يوما عن يوم يكبر فينا العمر أكثر، والعقل قد يكبر أو لا يكبر، وفي كل يوم تكثر فينا الذكريات والضحكات والآهات، وقد يكبر فينا كل ما فينا إن نحن شئنا أو أبينا، يوم يمر وآخر يتبعه، هكذا الحياة.. إن شئنا نستفيد وان لم نشاء فنادرا ما نستفيد، فإن مر يوما ولم نستفيد منه شيئا فنحن لم نعش فيه إلا كمجرد عالة،وفي الغد سنجد إن اليوم لم يعد سوى ذكرى قد نستفيد منها وقد نتحمل عواقبها، لذا فعلينا أن نستفيد على أكبر قدر ممكن، لنتمكن من مواجهة غدنا.

عندما كنت صغيرة كنت أرى الأمور كبيرة، وكنت احسب أني عندما سأكبر سأجد الأمور صغيرة وأكثر وضوحا ،ولكن عندما كبرت وجدت أني كنت مخطئة، وان الأمور أكثر غموضا واكبر بكثير مما كنت أتوقع.


علينا الاعتراف بان الحياة صعبة جدا ،وان علينا أن نبذل الكثير والكثير لكي نستطيع أن ننجح ،وعلى خطواتنا أن تكون مدروسة ونحو هدف واضح لنستطيع أن نستمر وان نبقى في تقدم دائم، وعلى عيوننا أن تنظر إلى المدى البعيد، فهذا يجعلنا نسير بسرعة أكبر نحو الهدف من أن ننظر إلى المدى القريب.

عندما نريد القيام بشيء ما ونخطط له مسبقا ،فقد نعتقد في البداية أن التخطيط قد أخذ الكثير من الوقت،ولكن بعد ذلك سنكتشف أنه قد وفر علينا الوقت وكذلك التخبط في العشوائية،وأننا عندما نسير بدون خطط قد نرى الأمور تبدوا سليمة ،ولكن مع بدء التقدم فسنقع وسنجد بأننا لم نقم بأي شيء صائب...

جميعنا نحلم بأن نصل لمكانة مرموقة وأن نكسب ود واحترام الكثيرون ،ولكن ذلك لا يعني أن تنظر لنفسك على أنك في القمة وحدك ،وان كل من حولك هم مجرد أقزام ولا يستحقوا أن تكون بينهم، فعندما تجد ذلك في نفسك فعليك أن تعلم بأنك لست إلا مجرد سراب...

كما عليك أن لا تطالب أحدا باحترامك قبل أن تحترم أنت نفسك،واحترامك لنفسك يتطلب منك أن تحترم الآخرين وان لا تطالب احد بأن يعطيك ثمن لما تقدمه له، بمعنى آخر أن لا يكون هدفك هو المقابل...

أيضا عندما تقدم شيئا لنفسك فإن ما تقدمه يقتصر عليك وحدك، ولكن عندما تقدم شيئا لغيرك فهذا يكون لك ولغيرك وبذلك يستطيع من قدمت له الخدمة أن يستفيد منها ويستغلها في الأفضل ويضيف عليها ما يملك لينتج خدمة أخرى ربما أكثر إفادة من خدمتك وبذلك تستفيد أنت منها أيضا...

رغبتنا في أن نكسب الطرف الآخر في صالحنا لا يعني أن نتخلى عن ذاتنا من أجل كسبه ،ولكن يعني أن يكون تكون كما نفسك ،ولكن عليك أن تجاريه لتحصل على ما تريد برضاه أيضا.

عندما ننظر للعالم فنجد أنه أصبح يعتبر الثقة موضوع وجود، فمن يثق بنفسه مكانه محفوظ ومن لا يثق فبالطبع لا مكان له ،ولكني أرى بأن الأهم من أن تكون واثقا أم لا؟ هو هل أنت تستحق هذه الثقة أم أن هذه مجرد كلمة؟.

كثيرون هم الأشخاص الذين يبحثون عن أخطاء غيرهم ويتناسوا أخطائهم ،ويحسبون أنهم بذلك سيغيرون العالم،ولا يعلمون أن بحثهم عن أخطائهم هم هو ما سيغير العالم.

كثيرا ما تواجهنا مشاكل سيئة للغاية ونتساءل كيف نستطيع حلها؟.فأعتقد أن الطريقة المثلى للحل هي البدء بالأمر السيئ والتدرج إلى حين الوصول للأمر الأسوأ، لكي نستطيع أن ننجز ونحل المشكلة بأفضل طريقة ممكنة.فالبداية عندما تكون جيدة نوعا ما تحفزنا على الاستمرار وكذلك تجعل النهاية تبدو أفضل.

وأيضا عندما تكون تعيسا عليك أن تحاول أن تقنع نفسك بأنك سعيد فذلك يجعلك تشعر بشعور أفضل ،وانه عندما تجد كل ما حولك بالعين الدامعة وتشعر بأنك تعيش أسوأ أيام حياتك فهذا يعني أنك بانتظار أيام أسعد من أيامك هذه، فإن أكثر ما يفرحني في أسوأ الأيام هو أنه لا يوجد أسوأ منها،وعليك أن تعلم بأنك عندما تشعر باكتفائك من الحياة ولا تريد العيش أكثر فاعلم بأنك تنتظر حياة جديدة فابتسم، ولتعلم بأن الحياة ليست ملك لك وحدك ولا تستطيع أن تفعل بها ما تشاء.

وكن متأكدا بأنك عندما تفعل أمرا سيئا بشخص مهما كان فاعلم أن هناك أمرا أسوأ ينتظرك قد أعده لك شخصا ما...وعليكم أن تعلموا بأنكم عندما تشعرون بأنكم بحاجة لشخص ما ولا تستطيعوا العيش بدونه، فعليكم أن تحاولوا أن تبتعدوا عنه قدر الإمكان فوجودكم بقربه باستمرار لا يساعدكم بقدر ما يضركم.

ولا أعتقد انه يوجد شخص محظوظ وشخص غير محظوظ ،فيوجد شخص يتمتع بكثير من الأملاك أو المناصب ومع ذلك لا يكون سعيدا فربما هو يكون قلق من أن يفقد ما يملك،بينما هناك شخص آخر هو لا يملك أي شيء سوى السعادة والراحة النفسية ،لا لا وجود لإنسان يمتلك كل شيء وآخر لا يمتلك شيء فجميعنا متساوين بما نمتلك إن لم تبدوا كذلك المظاهر.


وأخيرا.. مهما كان الليل حالكا فلا بد أن يكون هناك ضوء فقط فلتبحث عنه ولتسير نحوه وحتما ستصل إليه ولكن إن لم تبحث عنه فأنت لا تستحق الوصول.

المصدر: مقالات الرسالة
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 55/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
19 تصويتات / 1434 مشاهدة

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,026,366