كان دور القائد الإداري بالأمس يقتصر على إتخاذ القرارات وتوظيف الموارد وإمكانات الموظفين إلى أقصى حد لخدمة أغراض واهداف المنظمة، وكان ينظر إلى الموظفين على أنهم مجرد أدوات ومواد مادية لانجاز اهداف المنظمة دون الاخذ في الاعتبار الجوانب المعنوية والانسانية لديهم.
أما اليوم فان القادة يختلف اسلوبهم في الأداء عن نظرائهم السابقين، فوظيفة القائد المعاصر وجهوده تركز على تنمية روح الابداع والابتكار لدى الموظف وتنمية روح الجماعة لدى العاملين.
فهو يسأل نفسه "كيف أساعد هذا الموظف لأشعره بأهميته وكفاءته وقيمته كفرد؟" ولذلك فان القادة في الوقت الحاضر بالنسبة لنا هم مدربون بالدرجة الأولى، وليسوا أفراداً يقبعون خلف مكاتب حديثة ويتخذون قرارات وهم بعزلة عن الآخرين.
وفي عالم اليوم الذي يتسم بالحرية والانفتاح، يمتلك كل من القادة والتابعيين الحق في المشاركة في التعاون في العلاقة بينهما.. فكل طرف منهما ملتزم بتمهيد الطريق الذي يضمن نجاح الطرف الآخر فالتأثير الحقيقي الفاعل من الالتزام الصادق والمتبادل لكل منهما يساعد الطرف الآخر لكي يحقق أهدافه، وهذا جوهر معنى القيادة الحقيقي وما تهدف إليه فعلاً.
فالإنسان - الموظف مثلاً: عندما يكون تابعاً لقيادة إدارة معينة يجب عليه أن يلتزم ويحترم تعليمات وارشادات هذه القيادة، لأن بالتزامه واحترامه لهذا العمل يساعد نفسه في تحقيق أهدافه الشخصية، وينطبق هذا الحديث كذلك على المديرين والقادة.
إن التدريب هو احدى التجارب والخبرات الثرية الهامة التي يتعلمها الإنسان أثناء حياته العملية، فالمدرب يساعد الناس الذين يشاركون في عملية التدريب على التعلم وعلى تطوير أنفسهم وتوسيع افاقهم، ليتمكنوا من تحديد ورسم أهدافهم بدقة ووضوح ومهارة في الوقت نفسه على الشخص المتدرب أن يبدي تعاطفاً نبيلاً وتقديراً صادقا للمدرب .. فالتدريب هو خبرة وكسب متبادل لكل اطرافه وتجربة نافعة لكل طرف يشارك فيه.
الدكتور / رمضان حسين الشيخ
خبير التطوير التنظيمي والموارد البشرية
ساحة النقاش