ارتكبت أخطاء كثيرة في حياتي، بعضها كان درساً مهماً لي والبعض الآخر دفعت ثمنه غالياً. وقد يكون من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها في حياتي قرار الارتباط الذي اكتشفت بعد اربع سنوات أنه أسوأ قرار اتخذه في حياتي، تقول ساره (22 عاماً) بابتسامة ساخرة. وتتابع: "كنت أظن أن المليح يقابل عادة بالمليح، ولكن تجربتي بينت لي أني مخطئة جداً. ومع أن هذه التجربة حولتني الى انسانة حذرة من الآخرين، الا أنها أنضجتني كثيراً وجعلتني أقوى على مواجهة صعوبات الحياة.

كم من الأخطاء نرتكب في حياتنا؟ وكم من الأثمان ندفعها نتيجة لهذه الأخطاء؟ فمن منا لم يندم على قرار اتخذه يوماً؟ ومن منا لم يتمنى في لحظة من اللحظات أن تعود عقارب الزمن الى الوراء عله يستدرك خطأ ارتكبه، والذي غالباً ما يكون ناتجاً من جهله لعواقب الأمور. وكما قيل: "الانسان عدو ما يجهل".

قد يكون الشباب هم الأكثر عرضة للأخطاء، فهذه المرحلة هي من أهم المراحل في حياة المرء وأكثرها حيوية، ففيها يختبر الحياة ويكون أكثر عرضة لاتخاذ قرارت قد لا تكون صائبة، خصوصاً مع نزعة التمرد التي تنطبع بها شخطيته

"رغم اعتراض أهلي، أصريت على السفر الى أميركا بطريقة غير شرعية بعد أن أقنعني رفاقي أني بذلك سأحقق طموحي وابني مستقبلي بشكل جيد"، يشرح زياد (35 عاماً). ويرفع كتفيه ويحرك يديه باشارات تدل على الحسرة ويتابع:"الا اني اليوم أندم كثيراً على قراري، فعدا عن أني لم أحقق طموحي، فأنا لا أعرف الاستقرار وأعيش بقلق دائم من انفضاح أمري. ولكن الندم لا ينفع الآن".

وفي السياق عينه، يقول خالد (30 عاماً): "أخذت قرارت خاطئة كثيرة في حياتي، ولكن أكثر ما أندم عليه قراري بالتخلي عن حبيبتي لأجل السفر الى الخارج". ومع أنه أسس شركة وحقق ما كان يصبو اليه على الصعيد المهني، ورغم مرور سنوات ولكن الذكريات تعيده الى الماضي ويتمنى لو أنه لم يرحل.

واذا كان زياد وريان يندمان على سفرهما، هيثم (27 عاماً) يندم لأنه قرر ترك وظيفته في السعودية والعودة الى لبنان. ويسهب في شرح معاناته: "جهدت حتى حصلت على موافقة مديري على استقالتي، ويوم استلمت أوراقي واطمأنيت الى عودتي بدأ العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006. انتهت مدة اقامتي وكنت مجبراً على ترك السعودية فيما مطار بيروت مقفلاً، فلم يكن أمامي سوى السفر الى سوريا حيث عانيت كثيراً قبل أن استقر في منزل أحد أقاربي حتى انتهت الحرب".

ويعلّق: "عواقب قراري لم تنته عند هذا الحد، فأنا منذ ذلك الوقت شبه عاطل عن العمل. واستطيع القول انه كان من أكبر أخطاء حياتي".

تختلف الأخطاء باختلاف طبيعة حياة كل شخص. وتروي دينا (32 عاماً) حكايتها مع القرارات الخاطئة: "أغراني العمل وتركت الجامعة وأنا في السنة الثانية، ثم تزوجت وتركت العمل. الا أن زواجي لم ينجح وتطلقت رغم أني رزقت بطفل، مما صعب عليّ الأمور أكثر. ولكن قراري الخاطىء في مطلع شبابي انعكس عزيمة واصراراً، فعدت الى الجامعة وحصلت على شهادتي في الحقوق، وأعمل الآن كمحامية".

خلاصة القول، لا يخطىء الا من لا يعمل، والأخطاء هي التي تعلّم الانسان شرط أن يعرف خطأه ولا يقع فيه ثانية لأن "من اعترف بجهله فقد انكشف مرة. أما من لم يعترف فقد انشكف مرات". وكما قال بوهمه: "وجد الشر ليكشف عن الخير، كما يكشف الاناء المعتم ضوء الشمس

المصدر: مقالات
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 40/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 937 مشاهدة
نشرت فى 9 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,029,462