلة، المرآة) وكلها أمور لها علاقة بالجمال، فانظروا إلى حرصه (ص) حتى إنّه (ص) قبل أن يخرج لأصحابه كان دائماً يجلس أمام المرأة ويرى نفسه، ويصفف شعره لإهتمامه بمظهره، وعلى هذا فمن المفروض أن يكون الملتزمون خير الناس مظهراً.
"عليكم من الأعمال ما تطيقون فوالله. لا يمل الله حتى تملوا"

4- إذا كان إلتزامك يجعلك تشعر أنّك خير من باقي الناس، وأنك أصبحت وليّاً من أولياء الله وأن كل الناس عاصون ومذنبون وهالكون وأنت الناجي فاحذر، إن تدينك مغشوش!

المفروض أنّ التدين يزيد من التواضع، فكلّما زاد تدينك زاد تواضعك وليس غرورك وإحتقار الناس.

أذكر هنا كلمة جميلة لأحد العلماء حيث يقول: "رب ذنب أورث ذلاً وإنكساراً خير من طاعة أورثت عُجْباً وإستكباراً"، هذا الكلام معناه أن تقضي ليلك في ذنب ثمّ تستيقظ وقد أحسست بالندم والذلة والإنكسار وتبكي وتشعر أنك أسوأ الناس وتشعر أن كل الناس خير منك، هذا الذنب خير من أن تقوم كل الليل في الصلاة ثمّ تستيقظ وتشعر أنّك ضمنت الجنة، وتشعر أن كل الناس أسوأ منك، وأنت خير منهم وتستكبر عليهم، فاحرص، أن يزيدك تدينك تواضعاً لخلق الله.

قال (ص): "إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

5- إذا وجدت أنك بعد إلتزامك ساءت أخلاقك فاحذر!..
فما فائدة التدين الذي يسيء الأخلاق؟
فالعلم الحقيقي، والتدين الحقيقي، هو الذي ينعكس إيجابياً على خلق الإنسان.

المصدر: مقالات الرسالة.. البلاغ
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 726 مشاهدة
نشرت فى 13 ديسمبر 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,021,609