إنّ طبيعة علاقة الزمالة بين الطالب والطالبة، هي مسؤولية قبل كل شيء، إذ تختلف الحياة الإجتماعية بالمدرسة عن مثيلتها بالجامعة. ففي معظم المدارس نجد نظام المدارس غير المختلطة، وهذا على العكس في غالبية الكليات. مما يتعرّض معه بعض الطلبة والطالبات – على السواء – للشعور بالقلق والرهبة في بداية إلتحاقهم بالجامعة بإعتبارها مجتمعاً مختلفاً تماماً عن مجتمع المدرسة. ويتخوف بعض الطلبة أو الطالبات كذلك من صعوبة إمكان التكيف، أو التعرف على زملاء جدد غير زملاء المدرسة، كما يشعر الكثيرون بالحرج من التعامل مع الجنس الآخر. فيلجأ الشاب أو الشابة إلى التقوقع داخل نفسه، وعدم الإشتراك في أي نشاط جامعي، وعدم محاولة التعرف إلى زملاء جدد. ومن ثمّ يشعر الشاب أو الشابة بصعوبة تكيفه مع زملاء وزميلات الدراسة الجامعية.
وهنا يجب عليك عزيزي الطالب الجامعي أن تضع في إعتبارك أن زميل أو زميلة الدراسة بالجامعة هو بمثابة أخ أو أخت لك أوّلاً، مر بنفس ظروفك الدراسية بالمدرسة، ويشترك معك في نفس آمالك وطموحك في المستقبل من خلال الدراسة بالجامعة.
تحلَّ بثقتك في نفسك، ولا تدع الشعور بالخجل أو الخوف يربك حياتك في مرحلتك الدراسية الجديدة.
ولا تنسَ أنّ التعامل القائم على الإحترام المتبادل هو أساس النجاح في حياتك الجامعية والعملية كذلك.
وهناك من الطلبة أو الطالبات مَن يشعر بالرهبة عند الإلتحاق بالجامعة لسبب آخر وهو ترك العائلة والأصدقاء في قريته أو مدينته، والإقامة في مدينة أخرى للدراسة مما يسبب لهم بعض الضيق والشعور بالغربة في بادئ الأمر، ولكن التكيف مع زملاء جدد، والتركيز على المواد الدراسية الجديدة، يعملان بالتدريج على تيسير العيش في بلد بعيد عن الأسرة ومع إختلاف الآراء حول ماذا تعني الجامعة عند الكثيرين من الشباب والشابات، الذين يلتحقون بالجامعة لأوّل مرّة.
فالفرصة أمامك عزيزي الشاب وعزيزتي الشابة للإستمتاع بهذه المرحلة من حياتك، ويمكنك شيئاً فشيء تكوين فكرة عن الزملاء والزميلات، الذي تدرس معهم. وتستطيع عندئذٍ إختيار الصديق المناسب لك، والذي يتفق معك في أشياء كثيرة، على أن تضع في إعتبارك أوّلاً التعامل مع باقي الزملاء والزميلات باحترام ومسؤولية، بغير مبالغة أو خوف أو خجل.
ساحة النقاش